أسباب تباطؤ أداء الأجهزة الإلكترونية القديمة
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
تنتشر بين الناس اليوم الكثيرُ من المفاهيم والنظريات الخاطئة المتعلقة بموضوع تباطؤ أداء الأجهزة الإلكترونية، وقد اشتعلت محركاتُ البحث بموضوعِ "بطء جهاز الآيفون" بعد طرحِ الشركة للإصدار الجديد منه.
لا يمكن حقيقةً أن يكونَ العتادُ الصلبُ المكوِّنُ لهذه الأجهزة السببَ وراءَ تراجعِ أدائِها خلال مدةِ فعاليتها، أي لا بدَّ من وجودِ العديدِ من الأسبابِ الأخرى التي تبطِّئُ عملَ مثل هذه الأجهزة كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب.
أياً كانت الأسباب فلا داعيَ للقلق؛ لأنك قادرٌ بصفتك مستخدِماً على تحسينِ أداءِ جهازِك باتباع خطواتٍ بسيطةٍ سنعرضها لك، ولكن بعد معرفةِ الأسبابِ التي تؤدي إلى تباطؤِ أداءِ الأجهزة:
1- امتلاءُ الذاكرة:
مع كلِّ تحديثٍ للجهاز يزدادُ حجمُ التطبيقاتِ تلقائياً وتتعددُ الميزاتُ الموجودةُ فيها، كما يتطلبُ نظامُ التشغيل تحديثاتٍ إضافيةً هامةً لتحسين التصميم والعمل على المؤثرات البصرية التي تشكلُ عاملَ الجذبِ الرئيس.
تتطلب الوظائفُ الإضافيةُ السابقةُ كلُّها عملياتِ معالجةٍ أكثرَ بكثيرٍ من تلك التي كان يتطلبُها الجهازُ عندما اشتريتَه، بالإضافة إلى أن السرعةَ لا تزدادُ على نحوٍ سحريٍّ لتعويض ذلك، حيث أن سعةَ الذاكرةِ المتوفرةِ للاستجابة أصبحت أقلَّ ممَّا كانت عليه سابقاً، فلن يتمكن جهازُك حينها من الاستجابة لأوامرك بالسرعة المطلوبة.
كما أن التطبيقاتِ الجديدةَ لا تُجري عملياتٍ حسابيةً أكثرَ وحسب، بل إنها تأخذُ حيِّزاً أكبرَ من مساحةِ ذاكرة الجهاز.
ولا ننسى وجودَ ذاكرةِ الوصولِ العشوائيِّ RAM التي تتميزُ بكونِها ذاكرةً سريعة، إلا أنها محدودةُ السعة، وهي إحدى العناصرِ المستخدمةِ لتخزين البيانات، وتُمسحُ محتوياتُها مع كلِّ عمليةِ إيقافِ تشغيلِ الجهاز.
لكن في حالةِ امتلاءِ ذاكرة الوصول العشوائيِّ، يَنقلُ الجهازُ البياناتِ من وإلى ذاكرة التخزين الأبطأ منها بكثير وهي الذاكرةُ الوميضية (ذاكرة فلاش) Flash Memory، وهذا بدوره يستغرقُ وقتاً أكبر. كانت هذه العملية تدعى في الحواسيبِ الشخصيةِ القديمةِ باسم thrashing، وكان باستطاعةِ المستخدمِ أن يسمعَ صوتَ رؤوسِ الأقراص المغناطيسية الصلبة وهي تتحركُ ضمن الأُسطُواناتِ ريثما تُنقل البياناتُ من ذاكرةِ الوصول العشوائيِّ الممتلئة، أما الذاكرةُ الوميضيةُ فلا تُصدِرُ أيَّ صوت، كما تُعدُّ أسرعَ من الأقراص الصلبة.
2- التخزينُ المؤقتُ المُفرِط:
لجعل التطبيقاتِ تعملُ وتستجيبُ بسرعةٍ أكبر، حفِظَ المصممون نسخاً عن بعض البيانات التي من المتوقع أن يحتاجَها المستخدمُ بسرعةٍ أكبرَ من غيرها ضمن ذاكرة الوصول العشوائيِّ لتسهيل الوصول إليها.
وكمثالٍ على ذلك، من الممكن أن يحتفظَ متصفحُ الويب بنسخةٍ عن الشكلِ العام للمحتوى الموجودِ ضمن كلِّ نافذةٍ حتى في حالة وجودِ نافذةٍ واحدةٍ فقط، وهو ما يؤدي إلى تسريعِ الأداء إلى أن تبدأ الذاكرة بالنفاد، ولكي يعملَ مبدأُ التخزينِ المؤقت بفعالية، يجب على التطبيق ونظام تشغيلِ الجهاز إدارةُ المساحةِ المخصَّصةِ لهذا التخزين.
لكن مع الأسف، فإننا نجدُ عملَ بعضِ المطوِّرين في هذا المجال غيرَ احترافي، وهو ما لا يؤدي إلى بطءٍ في التطبيقات فحسب، بل أيضاً يمكن أن يؤثِّرَ في النظام بالكامل ويبطِّئَه.
3- تحميلُ المزيدِ والمزيدِ من التطبيقات:
يمكن للبرامجِ والتطبيقاتِ الإضافيةِ أن تبطِّئَ النظامَ بطرقٍ عدَّة، مثل ملءِ ذاكرةِ التخزينِ الدائمةِ والاستخدامِ الزائدِ لذاكرةِ الوصول العشوائيِّ واستخدامِ وحدةِ المعالجةِ الرئيسةِ دون أن يلاحِظَ المستخدم، حيث تعيقُ هذه العواملُ كلُّها استجابةَ النظامِ السريعةَ.
كما يوجد احتمالٌ سيِّئٌ آخرُ وهو وجودُ برمجياتٍ خبيثةٍ كالفيروسات تستخدمُ بعضَ القدراتِ الحسابيةِ للجهاز.
حسناً، ما الذي يمكن فعلُه لتسريعِ الأداء؟
لنكون واقعيين، ليس باستطاعتِنا أن نقارنَ أداءَ أجهزتِنا القديمة بأداءِ الأجهزة الحديثة كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب التي تتميزُ بسرعةِ مكوناتها، لكنْ ببذلِ القليلِ من الجهد يمكننا أن نصلَ إلى تحقيقِ أداءٍ جيدٍ إلى حدٍّ ما لأجهزتنا المتوفرة:
أيَّاً يكن الجهازُ الذي تستخدمه، عليك أولاً تعطيلُ التطبيقاتِ غيرِ الضرورية أو المستخدمة.
ويمكنك في بعضِ الحالات، بعد أن تتأكد من حفظِ البياناتِ كلِّها التي تحتاجُها في ذاكرةٍ خارجيةٍ مثلاً، تهيئةُ الجهازِ وإعادةُ ضبطِه إلى إعداداتِ المَصنع، ومن ثم تفعيلُ النظامَ مجدداً وإضافةُ التطبيقات التي تحتاجُها فقط.
هذا هو تفسيرُ الثواني التي نقضيها نافِذي الصبرِ عند عدم استجابةِ تطبيقٍ ما فوراً.
المصدر:
هنا