الأطفال والشيخوخة: نومٌ أكثر لخلايا أكثر شباباً!
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
للوصول إلى الإجابة، لا بدَّ من أن نتعرَّف سريعاً إلى التيلومير وعلاقته بعمر الخلايا!
التيلوميرات هي قطع صغيرة في نهاية الصبغيات (للمزيد: هنا)، تتقاصر التيلوميرات في كل مرة تنقسم فيها الخلايا، ويُعتقد أنَّه عندما تصبح قصيرة للغاية لا تعود الخلايا قادرة على الانقسام لترميم الخلايا وتعويض التالف منها، وهذه إحدى علامات تقدم السن.
هل الأمر سواء عند البالغين والأطفال؟
تقترح بعض الدراسات لدى البالغين أنَّ النوم قد يكون مرتبطاً بطول التيلومير، ولمعرفة إن كان الأمر ينطبق على الأطفال، اعتمد باحثون من جامعة Princeton على قاعدة بيانات تتضمن معلومات حول معدل مدة النوم لدى 1576 طفلاً في التاسعة من عمرهم من مدن مختلفة في الولايات المتحدة. وقد استخلص الفريق الـ DNA من عينات من لعاب هؤلاء الأطفال وفحص طول التيلومير لديهم.
والنتيجة؟
وجد الفريق أنَّ تيلوميرات الأطفال الذين ينامون مدة أقل كانت أقصر بنسبة 1.5% لكل ساعة حرمان من النوم في الليلة الواحدة، كما لم تظهر الدراسة وجود اختلاف في طول التيلوميرات باختلاف العرق والجنس والحالة الاجتماعية أو الاقتصادية. لطالما ارتبطت التيلوميرات القصيرة بالسرطان والقلب والقصور المعرفي ولكن هؤلاء الأطفال لم يعانوا من أيٍّ من هذه الأمراض-ربما بسبب صِغر سنهم- ولكن مع ذلك فربما يكونون أكثرَ عرضةً لتطوير هذه الاضطرابات لاحقاً.
فما الحل؟
تقترح بعض الأبحاث لدى البالغين أنَّ الآثار السلبية للنوم المفرط على الصحة تعادل الآثار السلبية لقلة النوم، ولكن فيما يتعلق بالأطفال في هذه الدراسة، فقد ارتبطت كثرة النوم بتيلوميرات أطول. ومن الجدير بالذكر أنَّ الفريق لا يعرف حتى الآن ما إن كان هذا القصر في طول التيلومير قابلاً للعكس في حالة النوم مدةً أطول، ولكن الدراسة تؤكد على أهمية نيل قسطٍ وافرٍ من النوم لذلك توصي أن يكون معدل نوم الأطفال بين 9-11 ساعة يومياً.
صحيحٌ أنَّه من الصعب على الأهل ضبط نوم أطفالهم وخاصة في فصل الصيف، لكن علينا ألا ننسى أن طول تيلوميراتهم يعتمد علينا لنحميهم ما أمكن من شيخوخة خلوية مبكرة، فلم لا نبدأ منذ اليوم بمساعدتهم للتنعم بفترات وافرة من النوم؟
المصدر: هنا
هنا