نظريات السياسة الدولية - المجتمع الدولي والبناء الاجتماعي
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة السياسية
النظريات المتعلقة بما بعد الفلسفة الوضعية: تتناول هذه السلسلة النظريات الأساسية في العلاقات الدولية وتتضمن: النظريات الوضعية: - النظريات الواقعية الكلاسيكية والحديثة والكلاسيكية الحديثة (هنا) - النظرية المؤسساتية (هنا) - النظرية الليبرالية ونظرية النظام (هنا) النظريات بعد الوضعية (هنا) - نظرية المجتمع الدولي - نظرية البناء الاجتماعي - الماركسية - الإدراكية المصادر: 1- هنا 2- هنا 3- هنا مصادر الصور:
1- المدرسة الإنجليزية (نظرية المجتمع الدولي):
تركز المدرسة الإنجليزية على المفاهيم والقيم المشتركة للدول وكيفية تنظيمها للعلاقات الدولية. من هذه المفاهيم: الديمقراطية والتنظيم والقانون الدولي. وبشكل رئيسي، لاتسعى هذه المدرسة إلى خلق فرضياتٍ قابلة للاختبار عن سلوك الدولة كما تفعل باقي النظريات. بالعكس تماماً، فأهدافها أكثر قرباً لأهداف المؤرخ. إنها تفضل الملاحظة التفصيلية والتفسير الغني على النماذج التفسيرية العامة.
2- نظرية البناء الاجتماعي:
تعمد هذه النظرية إلى المقارنة بين الدول على أساس البنى الاجتماعية والمزايا الخاصة بكل منها، بالنسبة لمفكري نظرية البناء الاجتماعي فإن المتغيرات المهمة بالنسبة للآخرين – كالقوة العسكرية أو العلاقات التجارية أو المؤسسات الدولية أو التفضيلات المحلية – ليست مهمة. بل تبحث نظرية البناء الاجتماعي في سلوك الدولة في سياق ميزات الدولة. فكل الدول فريدةٌ ولديها مجموعة من المزايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية المحددة التي تؤثر على سياستها الخارجية. والدول تحمل هويات تظهر سلوكها في النظام الدولي. فكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي له هويته السياسية الخارجية الواضحة، فكانت الحرب الباردة نتيجة الصراع بين تلك الهويتين، ويمكن أن تكون نهايتها سبباً للتغيرات في الهوية الروسية.
3- الماركسية:
ترفض نظريتا الماركسية والماركسية الحديثة في العلاقات الدولية المنظور الواقعي والليبرالي للصراع أو التنسيق بين الدول بالتركيز على الجوانب الاقتصادية والمادية. حيث أنها تفترض أن الاقتصاد يتغلب على الاهتمامات الأخرى. وينظر الماركسيون إلى النظام الدولي كنظام رأسماليٍّ متكامل يسعى إلى التجمع الرأسمالي.
4- النظريات الإدراكية:
تدرس هذه النظريات دور العمليات النفسية – أنظمة الإدراك وسوء الإدراك والاعتقاد – في سلوك السياسة الخارجية للدول، ومن الممكن أن تكون على مستوى دولةٍ أو منظمة أو أفراد من التحليل المعتمد على تركيز البحث على الديناميكيات النفسية لمتخذ القرار في الدولة أو الإدراكات المشتركة لمنظمةٍ ما أو أنظمة اعتقاد مشترك لأمة ما.
ويمكن أن ينظر مفكرو هذه النظريات إلى الصور المشتركة بين القادة السياسيين للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي التي يتخذونها لبعضهما وأن يفسروا الحرب الباردة على أنها نتاجٌ لهذه الصور السلبية وعدم قدرة إحداهما على إعادة تشكيل إدراكات الأخرى.
خاتمة:
إن العديد من الانتقادات توجه لكل من هذه النظريات فب العلاقات الدولية، ولكنه ليس علينا أن ننظر إليها كنظريات متضادة. بل كل واحدةٍ منها تعبر عن افتراضات معينة محكومةٌ بحالاتٍ محددة وتسعى إلى هدفها التحليلي الخاص. وبينما يمكن أن تقود العديدُ من النظريات إلى نتائجَ أكثر أو أقل حتميةً حول العلاقات الدولية، فلا يوجد منها ما هو "صحيح" أو "خاطئ". بل كل واحدة منها تمتلك بعض الأدوات التي من الممكن أن تكون مفيدةً لطلاب السياسة الدولية في دراسة وتحليل الوقائع الغنية.