مع باحث الميثولوجيا السوري فراس السوّاح
المكتب الإعلامي >>>> مقابلات
يرى السوّاح الميثولوجيا على أنّها أدب، على القارئ أن يستشعر جمالها كحكاية تأخدنا إلى عوالم أخرى، بتجرّد عن الدلالات الدينيّة لها. "الميثولوجيا تُدرّس في المدارس الأوربيّة ليس باعتبارها جزء من منظومة دينيّة، بل باعتبارها أدب.... الميثولوجيا ابتعدت عن أصولها الدينيّة، وأصبحت نوعاً من أنواع الفن وقارئتها مفيدة وممتعة".
وعن إمكانيّة حصول نهضة ثقافية واقتصاديّة مشابهة للنهضة الصينيّة، في بلدان الشرق الأوسط، قال السوّاح كلماتٍ تلخص سنواتٍ طويلة من البحث في علاقة الأديان بالمجتمعات: "النهضة صناعية رأسماليّة في الصين، لكن الصين حضارة عريقة منذ زمنٍ بعيد. الصين دولة حضاريّة قديمة تتميز عن حضارات الشرق الأدنى والحضارة العربيّة بأنّ شعب الصين شعب غير متديّن. عبر تاريخ الصين، طبعاً كان هناك معتقدات، لكن هذه المعتقدات ليس لها علاقة بسلوك الإنسان، ليس لها علاقة بقوانين اجتماعيّة. والصيني إذا تديّن فتديّنه سطحي فالدين لم يأخذ حيزاً واسعاً من الثقافة الصينيّة، الثقافة الصينيّة متحررة من الدين، ثقافة لا دينيّة. هناك أديان، هناك بعض الأساطير، لكن ليس لها علاقة قوية ومتينة بالتكوين الشخصي والنفسي للسلوك الإنساني وليس لها علاقة بالمجتمع وحركة المجتمع. ما نحتاجه منذ زمنٍ طويل هو فصل الدين عن المجتمع، وليس فصل الدين عن الدولة. آن الأوان للحضارة العربيّة أن تضع الدين ورائها وتتقدم".
في حديثه عن ردم الفجوة بين عامة الشعب وبين المثقفين والأدباء السوريين قال "عندما بدأت الأحداث السوريّة، كل المثقفين والمفكرين والفنانين شعروا إنّهم كانوا يعيشون في عزلة. لم نكن نعرف ماذا يجري. هذا خطأنا، أنا أخطأت. أنا شخصياً، أنا أحسست بالألم، أحسست بالتقصير. نحن منقطعين عن القاعدة الشعبيّة.... علينا إيجاد سبل لردم هذه الفجوة. ليس في ذهني الآن طريقة واضحة، لكن أعلم أنّنا يجب أن نكون أقرب إلى الناس، يجب أن تكون أساليب التفكير أقرب إلى ما يجري".
عندما طلبنا من السوّاح توجّيه كلمة أخيرة لفريق الباحثون السوريون وذكرنا بأنّنا حوالي ٥٠٠ متطوعة ومتطوع، قال "صرتو ٥٠١".
نقول لفراس السوّاح: كان لنا شرف الحصول على كلمات الدعم المعنويّة هذه.