دانيال في جبِّ الأسود
الفنون البصرية >>>> أيقونات فنية خالدة
و1616؛ متأثراً بمايكل آنجلو ورفائيل، وهي واحدة من روائع فن التصوير الباروكي الفلامنكي، وتجسيدٌ قصة دانيال الواردة في الإصحاح السادس من العهدِ القديم.
تقول القصة أنَّ الملك داريوس (550-486 قبل الميلاد) حَكَمَ على دانيال الوَرِعِ بقضاء ليلةٍ مع الأسود في عرينهم عقوبةً له لتوجيه صلاته للإله بدلاً من الملك داريوس. وفي صباح اليوم التالي، دُهِشَ الملك عند رؤية دانيال حياً مُعافى، وشكر الإلهَ لحفاظه على حياة دانيال المُخلِص.
خاطب دانيال الملك -بدوره- فقال:
"أرسل إلهي ملاكَه وسدَّ أفواه الأسود
فلم تضُرَّني لأني وُجدت بريئاً لديه
ولديك أيضاً أيُّها الملك؛ لم أقترف ذنباً"
Image: https://lh5.googleusercontent.com/IO118ew7SZC9dkp4TnMeySwD9JBsztEjG0B-eH99nsWNXuc3be4HzbCttIERywlE2RR0K3LsgAnx_YeOpDThp52DJY5qkZYEVqVvyZ7wYDr26xkoI8O3HqvB3VAWiM16fK7a9ne6VJLH22-UCA
من وجهة نظر اللاهوتيين، تعدُّ نجاة دانيال رمزاً لبعث المسيح من ضريحه، وتحقيقاً للوعد الإلهي بحماية الثابتين على إيمانهم.
كجزءٍ من مكافحة المدِّ البروتستانتيِّ خلال فترة الإصلاح، أشادت الكنيسة الكاثوليكيّة بدورِ الشهداء المسيحين الأوائل في نشر الحماس الدينيّ لدى باقي المؤمنين. إن تقدير معاناة المسيح وتضحياته تتطلب تجربة ظروف يأسٍ ومعاناةٍ مشابهة لما مرَّ به؛ وقد مثَّل دانيال نموذجاً إيجابياً لشهيدٍ نجا من قسوة الاضطهاد والظلم بفضل قدرته على التحمل، وقوته، وثباته، والأهم من ذلك كلِّه؛ إيمانه الراسخ.
استطاع روبنز؛ الكاثوليكيّ المُخلص من القرن السابع عشر أن يدمجَ بين الحقيقة والزيف بمهارةٍ وينتجَ ردَّ فعلٍ عاطفيٍّ قويٍّ. على سبيل المثال، يوحي تحديقُ عددٍ من الأسودِ بنا بتشاركنا الفضاءَ ذاتَه، وقد زاد رسم الأسود بالحجمِ شبه الطبيعي، والحركةِ النابضة بالحياة، والفراء المتقن من واقعية العمل، الجدير بالذكر أنَّ دقة روبنز وإتقانه لتفاصيل الأُسودِ في لوحة دانيال هما نتاج الملاحظة والعمل الطويل في تصميم الرسومات التخطيطية في حديقة الحيوانات الملكية في بروكسل. وزاد من مصداقيةِ اللوحة استخدامُ روبنز للإضاءة الدارميّة وإظهاره صلاةَ دانيال بعاطفةٍ مبالغةٍ فيها.
تعدُّ لوحةُ "دانيال في جبِّ الأُسود" واحدةً من أهم إنجازاته الفنيّة خلال السنوات التي تلت عودته من أنتورب إلى إيطاليا عام 1609؛ في بدايةِ هدنةِ الاثني عشر عاماً عندما شغل روبنز منصب رسامِ بلاطٍ لدى حكام جنوب هولندا؛ الدوق ألبيرت والدوقة إيزابيلا.
أُنجِزت اللوحة على القماش باستخدامِ الألوانِ الزيتية
المكان: المتحف الوطني للفنون في ولاية واشنطن
أبعاد اللوحة: 224.4 × 330.5 cm
المصدر:
هنا
هنا