حياة أينشتاين الخاصّة في مُسلسل
الفيزياء والفلك >>>> فيزياء
بالرّغم من عظمة أينشتاين كعالمٍ فيزيائيّ، حرِص المُسلسل منذ العرضِ الأول على إظهار طبيعة أينشتاين الإنسان وليس أينشتاين القديس أو الملاك. هذا لا يعني أنّ المُسلسل يقلل من قيمة أينشتاين على الإطلاق بل يجعلنا ننتقل بين القفزات المُهمة في حياة آينشتاين، بين نجاحاته أثناء صعود الحركة النازية في أوروبا، وإخفاقاته على الصعيد الشخصيّ لنجِد قاسمًا مُشتركًا إنسانيًا يَربطنا بِه.
سلّط المسلسل الضوء على فضول أينشتاين اللانهائيّ، بالرغم مِن أنّ هذه الصفة تحديداً لم تكن مرغوبةً من قبل الكثير آنذاك، فضلاً عن تساؤلاتِه الدائِمة وطموحه الكبير، ونهجهِ المُشكّك في العلوم المقبولة والمُعتمدة لِسنواتٍ طويلة؛ كل هذه الصفات جعلت مسيرتهُ العلمية كطالب شاقة جدًا، ما جعلهُ يعملُ كموظّفٍ في مكتبٍ يُقدّم براءات الاختراع، وكان يكتب الأوراق العلمية في وقت فراغه!
Image: cbsnews2
في شبابه المبكر، تزوّج أينشتاين من ميليفا ماريك Mileva Maric وهي عالمةٌ أيضاً، وقد ظهرت في المسلسل وهي تساعد أينشتاين في كتابة الأوراق العلمية، وعلى الرغم من الجدل بين المؤرخين حول مدى صحة مساهمتها في أبحاث اينشتاين، إلا أن المسلسل يجعلنا نشعر بخيبة الأمل تجاه إمكانياتها العلميّة الضائِعة بعد زواجها بأينشتاين، وهنا نلاحظ أنّ المُسلسل لم يُخفِ عن المُشاهد مأساة ميليفا ومُساهمة أينشتاين فيها، كما أظهر المُسلسلُ زوجتَه الثانيةَ إلسا التي بدَت علاقتهُ بها أكثرَ ودّيّة من علاقتهِ بزوجته الأولى.
Image: National Geographic/ Getty images
Image: National Geographic/ Getty images
اعتمدت الأحداثُ الواردة في المسلسل على الكتاب الأكثر مبيعاً في حقل السيرة الشخصية "اينشتاين: حياتهُ الخاصة والكون" "Einstein: His Life and Universe" للكاتب والتر ايساكسون Walter Isaacson، حيث لاقى المسلسلُ إعجاباً كبيراً وخاصةً مشاهدهُ التاريخية النابضة بالحياة وتصويرهُ لحقبة مهمة في التاريخ أثناء الحربين العالميتين وما رافقها من خوفٍ ومعاناة وانتشارٍ لتيّاراتٍ فكرية مختلفة تزامنًا مع الحبكة الدراميّة للمسلسل.
وكانت مجلة التايم قد اختارت العالم ألبرت أينشتاين شخصية القرن العشرين، وذلك يعود إلى بصمته الإبداعيّة التي طغت على معظم ملامح القرن العشرين العلمية، بالإضافة لتأثير هذه الشخصية المذهل على الخيال الشعبي العالمي والذي استمر حتى بعد وفاته.
وعلى الرغمِ من الجهود المذهلة التي رافقت هذا العمل التلفزيونيّ إلا أنه لم يقدم شرحاً وافياً لبعض المواضيع الفيزيائية كالتأثير الكهروضوئي على سبيل المثال، بعبارةٍ أخرى يخبرنا برنامج العبقري عن عبقرية اكتشافات آينشتاين إلا أنهُ لا يقدم للمتابعين فرصةَ التعرف عليها وفهمها بالتفصيل.
ومع ذلك فإنّ رؤية شخصية أينشتاين وهي تتساءل عن الكون قد تلهم الأجيال الجديدة لتصبح شغوفة أكثر بالعلوم ودراستها، وسواءٌ كنت من المولعين بالفيزياء أم لم تكن، فإن فكرة التعرف على هذه الشخصية العالمية فرصةً لابدّ من اغتنامها. يُذاع البرنامج كل أحد على قناة ناشيونال جيوغرافيك الفضائية، في حين يُعرضُ مدبلجًا إلى اللغةِ العربية على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي.
نتمنى لكم مشاهدة ممتعة :)
المصدر:
هنا