كيف يتسمم طفلك بالرصاص؟
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
يصنَّف الرصاصُ على أنه من السمومِ كما أنه من المعادنِ الموجودةِ طبيعياً في الأرض. استُخدمَ الرصاصُ لسنواتٍ كثيرةٍ في الطلاءِ ووقود السيارات (الغازولين/ البنزين) والسِّبَاكةِ والعديدِ من المواد الأخرى، ويوجد كذلك في كثيرٍ من البضائعِ مثل الأغراضِ المستعملةِ (الباله).
مُنع وضعُ الرصاصِ في طلاءِ المنازلِ في العام 1978، فإذا كنت تعيشُ في منزلٍ مبنيٍّ قبل هذا العامِ، أو إذا كان منزلُكَ يقعُ على طريقٍ مزدحمٍ مليءٍ بالدخانِ، فاحتمالُ وجودِ الرصاصِ كبيرٌ في منزلِك.
ما الذي علينا فعلُه لحمايةِ الأطفالِ من التسممِ بالرصاص؟
1. إبعادُ غبارِ الرصاصِ عن الأطفالِ قدرَ الإمكان.
2. غسلُ أيدي الطفلِ والألعابِ دوماً حتى لو لم يكونوا متّسخين أو مغْبَرّين.
3. مسحُ الأرضياتِ دوماً واستخدامُ قطعِ قماشٍ رطبةٍ لتنظيفِ النوافذِ، لأنّ الملابسَ الجافةَ تنشر غبارَ الرصاص.
4. اَبقِ منزلَك القديمَ في حالةٍ جيدة.
5. قمْ بإصلاحِ أيِّ تقشيرٍ للطلاءِ في المنزلِ، وأبعِدِ الأطفالَ والنساءَ الحواملَ في أثناءِ إصلاحِ المنزل.
6. كن حذِراً مع الأطفالِ الصغارِ و إيّاكَ أنْ تأكلَ/أو تلعبَ بالقطعِ البلاستيكيةِ أو المقشرةِ من الدهانِ أو الغُبارِ أو الأوساخِ أمامهم.
7. إياكَ وجلْب الرصاصِ إلى منزلِك:
يوجد الرصاصُ في إكسسواراتِ الأطفالِ وألعابِهم وعلى الأثاثِ القديمِ وقطعِ الطلاءِ القديمةِ، لذلك تجنّبِ استخدامَ هذه الأدواتِ التي قد تكونْ مليئةً بالرصاصِ، كما يوجد الرصاصُ في بعضِ الأدويةِ التقليديةِ (ما يطلق عليه أحياناً الطبَّ البديلَ) والأعشابِ والتوابلِ ومستحضراتِ التجميل.
8. كن حذراً بالأعمالِ والهواياتِ التي تقوم بها والمتضمِّنةِ للرصاصِ، كترميمِ المباني والسباكةِ ولِحامِ الرصاصِ وصقلِ بعضِ أنواعِ الفخارِ، أو استخدامِ كراتِ الرصاصِ الصغيرةِ وثقّالةِ صيدِ السمكِ، ومن ثَمّ عليك القيامُ بـ:
أ- الاستحمامِ وتغييرِ ملابسِ العملِ والأحذيةِ قبل الذهابِ لبيتِك ورؤيةِ أطفالِك.
ب- غسلِ يديك ووجهِك جيداً بعدَ العمل.
ج- عَزلِ ملابسِ العملِ عن ملابسِك الأخرى.د- التخلصِ من الرصاصِ في طعامِك.
9. دعْ ماءَ الحنفيةِ يتدفقُ لدقيقةٍ واحدةٍ قبلَ استعمالِها، مما يساعد على التخلصِ من الرصاصِ العالقِ في أنبوبِ الماءِ، واستخدمْ فقط الماءَ الباردَ للشربِ والطبخِ ولتحضيرِ طعامِ الأطفال.
10. استخدمْ الأواني والأطباقَ الخاليةَ من الرصاصِ، لأنه عادةً ما يوجد الرصاصُ في الفخارِ المصنوعِ في أمريكا اللاتينيةِ والشرقِ الأوسطِ والهندِ والصينِ، كما يوجد في الزجاجِ والكريستالِ المطليِّ بالرصاص.
11. تجنَّبِ استعمالَ الأعشابِ والتوابلِ الملوَّثةِ بالرصاص.
ماذا عن أعراضِ التسممِ بالرصاصِ عند الأطفالِ؟
بوجهٍ عامٍّ يمكن أن يصيبَ التسممُ بالرصاصِ جميعَ أجهزةِ الجسمِ. وتعتبرُ الأعضاءُ الرئيسةُ الأكثرُ تأثراً بهذا النوعِ من التسممِ: الجهازُ العصبيُّ المركزيُّ والمحيطيُّ، إلى جانبِ الأجهزةِ القلبيةِ الوعائيةِ والهضميةِ والكُلْويةِ والمناعيةِ والدمويةِ والغددِ الصمّ. وتكون الأعراضُ الملاحَظةُ عند الأطفالِ المتأثرينَ انعكاساً لما يُحْدِثُه الرصاصُ في هذه الأجهزةِ والأعضاءِ من مشكلاتٍ، تتفاوتُ شدّتُها بحسبِ عوامل عدّة تشمل نسبةَ التعرضِ والمدةَ الزمنيةَ للتعرضِ وعوامل تتعلق أحياناً بالحالةِ الجسديةِ للطفلِ.
