الخرافة
منوعات علمية >>>> منوعات
فما هي الخرافة؟ الخرافة كلمة متداولة بين الناس في الأحاديث العادية، وهي تشير إلى الكذب، أو الخيال، أو البعد عن الواقع. فالشخص الخرافي يستخدم آليات اسقاط عديدة ويحدد صلة بين حدثين أو بين كائن وحدث دون وجود أي سبب عقلي، ونفهم الخرافات على أنها محاولة تعويض من قبل أشخاصٍ يفتقرون إلى الثقة بالنفس. زعم بعض الفلاسفة أنّ الاعتقاد الدّيني إذا لم يُبنَ على العقل كان حديث خرافة، فالعقل الخرافي مضاد للعقل العلمي. يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير: الرجل الخرافي هو الذي يحتال ليحول العبد الى طاغية. الخرافة اعتقادٌ مغلوطٌ يستندُ إلى الجهلِ بطبيعة العالم من ناحية القوانين الفيزيائية وكيفيّة عمل الأمور في الكون أو من ناحية نقص المعرفة. إنّ القوى العشوائية للطبيعة واضحة، ولطالما حاول الانسان السيطرة على قوى الطبيعة ومسألة الحياة والموت من خلال صناعة الأصوات والأدوات والطرق السحرية. إن الخير والشر يحلُّ بِنَا بغير انتظام أو سبب. نحن نتخيل وجود أرواح أو قوى واضحة هي التي تتسبب لنا في حسن الحظ أو سوء الحظ. العديد من الخرافات تطورت بيننا لأننا لم نعرف كيف نقيمها بالشكل الصحيح. على سبيل المثال، هناك العديد من الأمثلة عن التفكير الانتقائي والذي ربما يؤدي بِنَا الى الاعتقاد بالخرافة. "لعنة بيليه" تضرب مثلاً على تلك الأنواع من الخرافة. حسب أحد المواقع المكرسة لأسطورة الآلهة الهاوايية بيليه: معرفٌ لدى السُّكّان المحليين لجزيرة هاواي، أنّ هنالك لعنة تحل على الأشخاص الذين يأخذون من الحمم الصخرية لبركان بيليه. يقولون بان من يأخذ حجر فانه يأخذ شيء يخص بيليه وهذا يسبب له الحظ السيء. يقول النّاسُ أيضاً إن تلك اللعنة سببت الموت لأناس في العصور القديمة، لكن الآن يحصلون فقط على الحظ السيء. كل يوم يستلم العاملون في منتزه براكين هاواي الوطني عدد من الصخور من الناس الذين يعيدونها للمنتزه لاعتقادهم بأنها سببت لهم الحظ السيء. العديد من أولئك الأشخاص يعتقدون أنّ هنالك رابط بين تلك الصخور وسوء الحظ الذي صاحبهم منذ أخذهم لتلك الصخور. بالطبع، إن الحظ السيء سيحدث لهم حتى وان لم يأخذوا أي صخرة من ذلك المنتزه. كما أن الرياضيون يستخدمون عادات خرافية إذ ينخرطون في طقوس غير عقلانية مثل عدم غسل ملابسهم بعد الفوز او الخسارة أو ارتداء أرقام معينة والبعض يرتدي تعويذات مثل ميدالية مقدسة حيث يعتقدون انها تجلب لهم الحظ. المقامرون أيضاً معروفون بأنهم خرافيين، ويميلون للاعتقاد بأن هنالك آلات مراهنة او بائعين معينين سيجلبون لهم الحظ الجيد إذا ما قامروا معهم. الاعتقاد بالخرافات واسع الانتشار عالمياً، لكل ثقافة معتقداتها غير المنطقية، لكن البعض منها تجاوز الحد حتى مع كوننا في القرن الواحد والعشرين، على سبيل المثال: الاعتقاد بالمنجمين لا زال واسع الانتشار في الهند، هذا البلد المليء بالخرافات. الصينيون ايضاً يؤمنون بالخرافات، خصوصاً ما تعلق منها بالأرقام. بعض المقامرين الصينيين يتجنبون السكن في غرف فنادق تحمل أرقاماً معينة مثل" ٥٨" او الرقم "٤ "، ويختارون الغرف مع الأرقام الايجابية مثل رقم “١٨” او “٨٤” كما أنّ الرقم أربعة هو رقم سيئ الحظ في اليابان وكوريا وهاواي. يعد الاعتقاد بأن الخرزة الزرقاء ترد عيون الحساد من أكثر الخرافات انتشاراً في المنطقة العربية. تقول إحدى الخرافات إن تعليق حدوة الحصان على مدخل البيت يجلب الحظ ويبعد الشر الرقم 13 يعتبر عدد غير محظوظ لبعض الناس في الولايات المتحدة والدول الغربية والبعض الآخر يعتبرون عدد محظوظا. المعتقدات الخرافية تعطينا الوهم بالتحكم في الاحداث التي لا نفهمها، والتي نحاول السيطرة على الأشياء التي لا يعرف حتى ان تكون قابلة للرقابة. لدينا حلفاء غير مرئيين في السماء، الهواء والأرض، نستطيع أن ندعوهم عندما تسيء الأمور، هم يعطوننا القدرة ويجعلوننا نشعر بأننا اقوياء، على الأقل حتى مجيء تسونامي آخر ليحصد أرواح آلاف قليلة من الناس الآمنين في غضون ساعات. بالطبع، نحن أذكياء جداً لأننا نمتلك خرافات تفسر اخفاق وفشل خرافاتنا الأخرى، مثلاً إننا لم نقم بالطقوس بشكل صحيح أو أننا لا نمتلك الايمان الكاف أو أننا أشرار جداً لا نستحق الحماية. وأخيراً نرى في بعض الأحيان أن الخرافات تحتوي على ذرة من الحقيقية. على سبيل المثال، الاعتقاد بأن تجارب المرأة الحامل تظهر بشكل مباشر على طفلها اعتبرت خرافة منذ بداية القرن العشرين. لكن أصبح من المسلم به تأثير التجارب المادية والعاطفية للأم على جنينها، وإذا كنت تعتقد أن الغجري الذي تنبأ بموتك عند الـ ٤٣ كان صادقاً، فإنّ قلقك وخوفك من هذا الامر قد يساهم بشكل كبير في موتك المبكر فعلا. فالشخص الخرافي يشعر بأمان عالمه، في حين أن الشخص المشوش ينفصل عن عالمه ويضع نفسه خارج المجتمع الذي يدعمه.
الخرافة في اللغة الحديثة هي المستملح الكذوب، وخرافة: اسمُ رجلٍ من بني عذرة أو من جهينة اختطفه الجنّ ثم رجع الى قومه فكان يحدثُ بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه وقالوا: حديث خرافة.
مصادر
المعجم الفلسفي . جميل صليبا
هنا
هنا
موسوعة الاعلام. خير الدين الزركلي