الموسيقا واللغات... لتتعلمَ لغةً, غنّها !
التعليم واللغات >>>> اللغويات
قد تظنُّ أنّ تعلّمَ الأغاني بلغةٍ أُخرى أمراً صعبَ المنال، إلا أنّه ليس كذلك إذا ما اتبعتَ نهجاً سليماً.
دعونا نُلقي نظرةً على فوائدِ استخدامِ الأغاني في تعلّمِ اللغاتِ وكيفيةِ القيامِ بذلك في هذا المقال.
ما هي فوائدُ استخدامِ الأغاني في تعلّمِ اللغات؟
• غالباً ما يكونُ لفظُ المطربين للكلماتِ واضحاً جداً ما يجعلُ الأغاني مصدراً رائعاً للحصول على لفظٍ سليمٍ من البداية. إنّ الأغانيَ توفّرُ مصدراً مسلّياً لتلقي اللغةِ الذي يجبُ أن يسبقَ النُطقَ بها، كما أنّ السماعَ المتكرّرَ لأغنيةٍ تُحبّها مع الانتباهِ الجيّدِ يعوّدُ أذنيك على سماعِ أصواتِ اللغةِ.
• عادةً ما تملكُ اللغاتُ لحناً خاصاً بها وتتميّزُ بذلك اللغاتُ الغنائيةُ كاللغةِ الإيطاليةِ واللغةِ البرتغالية. وعادةً ما يستغلُّ كاتبو الأغاني هذه الميزةَ في اللغاتِ لإظهارِ لحنِ كلماتِ أغانيهم.
• إنّ الألحانَ ترسخُ بقوةٍ في الذاكرة، لذلك ستجدُ نفسكَ تحفظُ كثيراً من الكلماتِ حتى تلك التي لم تسمعْ بها من قبل، وتظنُّ أنّها تتجاوزُ مستواك اللغوي.
• إنّ لغةَ الأغاني لغةٌ شعريةٌ تُقدّمُ مجالاً نحوياً أوسعَ من الذي قد يُقدمّه الحديثُ اليومي، فالقاعدةُ اللغويةُ التي تتعلّمُها من أغنيةٍ ما تتيحُ لك خياراتٍ كثيرةً عندَ تطبيقِها في الكلام.
• إذا أحببتَ أغنيةً ما فإنّك ستبدأ تلقائياً بغنائِها، وقد يكونُ ذلك خطوةٌ أوّليّةٌ مفيدةٌ في طريقِك نحو إتقانِ الكلامِ والتغلّبِ على لكنتك الأجنبية، كما أنّ ذلك يتيحُ لك التدرّبَ على النطقِ في وضعٍ مطمئنٍ دونَ التعرّضِ للضغطِ الذي قد يسبّبهُ عاملُ الوقتِ أو وجودُ متحدثٍ آخرَ كالغناءِ في الحمّامِ مثلاً.
• إنّ تعلّمَ كلماتِ الأغاني وسماعِها في لغةٍ ما هو اطلاعٌ على ثقافةِ متحدثي هذه اللغةِ وعاداتهم عبر الزمن، كما أنّ الاستماعَ إلى موسيقا أمةٍ ما سيتيحُ لك معرفةَ ذوقِها العامِّ واهتماماتها.
• إنّ الأغانيَ والموسيقا في أيّ لغةٍ كانت هي نبعٌ متجدّدٌ لا ينضبُ تستطيعُ التعلّمَ منه كما تشاء.
• إنّ الاستماعَ للكلماتِ مغناةً يُحسّنُ من القدرةِ على تحليلِ الكلماتِ واكتشافِ بدايتها ونهايتها، فقد قامت الباحثةُ شون وفريقِها بتجربةٍ لمعرفةِ الفرقِ الذي قد يُحدثه الاستماعُ للكلماتِ المغناةِ والاستماعِ لها دون أي لحن. فقد خصّصت شون وفريقُها نغمةً مميزةً لكلّ كلمةٍ من ستّ كلماتٍ مُختلقة (مثل، غي و مي و سي) سُجّلت ودُمجت معاً لتُشكّلَ أغنيةً صغيرةً مكونةً من هذه الكلماتِ، وكلماتٍ أخرى مكونةٍ من دمج الكلماتٍ الستّ معاً (مثل: غيميسي و ميسيمي)؛ استمعَ لهذه الأغنيةِ قسمٌ من المتطوعين لمدة 7 دقائق،َ بينما استمعَ قسمٌ آخرُ لنفسِ الكلماتِ دونَ أي لحنٍ.
