ملعب سيدني الأولمبي ANZ، بوابة عبور المنتخب السوري إلى الملحق العالمي.
العمارة والتشييد >>>> أيقونات معمارية
استضافَ الملعبُ العديدَ من الفعالياتِ الرياضية، وقد مرَّ عبرَ بواباتِه حتى الآن ما يزيُد عن 25 مليونَ مشجعٍ مما جعلَ منه أحدَ الأماكنِ المتأصلةِ بتاريخِ الحضارةِ الاسترالية.
Image: dailytelegraph
حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، سيدني 2000م.
تحدي التصميم
ملعبُ سيدني الأولمبيْ ANZ هوَ أيقونةٌ معماريةٌ هامة بمدينةِ سيدني، وهو أكبرُ الملاعبِ الأولمبيةِ استيعاباً للجماهيرِ على مستوى العالم، حيثُ تمثَّل التحدي الأساسيّْ عند تشييدهِ ضرورةَ مراعاةِ استيعابهِ لحضورِ 118 ألفَ متفرجٍ خلالَ الألعابِ الأولمبية والتي توجبَ خفضُ عددها فيما بعد لإفساحِ المجالِ أمامَ الملعب ليكونَ مكاناً مستداماً يتسعُ ل85 ألفَ مقعد، وتجلَّى الحلُ المعماري بإزالةِ طبقاتِ المدرجاتِ العلوية من نهايتي الملعب وإضافةِ سقفٍ عوضاً عنها بعد انتهاءِ الألعاب. كما تَّم تجهيزُ طبقاتٍ من المدرجات القابلةِ للحركة على العجلات لتمكينِ المشاهدين من متابعةِ الأحداثِ عن قرب والسماحِ بممارسة عددٍ متنوعٍ من الرياضات وهيَ كرة القدم، الكريكيت، الرغبي، ألعابُ القوى بجانبِ الحفلاتِ والأحداثِ الترفيهية والتجارية، وهي المرةُ الأولى التي يتمُّ فيها تصميُم ملعبٍ بهذا القياسِ والاشتراطات والمجهزُ لتتمَ إعادة ُتأهيلهِ فيما بعد.
Image: anzstadium
تصميم الملعب الأساسي
Image: populous
تصميم الملعب بعد تطويره
كما توجبَ الحرصُ على أن يرتقيَ التصميُم لمستوى حدثٍ بحجمِ الألعابِ الأولمبية ومراعاتُه للهويِة المميزة لأستراليا، والذي ُيتوقع أن يشكلَ إضافةً جديدةً لإرثِ مدينةِ سيدني وبنيَتها التحتية. أما الجملةُ الإنشائيةُ الضخمة وواسعة ُالمجاز، فْلم تكنْ شيئاً جديداً بالنسيجِ العمراني للمدينة، إذ أنَّ سيدني تحوي أيقونتينِ معماريّتين شهيرتين بحلول معمارية و بمجازاتٍ واسعة تبعاً لوظائفها هما جسُر الميناء ودارُ الأوبرا.
Image: Destination NSW
الجملةُ الإنشائيةُ للسقف:
ُيعتبُر السقفُ أحدَ ميزاتِ التصميم الأساسّيةِ للملعب، وهو سقفٌ شفاف بشكلٍ يشبُه سرجَ الحصان، وقد ُطِّورَ ليلائم َالظروفَ المناخية في استراليا مع السماحِ بدخولِ أكبِر قدرٍ ممكنٍ من الضوءِ الطبيعي خلالَ النهار.
يتألفُ السقفُ من جملٍة إنشائيةٍ ضخمة Mega structure من الجوائزِ المعدنيِة البيضاءَ المحولةِ على قوسينِ معدنيّينِ ضخمين طولُ كل ٍمنهما295م ، ِمما يعطي الملعبَ طابعاً بصرياً قوياً.
مساحةُ السقفِ تقاربُ 3هكتار ويتألفُ من هيكلٍ إنشائيٍ قوسي يحملُ ألواحَ تغطية ٍمن مادة ِالبولي كربونات بأبعاد 10*10م مفصولةٌ بسلسلةٍ من مزاريب ِالمياه المصنوعةِ من الستانلس ستيل. ويقدمُ الملعب تظليلاً فعالاً لمعظم الجماهير دون خلقِ الإحساس برهابِ الاحتجاز، كما يوفر تصميمه الفريد بيئة ًمثاليةً لنموِ العشب.
تنحدرُ تغطيةُ السقف بشكلٍ يعززُ توزيعَ الصوتِ بأرجاءِ المكان ويحمي الجماهيرَ بنفس ِالوقت من الشمسِ والأمطار، كما أنَّه ُيقللُ من سقوطِ الوهج الساطعِ والظلال على أرضية ِالملعب بهدفِ ضمان ظروفٍ مثالية للعبِ والبث التلفزيوني أثناءَ النهار.
