مضادات التخثر الدموية وزيف استخدامها قبل أو بعد العمليات الجراحية
الكيمياء والصيدلة >>>> تأثير أدوية
فقد أظهرت هذه الدراسة أنّ الإجراء العام المتّبع للمرضى الخاضعين لعملية جراحية هو تناول مضادات التخثر بغض النّظر عن المخاطر الفردية التي تطوّر حدوث الجلطات الدموية الوريدية VTE.
تُجادل هذه الدراسة -بقوة المنهج الطبي الدقيق- المعالجة الوقائية للجلطات الوريدية باستخدام المواد الكيميائية (أي مضادات التخثر)، حيث يتمُّ فيها توجيه المداخلة بالاعتماد على العلاقة بين المخاطر والمنافع عند المريض، إذ توفر هذه الدراسة دليلاً قوياً حول أي من المرضى الذين عليهم ألا يتلقو الإجراءات الوقائية المتبعة.
على من تمّت الدراسة؟ وما هي الاعتبارات التي أخذت بعين الاعتبار لتقييم خطورة حدوث الجلطات الدموية الوريدية؟
اعتمد الباحثون في استنتاجاتهم على تحليل بيانات 14،776 مريض من 13 دراسة، تمّ فيها تحديد أي من المرضى الخاضعين لعميات جراحية كان أكثر وأقل استفادة من استخدام مضادات التخثر، حيث تضمنت كل الدراسات بيانات عن مرضى يعانون من الجلطات الدموية الوريدية بعد الجراحة و/أو حوادث نزفية مع أو بدون استخدام المعالجة الوقائية الكيميائية (تضمنت الدراسة أيضاً إجراءات وقائية ميكانيكية). فأخذت بعين الاعتبار درجة كابريني للمرضى (وهي أداة التقييم المستخدمة التي تحسُب الأخطار الفردية لتطوير الجلطات الدموية الوريدية) فالمرضى ذوو 0-2 درجات وفقاً لمقياس كابريني لديهم خطر قليل لتطوير الجلطات الدموية الوريدية، إلا أنّ هذا المقياس يخضع للزيادة بزيادة عدد عوامل الخطورة عند المرضى.
اكتشف الباحثون أنّ المرضى ذوو المعدل الكابريني من 7 إلى 8 وما فوق 8 لديهم انخفاض كبير في قابلية حدوث الجلطات الدموية الوريدية قبل العملية الجراحية عند تناولهم لمضادات التخثر، وقد اتضح هذا من قبل من خلال العمليات الجراحية التجميلية والبلاستيكية ولكن لم يظهر أبداً في الجراحات العامة. أمّا المرضى ذوو معدل كابريني البالغ 6 درجات أو أقل، والذين يشكلون حوالي 75 % من المرضى، لا يملكون انخفاضاً مهماً في خطر حدوث الجلطات الدموية الوريدية عند استخدام المعالجات الوقائية.
تطلّعت هذه الدراسة أيضاً إلى مخاطر النزف في الاستجابة للمعالجة الوقائية باستخدام مضادات التخثر عندما تم تصنيفها وفقاً لطبقات درجات مخاطر حدوث الجلطات الدموية الوريدية، وتبين أنه لا يوجد ارتباط واضح بين معدل أو درجة كابريني ومخاطر النزف. وقد تم الترحيب بهذا البحث من قبل سوتريس أنطونيو، استشاري صيدلاني في علم طب القلب والأوعية الدموية، يعمل في المركز الموثوق للخدمات الصحية الوطنية في لندن، ويقول أنّه كلما اقتربنا أكثر من نظام شخصنة العلاج الدوائي، كلما ذكرتنا هذه الدراسة بأن كل الأدوية التقليدية تشكل خطراً.
يصنف حالياً استخدام مضادات التخثر كعامل وقائي عند المرضى الخاضعين للعمليات الجراحية تحت صنف "اجراء واحد يناسب الجميع"، ولكن استخدام مقاييس الخطورة الطبقية مثل معدل كابريني قد يسمح بضبط الحاجة وتحديد بعض الأفراد الذين لم يتلقوا فوائد ملموسة من تلقي مضادات التخثر الوقائية في ظل وجود خطر النزف.
"كان الاتجاه في بريطانيا خلال العقد الماضي أن يتم تحسين المعالجة الوقائية باستخدام مضادات التخثر، مع الاعتراف أنّه ما يصل إلى 70% من المرضى مُقيّمين على أنهم في خطر متوسط أو عال لتطوير الخثار الوريدي العميق، والذين لم يتلقوا أي شكل من أشكال الوقاية الميكانيكية أو الدوائية المضادة للجلطات الدموية الوريدية التي ساهمت في 25 ألف حالة وفيات من الجلطات الدموية الوريدية المكتسبة في المستشفيات كل عام وكان في الإمكان الوقاية منها".
ويقول الباحث أنّه وفرت الإرشادات المتعلقة بالجلطات الدموية الوريدية -في هيئة تقييم التكنولوجيا الصحية في المملكة المتحدة والمعهد الوطني للصحة والعناية الفائقة- المنهج لاعتبارات النزف عبر تسليط الضوء على عوامل الخطورة (تساهم هذه الورقة على نحو أكبر في دعم مواصلة النهج الفردي في العلاج).
المصدر:
هنا