قد يعاني الطفلُ أياً من الأعراضِ الآتية:
1. تأخرِ النموِّ
2. صعوباتٍ في التعلمِ
3. فقدانِ الشهيةِ
4. التعبِ المستمرِّ
5. الإقياءِ
6. الاختلاجاتِ.
ما هي الأطعمةُ الواجبُ إطعامُها للطفلِ لتجنبِ التسممِ بالرصاص؟
احمِ أطفالَك من التسممِ بالرصاصِ بتناولِ الأطعمةِ الغنيةِ بالكالسيوم والحديدِ وفيتامين سي.
- يُعدُّ الحليبُ والجبنةُ واللبنُ الرائبُ (الزبادي) والسبانخُ من الأطعمةِ الغنيةِ بالكالسيوم.
- يُعدُّ اللحمُ والحبوبُ والفاصولياءُ والبازيلاءُ والبيضُ من الأطعمةِ الغنيةِ بالحديد.
- يُعدُّ البرتقالُ وعصيرُ البرتقالِ وعصيرُ الكريفون والبندورةُ والفلفلُ الأخضرُ من الأطعمةِ الغنيةِ بفيتامين سي.
لماذا تكمنُ خطورةُ التسممِ عند الأطفالِ أكثرَ منها عند الكبار؟
يقضي الأطفالُ معظم وقتِهم على الأرضِ، فيميلون لوضعِ أيديهم وألعابِهم في أفواهِهم، مما يزيدُ من خطورةِ بلعِ غبارِ الرصاصِ وقطعِ الطلاء. ويكفي لكميةٍ قليلةٍ وصغيرةٍ جداً من الرصاصِ أن تسببَ التسممَ عندَهم.
تكون خطورةُ التسممِ بالرصاصِ عاليةً عند الأطفالِ لأنهم قادرون على امتصاصِ الرصاصِ بمستوياتٍ أعلى من البالغين، كما يتشابه الرصاصُ والكالسيوم كيميائياً مما يؤدي إلى حدوثِ الخطأ؛ فبدلَ امتصاصِ الكالسيومِ الذي يحتاجه جسمُ الطفلِ بكمياتٍ كبيرةٍ يحصلُ امتصاصُ الرصاص.
تؤثرُ العديدُ من عواملِ الخطورةِ؛ كعمرِ الطفلِ وعمرِ السكنِ المنزليِّ الذي يعيش فيه وكذلك العِرقُ وحالةُ الهجرةِ للأطفال والحالةُ الإثنيةُ والاقتصاديةُ والاجتماعيةُ على انتشارِ الرصاصِ وتأثيرِه على الطفل.
يتعرض الأطفالُ الصغارُ تحتَ سنِّ الثالثةِ بصفةٍ خاصةٍ للتسممِ، لأنهم يضعون أيديَهم في أفواهِهم ويتناولون قطعَ الدهانِ الملوثةِ بالرصاصِ، أو غبارَ الرصاصِ أو التربةَ الملوَّثةَ به.
يكون تعرضُ الأطفالِ للتسممِ بالرصاصِ أعلى من البالغين بسبب عدةِ عواملَ منها:
1. يخضع دماغُ الطفلِ للنموِّ المتسارعِ والتمايُزِ، فقد يتدخلُ الرصاصُ في هذه العملياتِ المعقدةِ، كما أنّ التعرضَ المُزمِنَ والمستمرَّ للمستوياتِ المنخفضةِ من الرصاصِ غيرَ قابلٍ للعودةِ، فيمتدُّ من فترةِ ما قبلَ الولادةِ (بسبب قابليةِ تعرضِ الأطفالِ للرصاصِ في بطونِ أمهاتِهم) إلى أن يصبحوا أطفالاً.
2. يساعدُ التعرضُ المبكرُ للرصاصِ عند الأطفالِ على إعادةِ برمجةِ المُورِّثاتِ (الجينات)، التي تؤدي إلى تغيّرٍ في التعبيرِ عنها وزيادةٍ في خطرِ حدوثِ الأمراضِ لاحقاً.
3. يزدادُ امتصاصُ الرصاصِ من الجهازِ الهضميِّ عند الأطفالِ بمقدارِ 50% تقريباً، مقارنةً مع 10% فقط يمتصُّها البالغ.
كيف يمكن تشخيصُ التسممِ بالرصاص؟
الطريقةُ الوحيدةُ لتأكيدِ التسمّمِ بالرصاصِ هو قياسُ نسبةِ الرصاصِ في الدم.
المصادر:
هنا
هنا
هنا