رياضةُ الجودو
منوعات علمية >>>> ألعاب رياضية
وتُعَدُّ قواعدُ اللّعبةِ مُعقّدة؛ والهدفُ منها تحقيقُ رميةٍ نظيفةٍ عن طريقِ رفعِ الخصمِ ثمَّ طرحِه أرضاً؛ أو تثبيتِه من خلالِ الضّغطِ على مفاصلِ الذّراعِ أو الرّقبةِ لإجبارِه على الخضوع.
Image: Getty Images
تعني كلمةُ جودو ju-do في اللّغةِ اليابانيّةِ: الطّريقةَ اللّينة؛ إشارةً إلى قصّةِ فرعِ الشّجرةِ الّذي انحنى تحتَ ثقلِ الثّلوجِ مُتجنّباً الانكسار، وعليه تعتمدُ تقنيّاتُ اللّعبةِ على تحويلِ قوّةِ الخصمِ إلى ميزةٍ للاعبِ الجودو بدلاً من مواجهتِها مباشرة، وتهدفُ تحيّةُ الجودو في بدايةِ اللّعبةِ إلى المحافظةِ على استعدادٍ هادئٍ وواثقٍ للّاعبين.
الزّيُّ التّقليديُّ للجودو:
يعرفُ باسمِ jūdōgi؛ ويتألّفُ من سترةٍ فضفاضةٍ وبنطالٍ منَ الملابسِ البيضاءِ المتينة، ويرتدي المُبتدئون الأحزمةَ البيضاء، أمّا الأحزمةُ السّوداءُ فهي مخصّصةٌ للمحترفين (Masters)، وكذلك توجدُ عدّةُ أحزمةٍ مختلفةُ التّدرّجاتِ اللّونيّةِ مخصّصةٌ للّاعبينَ ذويِ الخبرةِ المتوسّطة، ويمارسُ اللّاعبونَ الجودو بأقدامٍ عارية.
تأسيسُ اللّعبة:
يعدُّ الطبيبُ اليابانيّ جيغور كانو*Kanō Jigor* مؤسّسَ لعبةِ الجودو بشكلِها الحديث، إذ جمعَ في الفترةِ الممتدّةِ بين عامي (1860-1938) معارفَ مدارسِ الجودو القديمةِ للسّاموراي اليّابانيّة، وحدّدَ قواعدَ اللّعبة، وأسّس في عام 1882 مدرستَهُ الخاصّةَ لرياضةِ الجودو Kōdōkan، والّتي تُعَدُّ مكانَ انطلاقِ الرّياضةِ بشكلِها الحديث.
وقد أكّدَ على المبادئِ الفلسفيّةِ للجودو، إضافةً إلى وضعِ منهجيّاتٍ للتّدريبِ البدنيِّ والفكريِّ والأخلاقيّ؛ مستبعداً العديدَ منَ التّقنيّاتِ الخطيرةِ الخاصّةِ بهذا النّظامِ القتاليّ.
وفي منتصفِ ستّينياتِ القرنِ العشرين؛ أُسِّسَت رابطاتٌ لرياضةِ الجودو في العديدِ من الدّول، وانضمّت إلى الاتّحادِ الدّوليّ للجودو ومقرّهُ مدينةُ بودابست في هنغاريا.
يختلفُ التّوجّهُ العامُّ لرياضةِ الجودو حاليّاً عن ذاكَ الّذي ترافقَ مع نشأتِها، فقد سعى "جيغور كانو" من خلالِ القواعدِ الجديدةِ للّعبةِ إلى جعلِها آمنةً قدرَ المستطاع، ويقضي لاعبُ الجودو وقتاً كبيراً في التدرّبِ على كيفيّةِ السّقوطِ سقوطاً آمناً، وحتّى في Randori (القتالُ الحرّ بينَ متدرّبي الجودو)؛ يساعدُ اللّاعبُ الّذي يرمي Throw -والمُسّمى Tori- اللّاعبَ الّذي يتلقّى الرّميةَ أو الهجوم -والّذي يسمّى Uke- أثناءَ سقوطِه أرضاً؛ من خلالِ الإمساكِ بذراعِه وتوجيهِه لضمانِ السّقوطِ الآمن.