Image: anzstadium
التصميم المستدام
تصميم ُالملعب اقتصاديٌّ ووظيفي وما زالَ ُيعتبرُ أحدَ أكثَر الملاعبِ استدامةً بيئياً في العالم. كما سمحتِ المدرجاتُ المتحركة بإعطاء مرونة ٍأكبَر للملعب حيثُ يمكنُ تحويله بسهولٍة من ملعب لألعاب القوى إلى ملعبٍ لرياضةِ الرغبي أو الكريكيت أو كرة القدم بالإضافة لاستخدامه بالحفلاتِ والمعارض التجارية.
ُصِمم َالملعبُ بشكلٍ يسمحُ له بمواكبةِ الثورةِ الرقمية، فالملعبُ مستقبليُّ التوجه مع بنيٍة تحتية تتيحُ له إمكانية َالاستجابة للتقدمِ المتسارع بمجالِ التكنولوجيا.
يعتمدُ الملعبُ على التهوية ِالسلبية (الطبيعية) لتقليلِ الحاجة لاستخدامِ التكييف الحراريّ والحفاظِ على قدرٍ كبيرٍ من الطاقة.
ُقلصتْ احتياجات ُالضوءِ الصناعي من خلالِ تصميم ِالملعب بشكلٍ يسمح ُبدخولِ أكبِر قدرٍ ممكنٍ من ضوءِ النهار عبَر فراغاتٍ ُتركِت عمداً للسماح ِبمرور الضوء. يتم ُجمعُ مياهُ الأمطار من سقفِ الملعب وتخزينها ضمنَ أربعة ِخزاناتٍ كبيرة لريّ عشبِ الملعب، كما تتُّم إعادة ُتدويِر المياه واستخدامها بالمراحيض، وتُستخدَم أجهزةٌ موفرةٌ للمياه مما يقلل ُمن استهلاك ِمياه الشرب.
Image: http://www.prnewswire.com/news-releases/monster-jam-at-sydneys-anz-stadium-wins-best-2014-guest-event-at-the-stadium-business-awards-300100116.html
المرافق ُالخدمية:
تحتوي كلُ طبقة ٍمن المدرجات فراغاً مغلقاً وواسعاً يقدمُ خدماتِ الطعام ِوالشرابِ والسلع بالإضافة للخدماتِ الصحية، ِمما يمنحُ الجماهيرَ وصولاً سهلاً من مقاعدهم لهذه الصالات. كما ُصممت مرافق ُاللاعبين بشكلٍ يضمنُ لهم الراحةَ القصوى.
تعتمد ُساحةُ الملعبِ العشبية على أحدثِ الأساليبِ التقنية الحديثة لضمانِ تكيّفها مع جميعِ الأحوال الجوية على مدارِ العام.
توجدُ شاشتانِ عملاقتان لتعزيِز تجربة المشاهدة متيحةً إعادةً فورية للأحداث. وحوالي 700 شاشةٍ تلفزيونية موزعة بجميِع أرجاءِ الملعب، بالإضافِة إلى المرافِق الخاصة بوسائِل الإعلام.
معلومات سريعة
الإنشاء: شركة أوباياشي Obayashi Corporation/Multiplex Constructions
التصميم المعماري: Bligh Lobb Sports Architects
بداية التشييد: أيلول 1996
انتهاء التشييد: آذار 1999
التكلفة الإجمالية: المرحلة الأولى 690 مليون دولار، المرحلة الثانية 80 مليون دولار
السعة: الأساسية 110 آلاف متفرج وقلصت لاحقاً لـ85 ألفَ متفرج
مساحة الموقع: 16 هكتار
أعلى نقطة: 58 متر فوق منسوب الطابق الأرضي
مساحة ُالسقف: 30 ألف متر مربع
مجاز القوس الرئيسي 295.6م
وزن السقف: 4100 طن
حجم التربة المزاحة: 55000 متر مكعب
حجم الخرسانة المستخدمة: 90000 متر مكعب
وزن الجوائز الفولاذية المستخدمة: 12000 طن
وزن حديد التسليح المستخدم: 10000 طن
في الختام، كلُ التوفيق للمنتخبِ السوريّ بمباراتِه القادمة، على أملِ أن يفرحنا بعبوره ِللمرحلة القادمة، وهو ما سيتيحُ لنا كتابة َ مقالٍ جديدٍ عن ملعبٍ جديد سيحلُ منتخبنا ضيفاً فيه.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا