أظهرت دراسة أجرتها جامعة ليفربول أن لغة شكسبير الأدبية تجعل كتاباته أكثر دراميةً وبالتالي فإن لها تأثيرا إيجابياً على نشاط الدماغ.

يستخدم شكسبير تقنية لغوية تعرف باسم "التحول الوظيفي" والذي قد يكون مثلا على صورة استخدام اسم ليكون بمثابة فعل . وقد وجد الباحثون أن هذه التقنية تسمح للدماغ بفهم معنى الكلمة قبل فهم وظيفتها داخل جملة، وهذه العملية تتسبب في إحداث ذروة نشاط مفاجئة في الدماغ كما أنها تجبره على العمل بصورة عكسية وذلك من أجل تحقيق فهم كامل لما يحاول شكسبير قوله.

يقول البروفسور فيليب ديفيس، من قسم للغة الإنجليزية في الجامعة: "يتفاعل الدماغ مع قراءة عبارة مثل '!He Godded Me' من مأساة كوريولانوس، بالطريقة نفسها التي يتفاعل بها عند رصّ قطع الأحجية بهدف الحصول على الصورة الكاملة . فإذا كان من السهل أن نرى أي القطع يجب أن تلتصق بالأخرى فإن اللعبة ستصبح مملة ،ولكن إذا كانت القطع لا تتناسب بسهولة ، مع أننا متأكدون من أنها ينبغي أن تتناسب، حينها يصبح الدماغ أكثر حماسة".

ومن خلال وضع كلمات غريبة في جمل تبدو طبيعية، يفاجئ شكسبير الدماغ بطريقة تؤدي إلى إحداث انفجارات مفاجئة في النشاط ، فتنشأ درامية عظيمة من أبسط الكلمات. ويعتقد الخبراء أن هذا النشاط قد يكون أحد الأسباب التي تجعل لمسرحيات شكسبير تأثيرا كبيرا على قرائها. و يعلق أحد الخبراء قائلا: "هذا التأثيرعلى الدماغ يشبه الخدعة السحرية، فنحن إذ نعرف ما تعنيه الخدعة لا نعرف تفسيرا لكيفية حدوثها". ولحسن الحظ فإن الدماغ لا يتفاعل مع ذلك بصورة سلبية بل يكون متحمسا ونشطاً.

يكون الدماغ هادئا نسبيا عند فهمه لمعنى كلمة واحدة ولكن عندما يتغير معنى الكلمة داخل الجملة فإن قراءات الدماغ تصل للذروة، ويضطر بعدها إلى تعقب عملية التفكير من أجل فهم ما يفترض أن يجعل من هذه الكلمة غير عادية .

في دراسة لجامعة ويلز تم رصد ردة فعل أدمغةِ 20 مشارك وذلك باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG) في أثناء قراءة نصوص مختارة من مسرحيات لشكسبير، وقد وضعت في هذا الاختبار الأولي أقطاب كهربائية على فروة الرأس لقياس استجابات الدماغ.

يقول الدارسون: "يعطي EEG قياسات مثل الرسم البياني وعندما يقرأ الدماغ الجملة ولا تعطيه معنى دلاليا فإنه يسجل ما نسميه تأثير N400 - تعديل الموجة السلبية. أما عندما يقرأ جملة غير صحيحة نحويا فإنه يسجل تأثير P600 - وهو تأثير يبقى مستمرا حتى بعد قراءة الكلمة التي أثارت ذلك أولا".

ووجد الباحثون أيضا أنه عندما قرأ المشاركون كلمة تؤدي إلى تحول توظيفي لم يكن هناك تأثير N400 مشيرا إلى أن المعنى مقبول، بل لوحظ تأثير P600 مما يدل على إعادة تقييم إيجابية للكلمة. يستخدم الفريق الآن التصوير المغناطيسي (MEG) والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (FMI) لاختبار مناطق الدماغ الأكثر تأثرا ونوع التأثير الذي يمكن أن يكون له الفضل في الحفاظ على نشاط الدماغ.

المصدر:
هنا