اكتشاف ماوراء الجدران بواسطة WI FI
الهندسة والآليات >>>> الاتصالات والشبكات
إن انتشار أجهزة الاتصال اللاسلكية مثل الراوترات اللاسلكية وشبكات الخليوي بشكل واسع في كل مكان تقريبا وجه الأنظار إليها لاستخدامها في تطبيقات كثيرة، فقد قام الباحثون في جامعة لندن (University College of London - UCL) بتطوير رادارات سلبية للكشف عن موقع هدف متحرك مستخدمة الأشعة الصادرة عن الأجهزة اللاسلكية والتي تستخدم مبدأ انزياح دوبلر في عملها.
الرادار السلبي يقرأ انزياح دوبلر من أشعة الراديو المحيطة به المنبعثة من أجهزة ال Wi-Fi أو من أجهزة الخليوي لتحديد مكان الهدف عبر الحائط، ويمكن لهذه الرادارات تحديد مواقع وحركة الأهداف خلف جدران حتى سماكة 25 سنتيمتر وحازت هذه الأنظمة على جائزة Engineering Impact Award والمقدمة من هيئة الاتصالات والراديو لعام 2015.
ما هو تأثير دوبلر:
هو تغير في تردد موجة أو تغير في طول الموجة عندما تستقبل من قبل مراقب متحرك بالنسبة لمصدرالإرسال. يدعى هذا التأثير بتأثير دوبلر نسبة للعالم النمساوي يوهان كريستيان أندرياس دوبلر الذي اكتشف هذه الظاهرة عام 1842 م.
يُفترض ثبات المستقبل حتى يستطيع رصد التغير في الطول الموجي للموجات القادمة إليه من المصدر (أمواج كهرومغناطيسية، صوتية أو حتى ضوئية)، وعلى أساسها يستطيع تحديد عما إذا كان الهدف يقترب أو يبتعد.
Image: wikimedia.org
كما قامت مجموعة باحثية أخرى بتطوير رادارات كشف الأهداف ضمن المبنى تكون تردداتها ضمن حزمة الاتصالات المنزلية، تختلف هذه الرادارات عن سابقتها أنها فعالة أي مكونة من أجزاء للارسال وأخرى للاستقبال بينما الرادارات السلبية تستخدم فقط الإشعاعات المنعكسة عن الهدف والتي يكون مصدرها الأجهزة اللاسلكية المحيطة التي تستخدم أي معيار من معيار IEEE 802.11(b ، g ، n) كما يمكنها أن تستخدم ترددات الشبكات الخليوية (GSM ، LTE).
Image: hackaday.com
يعمل نظام الرادار على تحديد موقع الهدف المتحرك من خلال مقارنة لإشارتين:
الأولى: وهي الإشارة المرجعية الصادرة عن المصدر اللاسلكي مباشرة.
الثانية: هي إشارة المراقبة التي تستقبل الإشارات المنعكسة عن الهدف المتحرك وبالمقارنة بينهما يتم الكشف عن مكان الهدف عن طريق مبدأ دوبلر .
يمكن للمهندسين بتعديل بارامترات المعالجة لنظام الرادار (كزيادة زمن مقارنة الإشارات وتخفيض عتبة الحساسية) أن يحولو الرادار إلى جهاز لرؤية الحركة خلف الجدران وهذا الجهاز بإمكانه التقاط حتى أخف الحركات كإيمائة اليد. في هذه المرحلة فإن الرادار لايظهر صورة بالمعنى الحقيقي للهدف وإنما على صورة على شكل مخطط راداري ملون يظهر الهدف.
ومن التطبيقات المهمة لهذه الرادارات هي عمليات الإنقاذ من تحت الأنقاض في حال الزلازل وأيضا في مراقبة المسنين في دور العجزة. كما لها بعض التطبيقات الأمنية في مراقبة المباني وتحديد مواقع الأهداف أو المختطفين.
وكما الحال في معظم التقنيات الحديثة، يتسائل البعض عن إمكانية استخدام هذه التقنيات لاختراق الخصوصية وتقييد الحرية الشخصية إذا ما وقعت في الأيدي الخاطئة؟!
المصادر:
هنا
هنا