تلا ذلك إجراءُ اختبارٍ لقياسِ الدقةِ في اكتشافِ الكلماتِ الستِّ لكلا المجموعتين. أظهرتِ النتائجُ أنّ 64% ممّن استمعوا للكلماتِ مترافقةً مع لحنٍ استطاعوا تمييزَ الكلماتِ الستّ، بينما كانت نتائجُ القسمِ الآخرَ متفاوتةً جداً، ما يُشيرُ إلى أنّ النتائجَ الصحيحةَ فيها قد تكونُ نتيجةً للحظّ.
في الأغاني الشائعةِ لا يُخصّصُ لكلّ مقطعٍ صوتيٍّ نغمةٌ خاصةٌ به، فقد يكونُ للمقاطعِ الصوتيةِ المُختلفةِ النغمةُ ذاتُها، الأمرُ الذي دفعَ شون وفريقَها لإجراءِ تجربةٍ أُخرى دونَ تخصيصِ نغمةٍ معينةٍ لكلّ كلمة، وعلى الرغمِ من ذلك فقد كانَ أداءُ من استمعَ إلى الكلماتِ مترافقةً مع لحنٍ أفضلَ ممّن استمعوا للكلماتِ دون أيّ لحن. وهذا ما يجعلُ للموسيقا والغناءِ دوراً مساعداً في تعلّمِ اللغة.
كيفَ نتعلّمُ أغنيةً ما ؟
قد تختلفُ الطرقُ وتتعدّدُ في تعلّمِ الأغاني ولكنّها جميعاً تتطلبُ جهداً ومثابرةً. إليك هذه الطريقة:
1. اختر أغنيةً تُحبُّها واجعلها متاحةً لك على هاتفك المحمولِ دونَ الحاجةِ للاتصالِ بالأنترنت.
2. ابحث عن كلماتِ الأغنيةِ وقم بطباعتِها أو كتابتِها على ورقةٍ ليتسنّى لك تدوينَ بعضِ الملاحظات، ثم اطوٍ الورقةَ وضعها في جيبك.
3. استمع للأغنيةِ مراراً وتكراراً حتى تصبحَ مألوفةً لديك تماماً.
4. ابحث عن معنى أيّ كلمةٍ لا تفهمُها.
5. ابدأ بحفظِها سطراً فسطراً. استمع إلى السطرِ ثم أوقفِ المشغلَ وغنّه لنفسك. كرّر ذلك حتى تتمكنَ من غنائِه بطريقةٍ صحيحةٍ ثم انتقل إلى السطرِ الذي يليه.
6. حاول إتقانَ أربعةِ أسطرٍ أو لازمةٍ كاملةٍ وردّدها ليومين أو أكثر، ثم قسّمِ الأغنيةَ على دفعاتٍ صغيرةٍ حتى لا تنسى ما حفظتَه سابقاً. في اليومِ التالي ستجدُ أنّك قد حفظت أجزاءً ومقاطعاً متفرقةً وستحتاجُ لمراجعةِ ما حفظتَه.
7. بعدَ يومين من تكرارِ الجزءِ الذي حفظته انتقل إلى الجزءِ التالي حتى تتقنَ الأغنيةَ كاملةً.
إنّ مفتاحَ إتقانِ الأغنيةِ هو تقسيمُها على دفعاتٍ وتكرارُها حتى إتقانِها تماماً.
أتمنى لكم حظاً موفقاً! من يدري قد تصبحُ مغنياً رائعاً؟!
المصادر:
هنا
هنا
هنا