هل سنودّعُ المضادات الحيويّة بالبرمجة؟!
المعلوماتية >>>> المعلوماتية الحيوية
في الوقتِ الحاضِر؛ أصبحت برمجةُ اﻵلاتِ والرُّقاقاتِ اﻹلكترونيَّةِ أمرًا مألوفًا، لكنْ عندمَا يتعلَّقُ اﻷمرُ ببرمجةِ "الخلايا الحيَّة" ستصبحُ اﻷمورُ أكثرَ تعقيدًا بالطَّبع؛ إذْ لا يُمكنُ التّنبؤ بسلوكِ الخلايَا الحيَّة، ممَّا يجعلُ مَهمَّةَ برمجتِهَا معقَّدةً نوعًا ما.
يسعَى المُبرمِجُ والباحثُ "تيموثي لو Timothy Lu" - المختصُّ في برمجةِ اﻷنظمةِ البيولوجيَّة - إلى إيجادِ طريقةٍ جديدةٍ لتصميمِ كلٍّ منَ الخلايَا البكتيريَّة والبشريَّة ﻷداءِ وظائفَ جديدة، وإيجادِ أدويةٍ وعقاقيرَ لمختلفِ اﻷمراض.
ويُوضِّحُ "لو Lu" أنَّ الدَّاراتِ الجينيَّةَ الّتي يعملونَ عليهَا تختلفُ عن الدَّاراتِ التَّقليديَّة؛ إذْ إنَّ صناعةَ الدَّارات التّقليدية أقلُّ تعقيدًا من الجينيَّة، فالوحداتُ البسيطةُ تُصنَّعُ على نحوٍ مُنفرد، ثمَّ تُجمعُ معاً، وبهذا تعملُ بفعاليَّةٍ وفقًا للمخطَّطاتِ المُعدَّة مُسبقًا، أمَّا في حالة الدّارات الجينيَّة فالأمرُ مُختلف؛ ويعودُ السّببُ إلى أنّها ستُحاكِي الخلايا الحيَّة، وكلُّ خليّةٍ حيّةٍ تتميَّزُ بنشاطٍ وسلوكٍ مختلف، ممَّا يجعلُ تصنيعَ داراتٍ جينيّةٍ قادرةٍ على محاكاةِ الخليّةِ الحيّة أمرًا ليس سهلًا، ويتطلَّبُ دراسةً دقيقةً جدًّا.
وفي دراسةٍ حديثة؛ نُشِرَ أنَّ "لو" وزملاءه قد طوَّروا دارةً جينيَّةً اصطناعيّةً تُحفِّز جهاز المناعةِ في الجسم على مهاجمةِ السَّرطاناتِ فورَ اكتشافِها لعلاماتِ المرض، ويعملونَ على تخطيطِ المزيدِ من مكوِِّناتِ التّحكّم كيْ يستطيعوا تشغيلَ هذه الدَّارات وإيقافَها، وإنشاءَ طرائقَ تجعلُها قادرةً على تغييرِ إنتاجِها تماشيًا مع المؤشِّرات الحيويَّة المختلفةِ للأمراض.
وإضافةً إلى ذلك؛ يعملُ "لو" على الأدويةِ المُضادة للبكتيريا متضمّنةً البكتيريا المعالَجةِ هندسيًّا، وأنواعًا جديدةً من الببتيداتِ المُضادة للميكروبات، وذلك عن طريق تعديل البروتينات التي تتشكَّل طبيعيًّا، ويأملُ "لو" بأنَّها سوف تجعلُ المضاداتِ أكثرَ كفاءةً في قتلِ الميكروبات، ومن المحتملِ تطويرُها لتُستخدَمَ في حلِّ مشكلةِ التّعوّدِ على الدّواء، أو عدمِ الاستجابةِ له عندَ البشر.
وهكذَا نرى أنَّ ما يقومُ به "لو" وزملاؤه لرُبَّما يُساعدُ في إيجادِ دواءٍ مضادٍ للسرطانات، أو على اﻷقلّ إيجادِ حلٍّ لمشكلةِ تعوُّدِ الجسمِ على المضادات الحيويَّة الّتي تتفاقمُ يومًا بعد يوم، وقدْ يأتي ذاكَ اليومُ الذي سيصبح فيه إيجادُ مضادٍّ حيويٍّ فعَّال أشبهُ بإيجادِ بئرِ ماءٍ وسطَ الصَّحراء.
المصدر:
هنا