فقدان البصر قد يكون مسبباً لقدرة موسيقية مذهلة!
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
إذا كنت شخص فاقد للبصر، لا تزعل ممكن تكون موسيقي كبير.
فقدان البصر يصقل القدرة السمعية للفئران البالغة:
هل يمكن لفقدان القدرة البصرية أن تكون سبباً مباشراً للعبقرية الموسيقية لدى ستييفي وندر و راي تشارلز؟
بحسب الدراسة الجديدة التي أجرتها الباحثة (لي-كيونغ لي) عالمة الأعصاب في جامعة جون هوبكنز الأمريكية، والتي تقدم فيها بعض الأدلة أن الفئران التي توضع في الظلام تصبح بعد فترة زمنية معينة ذات قدرة أعلى على التمييز بين النغمات و الترددات الموسيقية المختلفة.
قام شركاء ( لي) في العمل باختيار مجموعتين من الفئران البالغة، وضعت إحداها في بيئة معتمة لمدة أسبوع، بينما بقيت المجموعة الثانية معرضة للضوء الطبيعي، واستخدمت الأقطاب الكهربائية لقياس نشاط الخلايا العصبية في القشرة السمعية - المنطقة التي تحدد نوع الصوت والنغمات و مصدرها وشدتها.
قام العلماء بتسليط أصوات مختلفة الترددات و الكثافة على الفئران وراقبوا ردة فعل الخلايا العصبية التي بينت في النهاية أن الفئران التي وضعت في الظلام لديها قدرة أكبر على سماع الأصوات الناعمة (أي ذات الترددات العالية) بالإضافة إلى تحسن قدرتها على تمييز مختلف الترددات و النغمات.
تبين الدراسات السابقة أن التغيرات التي تطرأ على القشرة السمعية تحتاج وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أن الأشخاص المصابون بفقدان البصر المبكر لديهم قدرة أعلى على التكيف مقارنة بالأشخاص الذين أصيبوا بفقدان البصر لاحقاً خلال حياتهم، إلا أن الفريق وجد أيضا أن بعض من تلك التغيرات يمكن أن تحدث أسرع عند البالغين حسب قول (لي)، وأضافت أن هذه التغيرات تطرأ بعد تغيرات في متانة الروابط التشابكية، التي اعتقد حتى فترة قريبة أنها غير قابلة للتغير عند البالغين.
التعويضات الحسية:
أظهرت الدراسة نتائج داعمة الى أن بعض الأضرار البصرية يمكن أن تفيد القدرة السمعية حيث يظن العلماء أنه يمكن للشخص الضرير أن يميز الأصوات بشكل أفضل إلا أن دراسة هذا الأمر على البشر قد لا تعطي التفاصيل والسلوكيات المطلوبة كونها تعتمد على تصوير الدماغ فقط، حيث تمكنت الباحثة من دراسة مستوى الخلايا العصبية و تحديد الأساسيات العصبية التي تمكن هذه التغيرات الوظيفية من الحدوث عند مستوى سلوكي معين.
التغيرات الحسية لدى الفئران كانت مؤقتة.. إلا أن النتائج تحاول أن تصل الآن الى تحسين السمع عند الأشخاص الصم الذين يحاولون تحسين سمعهم عن طريق غرس قوقعة الكترونية (هي جهاز الكتروني يحول الأصوات الخارجية إلى إشارات كهربائية ترسلها الأذن الداخلية الى المخ عبر عصب السمع)، تنفع هذه الطريقة عند الصغار الذين يتعافون بالكامل، أما البالغين فهم بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأقلم حسب وجهة نظر العالمة، حيث أصبح من الممكن تحسين السمع عن طريق تخصيص فترات موجزة من الحرمان البصري (بواسطة عصبة أو وسيلة ما).
في المقابل بين باتريك كانولد، الباحث البيولوجي في جامعة ميرلاند، أن التجارب على الفئران قد لا تعطي نفس النتائج فيما إذا طبقت على البشر، على سبيل المثال قد يتطلب الإنسان وقتاً أطول من الحرمان البصري ليعطي نفس النتائج التي أعطتها الفئران في أسبوع واحد فقط.
الأبحاث السابقة بينت وجود زيادة القدرة السمعية عند فاقدي البصر إلا أن عتبات الإدراك السمعي لم تتأثر بشكل واضح وفقها، كما بين عالم الأعصاب من كلية ماساشوستس للتقنية في كامبريدج باون سينا، وخلص إلى أن النتائج كانت مبهرة جداً إذ كانت التحسنات الحسية، حتى وقت قريب، غير محددة المعالم و متواترة.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا