مقابر سطح المنحدر لقبيلة توراجا الأندونيسية..
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
هل تؤمن بالحياة بعد الموت؟.. بانتقالك أنت ومتاعك إلى عالم آخر؟..
إن أجبت بلا, إذن عليك بشد الرحال إلى قريةٍ سوف يتكفّل أهلها بشتى الوسائل... إقناعك بالعكس.
مقابر سطح المنحدر لقبيلة توراجا الأندونيسية..
في أعالي المنحدرات الجيرية بإمكانك أن تشاهد الغرابة بعينها.. حرّاس الموت يراقبونك.. توابيت معلقة.. عظام تغطّي الأرض.. مظاهر أصبحت اعتيادية عند قبيلة توراجا الأندونيسية!
يعيش سكان القبيلة في الأعماق بين الهضاب والقمم, حيث يجدون المنحدرات والسفوح التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من طرق الدفن عندهم وطقوسهم الجنائزية المروعة, فجميعهم مهيؤون لإرسال الموتى إلى حياة طويلة غنيّة أخرى بعد الموت.
تعد الجنازة في قبيلة توراجا الحدث الإحتفالي الأهم والأكبر, وكلما زادت رتبة الميّت الإجتماعية كلما ازدادت الاحتفالية, فديانة الألك (Aluk) حقيقةً لا تسمح إلا لأفراد الطبقة النبيلة بالحصول على ولائم موت طويلة وضخمة بحضور الآلاف, بالإضافة إلى المسؤول عن ذبح الجواميس والخنازير في الموقع الذي ستقام فيه الطقوس الجنائزية, ومرة أخرى يحصل الأكثر نبلاً على عدد أكبر من الذبائح, فهم يؤمنون أن الميت سوف يحتاج الجاموس ليمتطيه أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى. وأثناء الذبح يركض الأطفال جامعين الدم المتدفق في أنابيب الخيزران.
قد لا تقام الجنازة بعد الموت مباشرة, بل من الممكن بعد سنين, وتحفظ الجثث طيلة هذه المدّة ملفوفة بالأقمشة تحت منازل تدعى "tongkona" لها تصميم خاص.
هناك ثلاث طرق للدفن في ثقافة توراجا, يحصل النبلاء فيها على الأماكن الأكثر إسرافاً وتكلفة.
على علو 50 متراً في الجرف الجيري, تستخدم الكهوف أو التجويفات لمعارض ال "Tau Tau" أو الأشخاص الخشبيين الذين يطلون على الأراضي, وتوضع التوابيت خلفهم داخل الكهف, وتزداد مع ازدياد ارتفاع الكهف درجة الميت, ويدفن الفقراء والناس العاديون في الكهوف السفلى.
وفي الشكل الثاني من أشكال الدفن, تربط التوابيت بحبال على سطح المنحدر, وتبقى هناك إلى أن تهترأ الحبال وتسقط التوابيت على الأرض, وتكون محمّلة بما يحتاجه الميت في رحلته إلى الحياة الأخرى.
والأمر مختلف بالنسبة للأطفال والرضّع, حيث توضع توابيتهم داخل شجرة, وتعلّم القبور بعلامات كالأبواب.
والطريقة الثالثة للدفن, يتم فيها نحت القبور في الحجارة الضخمة, حيث يوجد الكثير منها هناك.
يعيش سكان القبيلة على الواردات التي تأتيهم من السياحة, فقد تم تعيين العديد من قرى قبيلة توراجا كمواقع سياحية من قبل الحكومة الأندونيسية, إلا أن ذلك لم يؤثر على أسلوب حياتهم كثيراً.
من المهم أن نساعد الثقافات على الإحتفاظ بتقاليدهم, أكثر من السماح لتاريخهم بالاندثار.
وبالرغم من وجود بعض المعارضين لتصرف الحكومة إلا أنهم لا يؤدون دوراً هاماً.
ليس من حقي الاستهزاء أو التشكيك بمعتقدات الغير وأفكارهم, إلا أنني لا أستطيع إخفاء دهشتي واستغرابي, وحقيقة أثارت القبيلة فضولي, وأصبحت أندونيسيا على قائمة الأماكن التي أحلم بزيارتها يوماً ما.. ماذا عنكم؟..
ترجمة: سارة درويش
تدقيق وتصميم:ليلى السعدي
مشاهدة كافة مقالات السلسلة (لاحقاً) من خلال الضغط على الرابط (الهاشتاغ)