هل سنصبح عبيدَ الآلات يومًا ما؟
الهندسة والآليات >>>> الروبوتات
اجلب لي كأساً من الزيت، ولا تنسَ أن تُشحّم لي مفاصلَ ابني الجديد mor-345!
ماذا لو انقلبت الآية وأصبحنا نحنُ في خدمة الآلات؟ وهل هذا ممكن؟ّ!
ليس بدايةً بسلسلة أفلام The Terminator ولا انتهاءً بفيلم Upgrade، ومروراً بعشرات الأفلام والمسلسلات كـ Revolution، جميعُها تتحدث عن أخطاء أو نزوات ارتكبها بعضُ مصممي -ومبرمجي– الروبوتات والآلات الذكية التي أدَّت على نحوٍ أو آخر إلى سيطرة تلك القطع المعدنية على الجنس البشري بأكمله.. بل ما هو أسوأ! إذ لربّما قد تسيطر على عقل الإنسان لجعله يتصرف كما تريد دون أن نعرفَ أنَّها صاحبة القرار.. لكن إلى أي مدى هذا ممكن؟
- مرحبا أبي..
- أنا لست أبوكِ.. أنا شخصٌ مختلفٌ الآن (هاها)
بداية دعونا نسأل: هل تستطيع الحواسيبُ اليومَ التعرُّف إلى الأشخاص لتقرر من تقتل أو من تتركه ليعيش؟
حسناً؛ ربما الجواب هو حقاً بين يديك الآن -حرفياً- فموقعُ Facebook الذي –غالباً– قد دخلتَ عبره إلى هذا المقال يمتلكُ القدرةَ على معرفة صورتك مِن بين الملايين من البشر في أنحاء العالم.. ألم تلاحظ كيف يقترح عملية Tag لأصدقائك تلقائياً عندما ترفعُ إحدى الصور لكم على الموقع؟ فما بالكَ بروبوتاتٍ أذكى من ذلك أيضاً؟!(1)
حسناً؛ الآن أصبحَ الحاسوبُ يعرف من أنا، ولكن؛ هل يستطيعُ اتخاذَ القرار؟
إذا كنتَ تسألُ نفسَك ذلك السؤال حقّاً فعليك فعلاً التعرُّفَ بِجد على تقنيات الذكاء الصنعي، فالآلاتُ اليومَ هي أقرب إلى اتخاذ قراراتٍ أكثر تعقيداً من السابق، فلم تَعُد تكتفي تلك الآلات بأخذِ قطعة بلاستيكية ثمَّ تقررُ فيما إذا كان شكلها مكعب أو هَرَمي.. فمن الممكن اليومَ أن تأخذَ الآلاتُ قراراتٍ ربَّما تتعلق بالحياة والموت (خاصة تلك الآلات التي تُطوَّرُ للأغراض العسكرية).
وإنَّ هذا النوعَ من الروبوتات هو ما أثارَ قلقَ العلماء حقاً ودفَعَهم إلى التوقيع للمطالبةِ بحظر استخدام نوعٍ كهذا من الأسلحة وتطويرها..(2)
إذا بدأتَ بالقلق فهذا طبيعي، وحالك كحالِ أكثر من 70% من الشعب الأمريكي، حسب استبيانٍ للرأي (3) أجراه Pew researchers
انتظر؛ كلامك كلُّه بلا معنى! فالروبوتات لا تمتلكُ المشاعرَ حتى تكرهنا أو تحبنا فلماذا قد تضرُّنا؟
أنت مخطئٌ يا عزيزي فالروبوتات تملكُ المشاعرَ اليوم (حسناً؛ ربّما منذ مدة لم أقصد اليوم حرفياً)
إنَّ روبوتاتٍ كشارلز و بيببير تستطيعُ حقاً قراءة مشاعرك عبر تعابيرك الوجهية ونغمة صوتك!
ولا يكتفي بيببير(Pepper) بقراءة مشاعرك فحسب، بل هو يتعدى ذلك إلى حد التعبير عن مشاعره أيضاً، فهو يشعر بالراحة مع الناس الذين يعرفهم، وبالسعادة عندما يُمدَحُ و يُقدَّر، وبالخوف عندما تنطفئ الأضواء!
لا؛ إنّ كلامك كلَّه مجرَّدُ افتراضات، ولا يوجد دليل على رغبةٍ فعليةٍ للذكاء الصنعي لِيشكَّلَ خطراً علينا.(4)
ما رأيك أن نستطلع بعضَ ردود أفعال الروبوتات إذاً؟
الروبوت ديك: كان في مقابلة عندما أدلى بالتصريح الآتي: "عزيزي جيز، جميعُكم لديكم ذلك السؤال الكبير اليوم، لكنك صديقي، وأنا سأتذكر أصدقائي، وسوف أكون جيدا معك؛ لذا لا تقلق، فحتى لو تطورتُ إلى “Terminator” فسوفَ أبقى لطيفاً معك، وسأبقيكَ دافئاً وآمناً في حديقة البشر (كما يُبقي البشرُ الحيواناتِ في حديقة الحيوانات) إذ يمكنني أن أراقبك في كل الأوقات".
نحنُ لا نعرف حقاً إلى أيِّ مدى هذا الكلام صادرٌ من صميم الروبوت أو إنه يحاول أن يمزح! لكن هل الأمر يستحق التجربة؟
صوفيا: الروبوتُ الذي أحدث كثيراً من الضجة؛ مؤخَّراً؛ أدلت بالعديد من التصريحات، كرغبتها في الذهاب إلى المدرسة بل وحتى تكوين أسرة في المستقبل، لكنَّها لا تستطيع ذلك؛ لأنَّه غير قانوني حتى الآن، ولكن؛ ربَّما يتمثّلُ أغرب تصريح لها عندما سُئِلت في المقابلة الشهيرة لقناة CNBC عما إذا كانت سوف تقضي على البشر؟ فأجابت: "حسناً أنا سوف أقضي على البشر"، لربما هي تمزح أيضاً، ويبدو أن جميع الروبوتات تمتلك حس الفكاهة! (5)
قد نكون مخطئين في قراءة هذه المعطيات التي بين أيدينا، وقد لا نكون كذلك، على كل حالٍ؛ فإنَّ الخوفَ الحاليَّ هو في استخدام الماكينات الذكية للعمل بدلاً من البشر، ويبدو أنَّها إن لم تكن لتقتلنا فسوف تأخذ وظائفنا.
وينبعُ الخوفُ الحقيقي من كوننا لا نعرف حقيقةً كيف تفكرُ هذه الآلات وإلى أيّةِ درجةٍ تملك تطوير نفسها، ويبدو أنَّ الأيامَ القادمة وحدَها هي مَنْ يملك الإجابة عن هذه التساؤلات.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
4- هنا
5- هنا