في بريكنغ باد "والتر وايت" مدرس الكيمياء الثانوي الذي لديه مرض حرج ويحتاج إلى النقود من أجل أسرته قد تحول إلى صانع للمخدرات مع جيسي. وفي إحدى الحلقات وجدوا أنفسهم في مواجهة مع رجال العصابات الذين أجبروهم على صنع المخدرات. لذا ارتجل تجربة للقضاء عليهم، ولكن الآن لديهم مشكلة التخلص من الجثث. فيقترح والتر استخدام الحمض.
يَعرف والتر أن حمضاً مثل حمض الهيدروفلوريك سيكون قادراً على إذابة الجثث لقدرته على تدمير الأنسجة وإذابة العظام، لذلك يسرق بضع الزجاجات الكبيرة من حمض الهيدروفلوريك من مخازن الكيمياء في المدرسة الثانوية، ويخبر جيسي إنهم بحاجة إلى توخي الحذر بشأن نوع الحاوية التي سيستخدمونها لوضع الجثث فيها، حيث أن حمض الهيدروفلوريك يمكن أن يتفاعل مع المعادن، وبالتأكيد سيتفاعل مع البلاستيك، وحتى مع الزجاج.
وفي نهاية اليوم نشاهد جيسي بأخطائه الساذجة قد حاول التخلص من الجثة الأولى في مغطس الحمَّام المتواجد في الطابق العلوي، فتسرب منه الحمض إلى أنحاء الشقة، فقد أكل الحمض الجزء السفلي من المغطس والأرضية تحت المغطس، ليسقط السقف أمام عيني والتر وجيسي وتتطاير البقايا في أرجاء المنزل.
وتكررت تلك العملية أيضاً في حلقة أخرى حين تم إذابة جثة أحدهم في برميل من الحمض.

فهل يمكن حقاً أن تذوب الجثث في حمض الهيدروفلوريك؟
يعتبر محلول مائي من حمض الهيدروفلوريك الغازي حمضاً ضعيفاً مع قيمة pka= 3.19 . وبالتالي كان والتر خاطئاً عندما وصفه كحمض قوي. ومع ذلك، فمن الصحيح أن لديه القدرة على مهاجمة المركبات الحاوية على السيليكون في تركيبتها، مثل الزجاج والسيراميك.

SiO2 + 4 HF → SiF4 + 2 H2O

المؤلفون ليس لديهم خبرة عملية في إذابة المواد البيولوجية في الأحماض. ومع ذلك، يبدو أن الطريقة الموصوفة في بريكنغ باد تتطلب بعض التحسينات. أولاً، يبدو الحمض المؤكسد أكثر ملاءمة لتدمير الأنسجة العضوية. يستخدم حمض الآزوت HNO3)) في عملية الفصل للتحقق من المعادن الموجودة في المواد البيولوجية. ويوصى بإضافة حمض كلور الماء أو حمض الهيدروفلوريك للتعامل مع المواد ذي المقاومة الخاصة. ومن المفيد أيضًا أن يحدث التفاعل في نظام مغلق.
يُخزَّن حمض الهيدروفلوريك سابقًا في زجاجات من الشمع، ولكن في الوقت الحاضر يتم إستخدام زجاجات البولي ايثيلين أو ما يعرف بالتفلون (PTFE). لذلك فنحن بحاجة إلى نوع مناسب من الحاويات البلاستيكية وبالتأكيد لن ترغب في استخدام مغطس حمام منزلي.
في الحلقة ارتدى جيسي قناع الوجه والقفازات. ولكن تتآكل معظم أنواع القفازات بمجرد ملامستها لحمض الهيدروفلوريك، ويمكن أن يخترق الجلد والأنسجة الدهنية بسهولة أيضاً. وبمجرد تواجده في مجرى الدم فسوف يعمل بسرعة كسُم. وأخيراً تعتبر الأبخرة الناتجة من اللترات الكثيرة من حمض الهيدروفلوريك التي تعرض لها جيسي قاتلة. في الواقع مجرد أخذ نفس عميق واحد قد يسبب تراكم كمية كبيرة من السوائل في الرئتين، ويعتبر الإنسان قد غرق تمامًا.

ونختم المقال بأشهر قضية جنائية حقيقية مشابهة لمغطس الحمض تتعلق بجون جورج هاي. عندما ألقت الشرطة القبض عليه قال لهم إن "السيدة دوراند ديكون لم تعد موجودة، لقد دمرتها باستخدام الحمض. ولا يمكنك إثبات القتل بدون جثة". وفي الأخير اعترف بثماني جرائم قتل أخرى، إذ تخلص من أجسادهم في أحواض من حمض الكبريت. وفي نهاية المطاف، وجدت الشرطة بقايا تمَّ التخلص منها في مياه المجاري ولكن بعض حصيات المرارة وأجزاء من أسنان بلاستيكية قد نجت، مؤكدةً هوية المرأة. وقد أُعدم هاي في نهاية المطاف لارتكابه جرائم القتل في عام 1949.

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا