فى يوم التسامح العالمي.
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
يذكر وليم يور في كتابه "الحصول على السلام getting to peace" أن التسامح ليس أن تتفق مع الآخر فحسب؛ أو أن تتخذ موقفًا محايدًا فى مواجهة الظلم، وإنّما هو إظهار الاحترام والتعامل بإنسانية مع الآخرين.
فقد تناول العلماء التسامح بناءً على مختلف العلوم؛ النفسية والأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية، وتعددت تعريفاته، ولكنها تتفق على أنه من الضروري أن نتسم بالتسامح مع معتقدات الآخرين بطريقة مقبولة أو محايدة، وإن كنا لا نقبل هذه المعتقدات والعادات؛ فالتسامح علميًّا و أخلاقيًّا هو احترام لحقوق مَن يحملون قيمًا و أفكارًا لا تتوافق مع قيمنا الخاصة، ويُبنى على عاملين أساسيين؛ الاعتراف بوجود الآخر وقيمه من جهة، و احترامه من جهة أخرى، وأتى إعلان اليونسكو العالمي عن مبادئ التسامح مؤكِّدًا بأن التسامح ليس تساهل أو تنازل؛ بل هو نشاط نابع من اعترافنا بحقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية للآخرين؛ ولهذا قررت اليونسكو عام 1995 أن تجعل من الـ 16 من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يوم تسامحٍ عالمي.
وإذا كان لابد من إدراك التسامح وتعريفه فى مجتمعنا كمبدأ راقٍ وإيجابي؛ فمن الضروري أن ننوّه إلى أنّ القيم -مثل التسامح- التي تزين أي مجتمع لا تستند على شكوكية نظامها الأخلاقي؛ بل تتكامل مع منظومة أخلاقية أخرى تتضمن قيمًا مثل السلام والتعاون والاستقلالية، والتي لابد منها لازدهار المجتمعات البشرية.
فالتسامح سِمة أخلاقية لابد من وجودها فى أي مجتمع؛ إذ سيغرق العالم بدونه بالفتنة والتشقق؛ فالبشر منقسمون دائمًا وتاريخ البشرية يشهد على ذلك، وفي ظلّ ازدياد وقعة التحديات والتهديدات العالمية كتفشّي كل من الاستعباد والطائفية وعدم المساواة؛ نجد أنه من الضروري تعلّم التعايش مع جميع أعضاء المجتمع، فماذا يعنى التسامح بالنسبة إلى البشر؟
أن تكون متسامحًا؛ فهذا يعني قدرتك على ضبط نفسك، فمن خلال التسامح يمكنك تقبّل اتجاهات وأنشطة قد تجدها غير مناسبة وغير مبهجة لك، وبذلك؛ إذا كان أساس التسامح هو ضبط النفس فلا عجب في كونه سلوكًا وسمةً متجذرةً في إنسانيتنا.
إذن؛ يمكننا كأفراد داخل مجتمعاتنا اتخاذ التسامح بوصفه علاجًا نفسيًا معرفيًّا يساعدنا في تجاوز صراعاتنا المستمرة وفي تخفيف وطأة التوترات المتعمقة بيننا وبين الآخرين.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا;