يوم الصيادلة العالمي
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
اليوم ، في يوم الصيادلة العالمي يدعو الاتحاد الصيدلي الدولي (FIP) جميع الصيادلة وجمعياتهم ونقاباتهم في جميع أنحاء العالم للمشاركة في الاحتفال و موضوع هذا العام هو:
"الوصول إلى الصيادلة هو مفتاح الحصول على الخدمات الصحية"
في عام 2010، قدّرت دراسة أميركية أن نسبة 13% من زيارات المرضى إلى صيدليات المجتمع كانت بهدف الحصول على المشورة الطبية فقط (دون بيع أي منتج طبي) مما يؤكد أن الصيادلة هم أخصائيو الرعاية الصحية الأكثر وثوقية وتوافراً في العديد من بلدان العالم.
لأولئك منكم ممن يطمحون لدخول مجتمع الصيدلة أو من هم ليسوا صيادلة ويتساءلون كيف حصلت هذه المهنة على أهميتها المتزايدة ..تعرفوا معنا بنظرة أقرب على الصيدلة.
تاريخياً، تعود جذور مهنة الصيدلة إلى عهد السومريين في منطقة العراق وكانوا يستخدمون النباتات الطبية مثل عرق السوس، والخردل والمر والأفيون منذ حوالي 4000 سنة بالإضافة لوجود أشخاص تخصصوا في صنع المحضرات الطبية بعيداً عن دور التشخيص والعلاج الذي مارسه الأطباء ،كما كتب السومريون أقدم الوصفات الطبية من 2700 قبل الميلاد وكانت أولى الأكشاك والمتاجر التي اختصت ببيع المنتجات الطبية على ضفاف نهر الفرات منذ 1900 سنة قبل الميلاد !
في حين كان للمصريين القدماء تحضيرات خاصة ومحددة للأدوية تعرف باسم Pastophor واعتبرت حينها مهنة الصيدلة على أنها فرع مهم من فروع الطب وكان أغلب ممارسي المهنة من الكهنة ممن اتخذوا المعابد مقراً لعملهم.
من أشهر لفائف البردي المصرية التي ماتزال محفوظة إلى يومنا هذا، بردية ايبرس والتي تعود بتاريخها إلى 1200 سنة قبل الميلاد وكانت تشمل 875 وصفة طبية و 700 عقار طبي ،كما نعلم أن المصريين القدماء صنعوا واستخدموا أشكال دوائية صيدلانية مختلفة كالحقن والمراهم وأقراص المص و الغسولات والحقن الشرجية والحبوب.
وبالتوجه شرقاً إلى الصين وحوالي الحقبة الزمنية ذاتها (أي 2000 سنة قبل الميلاد) ، تم وضع أول كتاب أعشاب محلي يعرف ب Pen T’sao من قبل رجل حكيم يدعى شين يانغ Shen Nungوالذي شمل 365 وصفة عقاقير طبية معتمدة على الأعشاب المحلية.
من الجدير بالذكر أيضاُ أنه في القرون الأخيرة الماضية برز من الصيادلة أسماء عديدة ممن أحدثوا تغييراً في التاريخ الطبي أمثال Alexander Flemming مكتشف البنسلين والذي فتح الأبواب لصناعة المضادات الحيوية المستخدمة حالياً، و Friedrich Serturner الذي استطاع ولأول مرة فصل المورفين عن الأفيون ومن الأسماء البارزة John Pemberton والذي صنع الكوكا كولا " الشراب الأكثر شهرة إلى يومنا هذا" وكان ذلك في محاولته لمواجهة لإدمان المورفين حيث انتقلت صناعتها تدريجياً من احتوائها للكحول بدايةً إلى اعتمادها على المياه الغازية كمكون أساسي حالياً.
أما في يومنا هذا فيلعب الصيادلة دوراً حيوياً هاماً في نظام الرعاية الصحية عبر الأدوية والمعلومات التي يقدمونها ولعل من أبرز العوامل التي تزيد من أهمية المهنة هو الحاجة المتزايدة للحصول على الرعاية الطبية مما جعل الأطباء يضعون أيديهم مع الصيادلة في صف واحد بهدف توفير الرعاية الصحية المثلى للمرضى .
وبينما تتباين المسؤوليات بين مجالات الممارسة الصيدلانية المختلفة ، تتفق جميعها على زبدة الموضوع وهو مسؤولية الصيدلي في مساعدة المرضى على التحسن والتعافي.
تتضمن مسؤولية الصيادلة مجال واسع من أساليب العناية بالمرضى من صرف الأدوية واستعراض و شرح لما وصف له كل دواء وكذلك الإدارة السليمة للدواء الموصوف كالجرعات المناسبة والأوقات المناسبة لتناولها والآثار الجانبية المحتملة ومن ثم مراقبة صحة المريض والتطور في حالته لتحقيق أقصى قدر استجابة للدواء كما يقدم الصيادلة للأطباء وأخصائي الصحة الآخرين المشورة المناسبة حول اتخاذ القرار الصحيح بوصف الدواء.
يوفر الصيادلة أيضاً معلومات حول تركيب الأدوية بما في ذلك خواصها الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية وحول تصنيعها واستخدامها ويحرصون على نقاوة العقاقير و قوتها وفعاليتها كما يحرصون على عدم تفاعل الأدوية بصورة مؤذية .أي أن الصيادلة هم خبراء العقاقير المعنية في نهاية المطاف عن صحة مرضاهم وعافيتهم.
وختاماً هل تعلم أن الصيدلي هو في المرتبة الثالثة كأفضل مهنة طبية ضمن إحصائيات U.S News في الولايات المتحدة الأميركية للعام الحالي؟ هل تعلم أيضاً أن الصيدلة تلقت هذا الترتيب للسنة الثانية على التوالي؟
أعزائي الصيادلة: الآن مهنتكم تحت الأضواء! لهيك وبيوم الصيادلة العالمي .. من "الباحثون السوريون" لكل صيدلي وصيدلانية : ارفع راسك ، افتخر، واحتفل بمهنتك ! وكفي هيك لآخر السنة مو بس اليوم :)
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا