كم من المعلومات يمكن للعلكة أن تخبرنا عن صاحبها؟
سؤال وجواب >>>> الطب والصحة
لو كنت قد فعلت ذلك في بروكلن في الولايات المتحدة، فبعد ساعات ستصل سيدة غريبة لتجمل بقايا هذه العلكة أو السيجارة عن جانب الطريق وتضعها في كيس بلاستيكي نظيف وتضع عليها تسمية ما. وبعد حوالي الشهر كنت لتجد رأسك (أو رأسا يشبهه إلى حد ما) معلقاً على الحائط في معرض فني. قد يكون ذلك مشهداً فريداً أو مخيفاً، أن تجد طباعة ثلاثية الأبعاد لوجهك مأخوذة تماماً من حمضك النووي الذي تركته تلك اللحظة مع العلكة في الشارع. قبل سنين عديدة كان هذا ليبدو من الخيال العلمي، ولكنه الآن حقيقة! فهذا ما تفعله هيزر ديوي هاغبورغ في مشغلها.
يقال أن الإنسان يمكن أن يجد إلهامه في أي شي، بالنسبة لديوي هاغبورغ فإن ذلك قد حصل في جلسة علاجية. بينما كانت تحدث في إحدى اللوحات وجدت فيها صدعاً صغيراً دخلت في شعرة ما. وبينما كانت تحدق كان تفكيرها مشغولاً لمن كانت تعود هذه الشعرة؟ وكيف من الممكن أن يبدو صاحبها؟ بعد ذلك اليوم تعلمت المزيد والمزيد عن الجينات والحمض النووي وبدأت تبحث كيف تظهر الصفات الفيزيائية في الحمض النووي المتروك على بقايا علكة لشخص ما أو في عقب سيجارته.
فكان معرض سترينجر فيجنز نتيجة رائعة ومربكة قليلاً لهذه الاستفسارات والتجارب، تجلى ذلك في اللوحات الشخصية إذا ما صح أن نسميها والمطبوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد والمعتمدة على عينات الحمض النووي المأخوذ من أشياء متروكة في شوارع بروكلن. وقد علمها الأمور المتعلقة بالجينيات بعض من البيولوجيين في منظمة جينسبيس.
تقول ديوي هاغبورغ في إحدى مقابلاتها لتخبرنا كيف تفعل كل ذلك:
"أن أستخرج الحمض النووي في المختبر ومن ثم أُضخّم أجزاء مُعيّنة منه باستخدام تقنية تدعى PCR (تفاعل سلسلة البوليمراز). هذا يسمح لي بدراسة مناطق معينة من الجينوم تختلف من شخص لآخر، وهي ما تدعى SNPs.
ومن ثم أرسل هذه النتائج إلى المختبر للحصول على المتتاليات الموجودة فيها، ومن ثم أحصل منهم على ملفات نصية تحوي النكليوتيدات (A،T،C،G) التكون الـ DNA. ومن ثم أحلل هذه المتتليات باستخدام برنامج للتقانة الحيوية لأحدد الأليلات الموجودة للصفات في هذه العينة.
بعد ذلك أدخل هذه المعلومات إلى برنامج كومبيوتر مخصص والذي يأخذ كل هذه القيم التي ترمز إلى صفات جينية معينة ويشكل نموذجاً ثلاثي الأبعاد لوجه شخص ما. هذه الصفات تشمل الجنس والعرق ولون العيون والشعر والنمش ولون البشرة وبعض ملامح الوجه كالأنف والبعد بين العيون وغيرها.
وفي النهاية أقوم ببعض اللمسات الأخيرة على النموذج ثلاثي الأبعاد وأرسله إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد لطباعته."
إن هذه اللوحات الناتجة هي كالصور الشخصية التقريبية لأشخاص غريبين تركوا من غير علمهم موادهم الجينية في مكان ما في المدينة، فهل لنا أن نسأل عن مدى دقة هذه الوجوه المشكلة من هذه التجارب الجينية؟ تحب الفنانة أن تقول أن هذه النماذج تشكل نماذجاً تشبه عائلة الشخص، ولكن على خلاف السيناريو في مقدمة هذه المقالة فإن الأشخاص لم يستطيعوا تمييز أنفسهم في معرضها. فحتى الآن ما زالت بحاجة لإضافة العديد من الصفات لعملها حتى يزداد التشابه مع الأشخاص بما فيها العمر الذي يبدو من الصعب تحديده من الحمض النووي وحده.
المصدر:
هنا
موقع ديوي هاغبورغ الذي تعرض فيه أعمالها:
هنا
فيديو تشرح فيه الفنانة عن عملها:
هنا