إن التفاعلات الكيميائية التي تساعد على انتاج السمن والأدوية ودخان سيارات أكثر نظافة للبيئة بالإضافة الى تفاعلات أخرى لا تحصى كلها تعتمد على المعادن الثمينة مثل الروديوم والبلاتينيوم والروثينيوم كوسائط محفّزة.

ولكن معادن كهذه تعتبر نادرة ، غالية الثمن وأحيانا سامة. لذلك حاول العلماء ولسنوات تطوير طرق لتحفيز التفاعلات الكيميائية باستخدام معادن متوفرة، غير ملوثة للبيئة ورخيصة الثمن كالحديد والكوبالت.

تقوم الآن ثلاثة فرق منفصلة من العلماء بتطوير وسائط محفزة للتفاعلات الكيميائية معتمدين على معادن رخيصة تستطيع أن تعطي نفس الفعالية أو قريبة من تلك التي تعطيها الوسائط المحفزة المعتمدة على معادن غالية الثمن. وقد نشرت الدراسات الثلاث في مجلة Science.

في احدى هذه الدراسات أوضح علماء من جامعة تورنتو بأن ربط جزيئات عضوية بالحديد ثم حلّه في محلول يخلق وسيط محفّز فعّال لإنتاج الكحول والأمينات المستخدمة في العطور والأدوية ، بدلا من استخدام معدن الروثينيوم النادر جدا والذي اعتادت الصناعة الكيميائية على استخدامه كوسيط محفّز لمثل هذه التفاعلات.

"باختيار الجزيئات العضوية المناسبة لربطها بالحديد نستطيع أن ننجز تفاعلات لا يستطيع الحديد إنجازها بدون تلك الجزيئات" هذا ما قاله معد الدراسة Robert H. Morris وأضاف أنه بالرغم من وجود المزيد من الوسائط المحفّزة المعتمدة على الحديد التي يمكن اكتشافها الّا أن هناك مراحل طويلة بين اكتشافها والتطبيق العملي.

رغم ذلك، فقد قدّمت الدراسات الثلاثة اقتراحات مختلفة لاستخدام المعادن الرخيصة كوسائط للتحفّيز وهو ما يشير الى انه لا يوجد وصفة حصرية وحيدة للنجاح.

المصدر
هنا