جهاز لمراقبة عمل القلب والتّنفس عن بعد لدى المسنّين
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا الطبية
لطالما كان الكشفُ المبكِّرُ عن اضطراباتِ القلب والجهاز التّنفّسيِّ عن بعدٍ ودونَ حاجةِ المريضِ للمراجعةِ الدّوريّةِ للطّبيب حُلمًا يراود الأطباءَ والمسنّينَ وذويهم. لهذا ابتكرَ مهندسون من شركة V-Sense جهازًا قادرًا على قياسِ النّشاطِ القلبيِّ والتّنفُّسيِّ وإرسالِ هذه القياساتِ ليتمَّ عرضُها على تطبيقٍ في الجهاز المحمول لطبيب المُسنِّ أو أحد أفراد عائلته. السّيناريو المتكرّر في دول أوروبا والسّببُ الرّئيسيُّ وراءَ ابتكارِ الجهاز: والدٌ مسنٌّ (عمره يزيد على 65 عامًا) يعيشُ وحده باستقلاليّةٍ تامّةٍ، ومن الطّبيعي تكبُرُ في هذه السّنِّ احتماليّةُ تعرُّضِهِ لحالةٍ صحّيّةٍ طارئةٍ أو اضطرابٍ صحّيٍّ، ويريد أفرادُ العائلة معرفةَ ذلك في حالِ حدوثِهِ. يحاولَ جهازُ Welbi حلَّ المشكلةِ عن طريقِ مراقبة عمل القلب ومعدّلِ التّنفُّس، إذ يُراقبُ ويقيسُ معدّلَ ضرباتِ القلبِ ومعدّلَ التّنفُّسِ (عدد مرّاتِ التّنفُّسِ خلالَ وحدةِ الزّمنِ) ويعرُضُ هذه القياسات عن طريقِ تطبيقٍ على هاتفٍ محمولٍ لأحدِ أفرادِ العائلةِ. تتوضّعُ وحدة المراقبةِ (الجهاز) بشكلٍ غيرِ مزعجٍ في غرفةِ المُسنِّ و تعمَلُ على المراقبةِ والقياسِ بشكلٍ مستمرٍّ عن طريقِ مسحِ الغرفةِ باستخدام الرّادارِ (الأمواج الرّاديويّةِ)، ويؤدّي هذا الجهازُ عمله بغضِّ النَّظرِ عن موضعِ المسنِّ أو وضعيّتِهِ أو الملابسِ الّتي يرتديها. وهو مصمَّمٌ للاتّصالِ بشكلٍ دائمٍ معَ سحابةٍ إلكترونيّةٍ وتطبيقِ الهاتفِ المحمولِ، ويستمدُّ هذا الجهاز الطّاقةَ الكهربائيّةَ عن طريقِ وحدةِ عدم انقطاعِ التّيّارِ (UBS). وللحصولِ على قياساتٍ صحيحةٍ يجب أن تتمَّ معايرةُ الجهازِ اعتمادًا على مواصفاتِ كلِّ غرفةٍ (المساحة مثلًا)، حيثُ أنَّ الجهازَ الواحدَ يمكنه العملُ في غرفةٍ واحدةٍ فقط. ويقول Jeff Nosanov المدير التّنفيذيُّ للشَّركةِ المُصنِّعةِ عن كيفيّةِ عملِ الجهاز: "إنّه يُشبه تمامًا الرّادارَ الّذي تستعملُه شرطةُ المرورِ لمعرفةِ السُّرعةِ الّتي تسير بها عندما ترتدُّ إشارةُ الرّادارِ عن السّيّارةِ لتخبركَ بسرعةِ الحركةِ" ويضيف: "هذا ما نفعله تمامًا، لكن على سطحِ الجسمِ البشريِّ بدلًا عن السّيّارةِ". ولأنَّ الأمواجَ الرّاديويّةَ عندما ترتطمُ بجسمِ شخصٍ ما فإنّها ترتدُّ بشكلٍ ومواصفاتٍ مختلفةٍ اعتمادًا على حركةِ وتقلُّصاتِ الجسمِ مع كلِّ نفسٍ أو ضربةٍ قلبيّةٍ. وبعد أن يرصدَ الجهازُ هذه الحركاتِ (البيانات) لمدّةِ 30 ثانية، تحلّلُ خوارزميّةٌ هذه البياناتِ وتعالجها ومن ثمَّ تُخرجُها على شكلِ معدَّلِ ضرباتِ القلبِ ومعدّلِ التّنفُّسِ ومن ثمَّ ترسلها إلى تطبيقِ الهاتفِ المحمول المتّصل بها. الشّركةُ المصنِّعةُ لجهازِ Welbi هي شركةُ V-Sense Medical Devices، وتعتزم هذه الشّركةُ البدءَ ببيعِ هذا الجهازِ ابتداءً من شهرِ يونيو 2018 بسعرٍ ابتدائيٍّ 249 دولارٍ أمريكيٍّ. ويقول Hector Del Castillo مديرُ القسم التّقنيِّ في شركةِ V-Sense Medical Devices: " يُعتبرُ هذا الجهازُ المُستقبِلُ للمراقبةِ الصّحّيّةِ الشّخصيّةِ"، إذ أنَّه جهازٌ رقميٌّ، يعملُ باللّمسِ، ولا حاجةَ لارتداءِ سوارِ المعصمِ أو الإلكترودات الصّدريّةِ (الأقطاب التي توصل على الجسد لتخطيط القلب مثلاً)، كما أنَّهُ غيرُ موصولٍ بأسلاك. وهو يسمحُ للمسنّين أن يعيشوا حياتهم بشكلٍ مستقلٍّ ودون الحاجةِ لأيِّ تغييرٍ في سلوكهم أو نمط حياتهم من أجلِّ المراقبةِ الصّحّيّة. ويضيفُ "تُنتجُ الضّرباتُ القلبيّةُ حركةً ميليمتريّةً على سطحِ الجسمِ لا تراها العينُ المجرّدةُ ولكنَّ رادارَ Welbi الحّاسَ يقيسُ هذه الحركةَ ويُحدِّدُ من خلالها معدّلَ ضرباتِ القلبِ. أمّا بالنّسبةِ للتّنفُّسِ فتنتجُ عنهُ حركةٌ سنتيمتريّةٌ وهي قابلةٌ للملاحظة بالعين المجرّدة، وبواسطتها يحدّدُ Welbi معدّلَ التّنفُّسِ." وأخيرًا قد تحولُ مشاغلُ ونمط الحياة في القرن الحادي والعشرين وخاصّةً في الدّولِ المتقدّمةِ دونَ القدرةِ على المراقبةِ الحثيثةِ للحالةِ الصّحّيّةِ لأحدِ الوالدينِ، ولمّا كان معدّلاتُ ضرباتِ القلبِ وكفاءةِ الجهازِ التّنفّسيِّ هي عواملَ سريريّةً مهمّةً للكشفِ المبكّرِ عن الكثيرِ من المشاكلِ السّريريّةِ فإنَّ جهازَ Welbi والأجهزةَ المشابهةَ هي الحلُّ الأمثلُ لهذا النّوعِ من المشاكلِ.