كتير منا شايف أفلام خيال علمي عن صناعة إنسان كامل أو عضو كامل داخل المختبر، فهل هاد الشي لساتو خيال أم ممكن يتحقق بيوم من الأيام ؟ خلونا نشوف بهل المقال !

نجح علماء في جامعة تكساس بتنمية رئة إنسان داخل المختبر عام 2010 مستخدمين عناصر مأخوذة من رئات أطفال متوفين ، يعمل علماء الخلايا الجذعية منذ زمنٍ طويلٍ على تنمية رئة إنسان داخل المختبر ، لكن كانت العقبة الأكبر إن الرئة عضو معقد ويحوي أنماطاً عديدةً من الخلايا، فالخلايا الموجودة عند مدخل الرئة مختلفة بشدة عن تلك الموجودة في عمق الرئة ، وهذا ما جعل تنميتها أصعب من تنمية أنسجة الاعضاء الأخرى كجلد الانسان على سبيل المثال.

قد تتساءلون عن سبب العمل على الرئة بالتحديد رغم صعوبتها وتعقيدها ، والسبب أن فائدتها عظيمة وستنقذ حياة الكثيرين ، والتكنولوجيا المتطورة المطلوبة موجودة ، والامر يحتاج فقط مزيداً من الوقت .

تنمية رئة الإنسان داخل "حوض سمك" باستخدام خلايا من رئتي طفلين متوفيين :

قام الباحثون بأخذ رئتي طفلين فارقا الحياة بحادث رضي (حادث سيارة)، وسُلّخت كل العناصر لإحدى الرئتين حيث تُركت فقط البروتينات الرئيسية للنسيج الضام في الرئة (الكولاجين و الإيلاستين ) . استخدم العلماء الرئة المسلّخة كسقالة (حمالة)، بعد ذلك أضافوا إليها خلايا مأخوذة من الرئة الأخرى ، وضعت التراكيب السابقة سويةً في حوض يحوي سائلاً مغذياً .
بعد أربعة أسابيع من الغمر في ذلك السائل المغذي، أخرج فريق العمل رئة إنسان كاملة لكن لونها كان وردياً اكثر، وأنعم قليلاً وأقل تماسكاً من الرئة الطبيعية. قام الفريق بعد ذلك بتكرار العملية بنجاح مستخدمين مجموعة أخرى من الرئات .
هل يمكن استخدام هذه الرئة للزراعة عند شخص آخر؟
عادة تكون زراعة الرئة هي العلاج الوحيد لأمراض الرئة التي لا شفاء منها كداء التَلَيُّفٌ الكيسِيّ والداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD) ، لكن نادرا ما تنجح زراعة الرئة بسبب صعوبة المطابقة بين المعطي والآخذ. وإن العديد من المرضى يموتون وهم ينتظرون دورهم في قوائم الانتظار لتتم لهم الزراعة بسبب ندرة المتبرعين.

إن هذا العمل الرائع الذي قام به فريق جامعة تكساس يشكل معلماً هاماً في مجال الهندسة التجدّدية ، لكن مع ذلك فان استخدام الرئة المنماة داخل المختبر في الزراعة قد يحتاج الى ما يقارب 12 سنة من الآن.
الخطوة الثانية التي سيقوم بها العلماء هي تجربة الرئة المنماة داخل المختبر عند الخنازير.

تعاريف :

التليف الكيسي ": مرض وراثي مزمن يصيب الرئتين والجهاز الهضمي ناتج عن مورثة طافرة يسبب البروتين الناتج عنه انتاج مخاط دبق وسميك.

الداء الرئوي الانسدادي المزمن : مرض مترقي " أي يسوء مع مرور الوقت " يسبب صعوبة في التنفس وسعالاً ينتج كميةً كبيرة من المخاط ويعتبر التدخين السبب الرئيسي للإصابة به .

المصدر: هنا
الصورة: هنا