تكمن خطورةُ بكتريا CRE التي تنتمي إلى فصيلة الإمعائيات Enterobacteriaceae في انتشارها السريع والخفي في المشافي ومرافق الرعاية الصحية، إذ تسببُ ما يُقدَّرُ بنحو 9300 إصابة و600 حالةِ وفاةٍ كلَّ عام، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، كما أنَّ معدلَ الإصابة آخذٌ بالارتفاع، وقد أُطلق عليها اسم "البكتريا الكابوس" لأنها مقاومةٌ لطيفٍ واسعٍ من الأدوية الحيوية بما فيها المضاد الحيوي carbapenem الذي يُعدُّ العلاجَ الأخير عندما تفشل المضادات الأخرى، وهذا أمرٌ شديد الخطورة!

فحصَ الباحثون سلالةً من البكتريا CRE في أربعِ مشافٍ في الولايات المتحدة، فوجدوا مجموعةً واسعةً من أنواع هذه البكتريا، وتعرَّفوا على طيفٍ واسعٍ من الصفات الوراثية التي تُمكِّن بكتريا CRE من مقاومة المضادات الحيوية، وأشارت النتائجُ إلى أنَّ بكتريا CRE منتشرةٌ أكثرَ مما كانَ يُعتقد سابقاً، ويُمكن أن تنتقلَ من شخصٍ إلى آخرَ من دون إظهار أي أعراض، ولذلك ينبغي مراقبةُ هذه البكتريا الخطيرة بشكل أكبر، فقد قال William Hanage وهو أستاذٌ مساعدٌ في علم الأوبئة والمؤلفُ الرئيسي للدراسة: "غالباً ما يكون التركيزُ على علاج المرضى الذين يعانون من التهاباتٍ تتعلَّقُ ببكتريا CRE ، إلَّا أنَّ هذه الدراسةَ تشيرُ إلى أنَّ هذه البكتريا تنتشرُ خارجَ الحالات الواضحة من المرض، لذلك فنحن بحاجة إلى النظر بجدية إلى طرق الانتقال والعدوى "الخفية" دون أعراضٍ في مجتمعاتنا ومرافقِ الرعاية الصحية إذا كنا فعلاً نريدُ القضاءَ عليها"

درس الباحثون نحو 250 عينةً من CRE أُخذت من مرضى في ثلاثِ مشافٍ مختلفة بهدف الحصول على لمحةٍ عن التنوع الوراثي لبكتريا CRE، لتحديد تواتر تفشي المرض وخصائصه والعثورِ على أدلة على انتقالِ السلالات داخل المشافي، ولمعرفة كيفية انتشار المقاومة بين الأنواع، فوجدوا علاقةً واضحةً بين أنواع CRE والمورثات المعروفة والمقاومة للمضاد الحيوي carbapenem، كما تبيَّن أنَّ المورثاتِ المقاومةَ هذه تنتقل بسهولة من نوع إلى آخر، ما يُسهم في تزايد خطورة تهديد هذه البكتريا، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشفَ الباحثون آلياتٍ جديدةً للمقاومةٍ لم تُلاحظ من قبل، ما يعني أنَّ هناك المزيدُ لاكتشافه، ولذا فإنَّ هذه النتيجةَ تُسلِّط الضوءَ على الحاجة إلى البحث في أشكال مقاومةٍ غير معروفةٍ بعد وكيفية ظهورها وتطورها.

ويقول ":Hanage إنَّ أفضلَ طريقةٍ لإيقاف بكتريا CRE عن إصابة الأشخاص هو منعُ انتقالِ المرض في المقام الأول، فإذا كنا بالفعل نجهل كيفيةَ الإصابة، ستكون دراسةُ حالاتِ المرض عملاً غيرَ مجدٍ، لأنَّه سيظهرُ مرةً أخرى في مكانٍ آخرَ وبشكلٍ أكثرَ خطورة، نحن فعلاً بحاجة إلى دراساتٍ كثيرةٍ في هذا المجال".

المصدر: هنا