ارتباطُ لقاحات الأطفال بحدوثِ التوحد؛ حقيقةٌ أم زوبعةٌ في فنجان؟
الطب >>>> معلومة سريعة
وعام 1998 نشر مجموعةٌ من الباحثين وعلى رأسهم الجراح والباحث الطبي "Andrew Wakefield" ورقةً بحثيَّةً في مجلةٍ طبيةٍ مُعتبرَةٍ اعتبارًا كبيرًا في بريطانيا تُدعَى "The Lancet"؛ إذ قدمت المجلة أدلةً عن وجودِ ارتباطٍ بين لقاح (MMR) (للحصبة والنكاف والحصبة الألمانيَّة) وحدوث اضطرابات تطوريَّة .
وكانت النتيجة الحتمية لهذا المقال في المملكة المتحدة وإيرلندا هي تهاوي قيمة اللقاح وأهميته لدى العامة؛ ممَّا أدى إلى ارتفاعٍ ملحوظ ومُهمٍّ في عدد الحالات المُصابة بالحصبة والنكاف (بعض الحالات انتهت بالموت) بسبب عدم أخذ اللقاح.
وتخطت المخاوف من اللقاح حدودَ المملكة المتحدة ووصلت حتى الولايات المتحدة الأمريكيَّة واليابان،
وقد أدَّت ادعاءات "Wakefield" إلى إنجازِ عددٍ من الدراساتِ الكبيرة لتحري هذا الارتباط، وكانت النتائج مفاجئةً؛ إذ لم تستطع هذه الدراسات إثبات وجود أيّ ارتباط بين التوحد وهذا اللقاح.
لكنَّ المقالَ المنشور قد سبق وسبَّبَ هستيريا إعلاميةً أدَّت إلى صرف أكثر من مليون جنيه إسترليني على الدعاوى والإجراءات القضائيَّة وعدد من الوفيات؛ بسبب إهمال اللقاح خوفًا من ارتباطه المزعوم بالتوحد.
وفي عام 2004؛ أنجزَ الصحفي " Brian Deer" من صحيفة "The Sunday Times" تحريًّا بيَّن فيه أنَّ "Wakefield" قد تلاعب بالأدلةِ المنشورة في ورقتِه البحثيَّة؛ وأنَّه كان يملك العديد من المصالح المختلفة التي دفعته إلى نشر هذا المقال.
وفي النهاية؛ سُحِبَت ورقة "Wakefield" تمامًا في عام 2010، وطُرِدَ في التاريخ نفسه من المجلس الطبيِّ العام في المملكة المتحدة.
والآن اتُّفِق بإجماعٍ علمي؛ أنَّه لا يوجد أي ارتباط بين التوحد وهذا اللقاح.
المصدر :
هنا;
هنا
هنا