المفتاحُ لعلاجِ تَصلُّبِ الأوعية الدموية: هل وجدناه؟
الطب >>>> مقالات طبية
الالتهاباتُ ظاهرةٌ فيزيولوجيَّةٌ ذاتُ حَدّينِ؛ فمنْ جهةٍ؛ تحمي الالتهاباتُ الجسمَ من عَدوَى البكتيريا والفيروساتِ المُمرِضةِ، وتساعدُ في عمليةِ التئامِ الجروحِ، ومنْ جهةٍ أُخرى؛ تكون الالتهاباتُ المطوّلةُ مؤذيةً؛ إذ إنَّها عاملٌ مُسبِّبٌ لأمراضِ القلبِ والكبدِ وعددٍ من السَّرطانات. وانطلاقاً منْ اقترانِ بعضِ الأمراضِ بالتهاباتٍ مطوَّلة؛ وجدَ العلماءُ في جامعةِ كاليفورنيا علاقةً بينَ وقفِ الالتهابِ والحَدِّ من مرضِ التصلُّبِ العَصيديِ.
هنالكَ كثيرٌ منَ المكوِّناتِ والمراحلِ في عمليةِ الالتهابِ المرافقِ لمرض التصَلُّبِ العَصيديّ، وتؤدّي الشحومُ الفوسفوريةُ المؤكسَدةُ دوراً أساسياً في تلكَ العمليةِ؛ إذْ إنَّها تُعدُّ "الطُّعْمَ" المُسبّبَ لتكوينِ اللّويحاتِ الَّتي تَسدُّ الأوعيةَ الدمويةَ في عمليةٍ دقيقةٍ ومضبوطةٍ تَحدُثُ كالآتي:
بعدَ استدراجِها إلى موقعِِ الآفةَِ؛ تتحوَّلُ الكرياتُ البيضاءُ الوحيدةُ إلى بلاعمَ تجتذبُ وتبتلعُ نوعاً معيناً منَ الشحومِ الفوسفوريةِ ذاتِ الكثافة المنخفضة التي ترافق الكوليستيرول في مجرَى الدَّم لتتحوَّلَ إلى خلايا رغويَّةٍ مُكوِّنةً جداراً وعائياً سميكاً، حيثُ إنَّ الشحومَ الفوسفوريةََ (المُفَسفَرة) تعملُ كنقاطٍ حمراءَ على جهازِ ملاحةِ الكريات البيضاء توّجههُم و تُسهّلُ عمليةَ الابتلاع. وقد أنجز العلماءُ تجربةً فريدةً من نوعِها بإنتاج نسلٍ من الفئران ذي عُرضةٍ عاليةٍ لمرضِ التَّصَلُبِ العَصيديِّ وغذُّوهم بحميةٍ عاليةِ الكوليستيرول، وكانَ لهؤلاءِ الفئرانِ ميزةٌ أُدرِجت عنْ طريقِ الهندسةِ الجينيةِ؛ وهي إنتاجُ خلايا الجسم لجسمٍ مضادٍّ اسمُه E06 يرتبطُ بالشحوم الفوسفورية المؤكسدة، ويمنعُ البلاعمَ من ابتلاع "الطُّعم" (أي الكوليستيرول).
أبهرتْ نتائجُ هذهِ التجربةِ العلماءَ، إذْ إنَّ نسبةََ التَّصلُّب العَصيديِّ لدى الفئران الحاملةِ للجسمِ المضادِ E06 انخفضتْ بنسبةِ 57% وقلَّتْ احتمالاتُ إصابتِهم بمرضِ الكبدِ الدُّهني وعاشُوا فترةً أطولَ من غيرِهم؛ أي غير الحاملةِ لـ E06.
أثبتتْ هذه التجربةُ علاقةً مباشرةً بينَ تَصلُّب الشرايين والالتهاباتِ المرافقةِ لهُ ودورِ الشحومِ الفوسفوريةِ المؤكسدةِ بوصفها عاملًا مسبِّبًا لهذا المرضِ، ثمَّ إنّها فتحت باباً جديداً في مجالِ العلاجِِ عن طريق الأجسام المضادة، وعلى الرّغم من المستقبلِ الواعدِ لهذا النوع من العلاج؛ فإنَّ العديدَ من التحفُّظاتِ العلميةِ تحيطُ به؛ إذْ إنَّ عملَ الكرياتِ البيضاءَ الوحيدةِ يختلفُ لدى الفئران والإنسان.
المصادر :
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا