أهمية الحركة للأشخاص الأصحاء و المصابين بالسكر
الطب >>>> مقالات طبية
كذلك نسمعُ جميعاً بالنصائحِ المُتكرِّرةِ بضرورةِ الحركة وأهميَّتِها عند مرضى السّكرِ بشكلٍ خاصٍّ وفائدتها للجميعِ بشكلٍ عام. سنتحدّثُ هنا عن أهمية هذه النّصيحةِ ونحاول معاً البدءَ بنشاطٍ رياضيٍّ يساعدُ في الحصول على حياةٍ صحيَّة. فجميعنا نعلم أنَّ الرياضةَ مفيدةٌ، ولكن ما هي هذه الفائدةُ بالضبط؟ إن كنت لا تعلم فسأُخبرُكَ بأنَّ الفوائدَ أكبرُ ممَّا قد تتصوَّر، فهي تساعدك بـ:
- الحفاظِ على وزنِكَ ضِمنَ المعدَّلِ الطّبيعي.
- تُدخِلُ السّعادةَ إلى نفسك.
- تساعدك على نومٍ أكثر راحةً.
- تزيدُ من قوّةِ ذاكرتِك.
- تساعدك في التَّحكُّمِ بضغطِ الدَّمِ في جسمك.
- كما أنَّها تخفضُ الكوليسترولَ السَّيِّءَ لجسمِك LDL وتزيدُ مِنَ الكولِّيسترولِ الجيّد HDL.
إن كُنتَ مصاباً بالدَّاءِ السُّكري فإنّ الحركةَ والنَّشاطَ البدنيَّ مُهِمٌّ لكَ أكثرَ من غيركَ فهي تزيدُ من حساسِيّةِ جسمكَ للأنسولين، ولهذا السّببِ تُعتَبرُ الرياضةُ والحركةُ ضروريةً ومُهِمّةً للمصابينَ بالدَّاءِ السُّكَّرِي. بالإضافةِ إلى أهميَّتِها في مساعدتِكَ على التحكُّمِ بمستوى سُكَّرِ الدَّمِ في جسمكَ وتقليلِ خَطرِ حدوثِ الأَمراضِ القلبيَّةِ والأضرارِ العصبيَّةِ النّاتجةِ عن هذا المرض.
من المُرجَّحِ أنَّك تعلمُ كلَّ الكلامَ المذكورَ سابقاً ومع ذلكَ لم تبدأ بممارسةِ الرّياضة بعد. لماذا؟ إليكَ هذه الأسبابُ الشّائعةُ التي قد يكونُ أحدُها هو ما يؤخِّرُكَ عن اللَّحاقِ بنا:
- قد تظنُّ أنّها مُجهِدةٌ كثيراً.
- وأنَّ النَّتائجَ تحتاجُ لوقتٍ طويلٍ كَي تظهر.
- أو أنَّ الرّياضةَ ليست مُمتِعة.
- قد تُكلِّفُكَ الكثيرَ من المال.
- أو أنَّكَ لا تمتلكُ الوقتَ الكافيَ للقيامِ بها.
هل حدَّدتَ السّببَ الذي يمنعُك عن ممارسةِ الرِّياضة؟؟ حانَ الآنَ وقتُ التغلُّبِ على هذه المُشكلةِ بحلولٍ بسيطةٍ قد تَعلمُها في داخلكَ قبل أن نذكُرَها:
- الرياضةُ مُجهدةٌ كثيراً: قد تظنُّ أنّ عليكَ قضاءُ ساعاتٍ طويلةٍ في نادٍ رياضيٍّ، ولكنَّ ذلك ليسَ ضرورياً. فبإمكانك البدءُ بالسَّيرِ يومياً لمُدّةِ عشرِ دقائقَ بعد تناولِ العشاء. بإمكانكَ زيادةُ هذه المدّةِ اعتماداً على لياقتكَ وقدرتِكَ على المشي لمسافةٍ أطول. قُم بزيادةِ هذه المدةِ يومياً حتى تصلَ إلى نصفِ ساعةٍ يوميةٍ من المَشيِ المتواصل، سيكونُ هذا مفيداً. ومن الجيِّدِ أن تستشيرَ طبيبكَ الخاصَّ في هذا الأمرِ فقد ينصحُكَ بالابتعادِ عن بعضِ النّشاطاتِ التي قد تضرُّ بك.
- الوقتُ الطّويلُ لظهورِ النّتائج: سأخبرُكَ ببعضِ الأُمورِ الجيّدةِ التي لا تعلمها. قُم بقياسِ معدّلِ السُّكرِ في الدَّمِ قبلَ ممارسةِ الرّياضةِ وبعدَها، وستلاحظُ الفرقَ بنفسِك. تساعدُكَ الرياضةُ على خفضِ معدَّلِ السّكرِ في الدَّمِ بشكلٍ سريع، ستلاحظُ أنَّ الرَّقمَ قد انخفضَ فوراً عِقبَ انتهائكَ من ممارسةِ الرياضة. أمرٌ جيدٌ أليسَ كذلك؟
- الرياضةُ غيرُ ممتعة: لن نُجبِركََ على ممارسةِ شيءٍ لا تُحبُّه، فذلك لن يعودَ عليكَ بأيَّةِ فائدةٍ إنْ لم تُحبَّ ما تفعلُه. ولكن أُنظُر إلى الأشخاصِ الذين يمارسونَ الرّياضةَ مِن حولِك، لماذا يمارسُ كلُّ شخصٍ منهم نوعاً معيناً دون الآخر، لأنّهُم ببساطةٍ لم يُجبِروا أنفُسهم على ذلك وإنما بحثُوا عن شيءٍ يناسبهم وبَدأوا بِه. لا تُطلق الأحكامَ من بعيدٍ وتقرِّرَ إنْ كانَ هذا يناسِبُك أو ذاكَ لا يناسِب، مارِس القليلَ من كُلِّ رياضةٍ تراها مُمتعةً وقرِّر بنفسِكَ إن كانت تناسُبُك أم لا.
- قد تُكلِّفُ المالَ الكثير: هذا الأمرُ قد يكونُ صحيحاً في حالةِ اشتراكِكَ في نادٍ رياضي. ولكنَّك لستَ مضطراً إلى ذلك، اجعل من محيطِكَ ناديكَ الخاص. قم بالرَّكضِ خارجَ المنزِل، أُرقصي مع صديقاتِكِ على أنغام الموسيقى. ليسَ بالأمرِ الصّعبِ أو المُكلِف، بإمكانِكَ البحثُ أكثرَ عن بعضِ مقاطعِ الفيديو عمّا يمكنكَ تطبيقه من رياضاتٍ بسيطة.
- عدمُ توفُّرِ الوقتِ اللَّازِم: هنا تكمنُ المشكلةُ الحقيقيّةُ لدى معظمِ الأشخاص ولكن هذا لا يعني الاستسلام. بإمكانِكَ القيامُ ببعضِ الأمورِ التي تُعتبرُ أيضاً بشكلٍ أو بآخرَ نوعاً من الرياضةِ والحركة. دعكَ من المصاعد واستعمل السّلالمَ بدلاً منها، أو العَب مع أولادِكَ قليلاً في الخارج واقضِ بعضَ الوقتِ معهم. لا يوجدُ سلالمٌ في مكانِ عملك وليسَ لديكَ أطفال؟؟ حسناً، عند انتهائِكَ من تصفُّحِ أحدِ مقالاتِنا (كهذا المقال مثلاً) استعمل السّلالمَ في منزِلك، أو قمْ وتجوَّل في منزلكَ قليلاً في فترةِ الإعلاناتِ أثناءَ مشاهدتك لبرنامجِكَ المُفضّلِ. الحركةُ لعشرينَ دقيقةٍ يومياً أفضلُ من تمرينِ ساعةٍ أو ساعتينِ متواصلتينِ دُفعةً واحدةً في الأسبوع كما أنهُ من الأسهلِ إيجادُ الوقتِ لذلكَ ضمنَ جدولِكَ المُزدحِم.
لم أشَجِّعكَ بالقَدرِ الكافي؟ لا زلتُ معك، فقد أخبرتُك أنَّنا سنتمرّنُ معاً. بعضُ الأشخاصِ قد يفتقدونَ للحماسِ اللّازِمِ للبَدءِ بنشاطٍ جديد، ولكنْ بما أنّكَ تابعتَ معي إلى هنا في قراءةِ المقال فأنتَ تمتلكُ هذا الحماسَ وهذه خطوةٌ كبيرةٌ على الطّريقِ الصّحيح. ما سيكونُ مُهمّاً الآنَ هو ما يجبُ عليك وما لا يجبُ عليكَ عملُه. فما يُميِّزُ الأشخاصَ الفعَّالين هو تخطيطُهم المُسبَقُ لِما سيفعلونهُ في السّاعاتِ القادِمة، حتى أنّهم يخطِّطونَ للقيامِ بالرّياضةِ أو الذَّهابِ للجَري بأوقاتٍ معينةٍ يعلمونَ فيها خلوَّ جدولهم من أيِّ عملٍ فيحضِّرونَ العُدّةَ اللازمةَ لذلك في الليلةِ السَّابقة.
إليكَ الآنَ بعضُ النصائحِ التي قد تساعدُكَ على البدءِ بممارسةِ الرّياضة:
- كُن محدِّداً لما تُريد: اختر هدفاً واضحاً تكونُ قادراً على تحقيقهِ وإنجازِه بسهولةٍ كالمشي لمسافةِ كيلومترٍ واحدٍ يوميّاً. أن تضعَ هدفاً غيرَ محدَّدٍ بقولك "يجبُ أن أُصبحَ رشيقاً وأكثرَ حركةًَ" لن يُساعدَكَ ولن يدفَعَك للقيامِ بشيء.
- ابحث عن شيءٍ تُحبُّه: وهذا أمرٌ مُهمٌّ أخبرتُكَ به منذُ قليل، ابحث عمّا تُحبُّه وعمّا يُشعِرُك أنّكَ ذاهبٌ إلى نزهةٍ مع بعضِ الأصدقاءِ وليسَ إلى عملٍ إجباري.
- ابدأ مع رفيق: عندما تتّفقُ مع أحدِهم للذَّهابِ معاً وممارسةِ القليلِ من الرياضةِ ستجدُ أنّكَ تلتزمُ أكثر، خصوصاً عندَ تواجدِ شخصٍ ينتظرُكَ للبدءِ معاً.
- ابدأ تدريجيّاً: قُم بتقدير درجةِ تحمُّلِكَ ولياقتَكَ وابدأ من بعدِها بالقليل، كأنْ تركُنَ سيّارتَكَ أبعدَ قليلاً من المعتادِ عن مكانِ عملِكَ وأنْ تُحاوِلَ التقليلَ من قيادتها قدرَ المُستطاع، ابدأ باستعمالِ السّلالمِ أكثرِ وأكثر واخرُج للتنزُّهِ أكثَر. ابدأ بالقليلِ وتَدرَّج صعوداً وتذكَّر أنَّك قد بدأتَ وأصبحتَ بذلك أفضلَ من جارِكَ الذي يتلصَّصُ عليكَ الآن من شبّاك غُرفته.
- نظِّم وقتَك: اختر وقتاً معيناً من جدولِكَ اليوميِّ وخصِّصهُ لممارسةِ بعضِ الرِّياضةِ، كالخروجِ للتنزّهِ أو المَشيِ قليلاً مع زملاءِ عملِكَ أثناء فترةِ الاستراحة. يوماً بعدَ آخر ومع ممارستِكَ لها سيُصبِحُ الأمرُ عادةً لديك ولكنْ احرِص ألّا تبتعدُ عن هذه العادةِ لأكثرَ من يومينِ متتاليين.
- كافئ نفسكَ في النّهاية: قُم باختيارِ هدفٍ لك ستشعرُ بتحقيقه بالرّضا عن نفسِك، واسعَ له واعمَل على إنجازه وكافِئ نفسَكَ في نهايةِ الأمر. ستشعرُ بالفخرِ والرّضَا التّامِّ بذلك. جرّب ولن تندم .
ستشعر بالتَّحسُّنِ عند ممارستِك بعضَ الرّياضة، ستتحكَّمُ بوزنِك، بضغطِ دمِكَ وبنسبةِ السُّكَّرِ في جسدِك. فقط احرِص على مراجعةِ طبيبك باستمرارٍ واطلُب نصيحتَهُ عندَ رغبتِكَ بممارسةِ أيّةِ رياضة.
المصدر: هنا