وهو ما لا يُركَّزُ الاهتمامُ عليه في ألعابِ المصارعةِ الغربيّة؛ إذ لا يَهتمُّ اللّاعبُ المُهاجِمُ بمساعدةِ خصمِه أثناءَ سقوطِه؛ ويقضي المدرّبونَ وقتاً قصيراً في تدريبِ المصارعينَ على السّقوطِ الآمن.
Image: Getty Images
الجودو والألعابُ الأولمبيّة:
أُدرِجَت منافساتُ جودو الرّجالِ في الألعابِ الأولمبيّةِ للمرّةِ الأولى في دورةِ طوكيو عامَ 1964، وأصبحَت منذُ دورةِ ميونخ عامَ 1972 رياضةً أساسيّةً ضمنَ الألعابِ الأولمبيّة.
أمّا منافساتُ بطولةِ العالمِ لجودو السّيداتِ فقد بدأَت عامَ 1980، وأُدرِجَت في الألعابِ الأولمبيّةِ منذُ دورةِ برشلونة عامَ 1992.
ويتنافسُ الرّجالُ والسّيداتُ في سبعِ فئاتٍ استناداً إلى أوزانِهم، ووُجِدَت سابقاً فئةٌ مفتوحةٌ للأوزانِ في منافساتِ الرّجال؛ لكنّها أُلغِيَت في الدّوراتِ الّتي تَلَت دورةَ لوس أنجلوس عامَ 1984.
Image: GETTY
ونجدُ أشهرَ المنتخباتِ الّتي تألّقَت في منافساتِ الجودو في الألعابِ الأولمبيّة: الاتّحادُ السّوفييتيّ سابقاً، واليابان، وكوريا، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا.
الجودو: مصارعةٌ بروحٍ رياضيّة
ساهمَ تنافسُ لاعبي الجودو بروحٍ رياضيّةٍ -أكثرَ ممّا هو الحالُ في المصارعاتِ الغربيّة- في ازدياد شعبيّةِ هذِه اللّعبة، إذ يَعُدُّ لاعبو الجودو مصارعتَهم رياضةً أكثرَ من كونِها تمريناً أو نمطاً للحياة، وكذلك شكّلَ تضمينُ الجودو في الألعابِ الأولمبيّةِ نقطةً مهمّةً في ازديادِ شعبّية اللّعبة.
كيفيّةُ الفوزِ في المباراة:
يعدُّ نظامُ تسجيلِ النّقاطِ معقّداً، ويُكافَأُ اللّاعبُ المهاجِمُ بدرجاتٍ مختلفةٍ تبعاً لفعاليّةِ الضّربة، إذ تُحتَسبُ نقطةٌ ippon (نقطةٌ كاملة) عندَ تحقيقِه لرميةٍ نظيفةٍ بنجاح؛ ممّا يؤدّي إلى فوزِه في المباراة مباشرة، إضافةً إلى نقاطِ waza-ari (نصفُ نقطة) و yuko (ربعُ نقطة) حسبَ نجاحِ الهجومِ والتّثبيت.
ويلعبُ المتنافسونَ في المبارياتِ المعاصِرةِ عادةً بتحفّظ؛ ويسعَونَ إلى الفوزِ اعتماداً على أجزاءِ النّقاطِ؛ أكثرَ من اعتمادِهم على المخاطرةِ بالخسارةِ عندَ محاولةِ الفوزِ بنقطةٍ كاملة ippon.
وختاماً؛ إن كنتُم من هواةِ متابعةِ هذه الرّياضة؛ فلا تنسَوا إخبارنا باسمِ لاعبِ الجودو المُفضّلِ لديكم.
المصدر:
هنا
هنا