حبة 3 بـ 1 من أجل ضبط ضغط الدم المرتفع
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
تكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في كونه قد يُلحق أضرارًا بالعديد من الأعضاء الحيوية في الجسم؛ إذ يُعدُّ من أكثر مُسبِّبات السكتة الدماغية وأمراض القلب كالنوبة القلبية وقصور القلب وتضخُّم عضلة القلب، فضلًا عن دوره بالفشل الكلوي.
يهدف علاج مرض ارتفاع ضغط الدم بشتَّى طرائقه إلى تخفيض ضغط الدم إلى مستويات مُعيَّنة مقبولة، وذلك وفق عمر المريض وحالته الصحية؛ فإن كان المريض لا يعاني أيَّ أمراض سابقة وكان عمره يزيد على 60 عامًا؛ فيجب ألا يتجاوز ضغط دمه -باتباع العلاج المناسب- 150/90 مم زئبقي. أما إذا قل عمرُه عن 60 عامًا أو أُصيب بأمراض أخرى كالسكري وأمراض الكِلى وأمراض الشرايين التاجية؛ فيجب أن يبقى ضغط دمه ما دون 140/90 مم زئبقي.
تختلف الأساليب والعلاجات المُتَّبعة في علاج ضغط الدم وفق حالة المريض الصحية وعمره وحالة ارتفاع الضغط التي يُعانيها، ولكن تهدف جميعها إلى خفض ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي.
فقد يُضطرُّ بعض المرضى إلى أخذ أكثر من نوع من الأدوية يوميًّا؛ مما يتسبب في الكثير من مشكلات المواظبة على تناول الأدوية وبعض الأعراض الجانبية الأُخرى التي قد تظهر على المريض نتيجةَ تناول عددٍ كبير من الأدوية في الوقت نفسه.
ولكن قد يُصبح هذا من الماضي قريبًا؛ إذ تبحث بعض الدراسات التي أُجريت والتي تُجرى حاليًّا عن بديل نوعيٍّ جديد لهذا العدد الكبير من الأدوية التي يجب على المريض تناولها كلَّ يوم ليُحافظ على ضغط دمه في الوضع الطبيعي.
وتقترح دراسة جديدة أنَّ دمجَ ثلاثة أنواع من الأدوية المُخصَّصة لخفض ضغط الدم (تيلميسارتان Telmisartan، وأملوديبين Amlodipine، وكلورثاليدون Chlorthalidone) في حبة واحدة جديدة يُعطي نتائجَ أكثر إيجابية في ضبط مستوى ضغط الدم؛ إذ تحتوي حبة الدواء هذه على 20 ملغ تيلميسارتان و 2.5 ملغ أملوديبين و12.5 ملغ كلورثاليدون.
وقد أُجريت دراسة سريرية في أوائل عام 2018 شملت 700 مريضِ ضغط دم معتدلٍ إلى متوسط، ومتوسط أعمارهم 56 عامًا؛ وذلك لاختبار نتائج تناولهم هذه الحبة الجديدة على مدى ستة أشهر.
وأظهرت النتائج أن 69.5% ممن تناولوا هذه الحبة مدّةَ ستة أشهر قد استطاعوا الوصول إلى مستوى ضغط الدم الطبيعي الخاص بهم مقارنةً بـ 55.3% ممن تلقوا العلاج التقليدي. ولم يُلاحَظ أية تأثيرات جانبية كبرى على الذين تلقوا العلاج الجديد مقارنة بالمرضى الذين تلقوا العلاج التقليدي.
وتقول Ruth Webster المشرفة على الدراسة والباحثة في معهد جورج للصحة العالمية في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا: "بناءً على هذه النتائج؛ فإن هذه الطريقة الجديدة في استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم فعالة أكثر وآمنةٌ تمامًا كالعلاجات الحالية".
وقد عُرِضت هذه الدراسة وقُدِّمت في أثناء اللقاء السنوي لمجمع الدراسات القلبية في أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية. وتقول Ruth Webster: "الحاجة العاجلة لابتكار طرائق علاجية جديدة لضبط ضغط الدم موجَّهةٌ رئيسيًّا إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تُتيح لنا هذه الحبة الثلاثية القفزَ فوق طرائق الرعاية التقليدية إلى منهج أثبتَ أنه أكثرُ فاعلية"
إضافةً إلى ذلك؛ فإن مثل هذا الابتكار قد يُساهم في ضبط مشكلة الالتزام بالأدوية إلى حدٍّ كبير، فمعظم مرضى ضغط الدم يضطرون إلى تناول أكثر من دواء لضبط مستويات الضغط لديهم، فضلًا عن بعض المرضى الذين يتناولون أدوية لعلاج أمراض أُخرى كالسكري؛ ممّا يدفعهم إلى عدم تناول الأدوية جميعها أو نسيان تناول بعضها، ولذلك فإن هذا الابتكار سيُوفر كثيرًا من العناء على المرضى وسيُساعد الأخصائيين على ضبط أسباب عدم التزام المرضى ببرامجهم الدوائية ومعرفتها على نحو أكبر.
وقد ألقت نتائج هذه الدراسة الضوءَ على احتياج عالمي لابتكار طرائقَ جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو ضبطه، إضافةً إلى طرحها هذه الطريقة الجديدة المُبتكرة على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في قطاع الصحّة المسؤول عن موضوع ضبط ضغط الدم المرتفع، وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول Karen McConnell البروفيسور في كلية الصيدلة في جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية: "كان الأطباء يرفعون عيار الدواء إلى جرعته القصوى قبل التفكير في إضافة دواءٍ آخرَ له، وذلك لتخفيض عدد الحبات الدوائية التي يجب على المريض أخذها، وفي حال الحاجة إلى أكثر من دواء عندها يُضطَّر المريض إلى تناول أكثر من حبة. إنّ هذه الدراسة ستُغيِّر النظرة إلى طرائق التحكم بارتفاع ضغط الدم؛ فبدلاً من أن يأخذ المريض ثلاث حباتٍ دوائية مختلفة بجرعات قليلة، سيتناول حبةً واحدة فقط تحتوي على الجرعات المُحكمة من الأدوية الثلاثة".
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا