النُوموفوبيا وهاتفك المحمول
علم النفس >>>> إنـستغرام
إنَّ ما يُسمَى برُهابِ الابتعادِ عن الهاتف أو النُوموفوبيا (Nomophobia) أصبح منتشرًا جدًّا بين مُستخدمِي التكنولوجيا، وخصوصًا طلاب الجامعات، ويُعدُّ المصطلح اختصارًا لـ:( no-mobile-phone-phobia)، ويُعرَف بالخوف من عدم توفر الهاتف أو إمكانية التواصل الإلكترونيّ.
وقد أظهرت الدراسات أنَّ (53%) من مستخدمي الهاتف النقَّال في بريطانيا يُعانون من القلق حين يفقدون هواتفهم أو حين ينتهي شحن البطارية أو يفقدون التغطية.
ووجدت الدراسة أيضًا أنَّ قُرابةَ (58%) من الرجال و(47%) من النساء يُعانون من هذا الرُهاب؛ إضافةً إلى أنَّ (9%) منهم يعانون من الضغط النفسيِّ عند إطفاء هواتفهم، وأشارت الدراسة إلى أنَّ الضغط الذي ينتجه الابتعاد عن الهاتف يمكن أن يكون أكبر من ذلك الذي يُنتجه التخطيط لحفل الزواج أو الذهاب إلى طبيب الأسنان.
وأُجريَت دراسةٌ جديدةٌ على الأشخاص الذين يُعانون من نُوموفوبيا شديدة والذين يُعانون من نُوموفوبيا خفيفة؛ لِتقارن بينهم فيما يتعلق بفهمهم لعلاقاتهم بهواتفهم، وقد أخذ العلماءُ معلومات (201) طالب جامعي في كوريا الجنوبية؛ أعمارهم بين الـ (18 و37)، وسألوهم أسئلة عن استخدامهم هواتفهم وعلاقاتهم بها؛ فوجدوا أنَّه من الطبيعيِّ أن ينظرَ هؤلاء الأشخاص إلى هواتفهم على أنها امتدادٌ لشخوصهم.
"وخصوصًا عندما يستخدمون هواتفهم لأجل المشاركة والتخزين والوصول إلى ذكريات تحدد هُوِياتهم".
وحسب الدراسة؛ يُعاني الأشخاص ذوو المستوى العالي من النُوموفوبيا من آلام الرسغ والرقبة المرتبطة باستعمال الهاتف كثيرًا أكثر من باقي الأشخاص؛ إضافة إلى حالات كثيرة من تشتت الانتباه في العمل والدراسة.
ويمكن لهذه الأعراض أن تُؤثر سلبًا ليس في الحالة الجسديَّة لمستخدم الهاتف فحسب؛ وإنَّما على نوعيَّة حياته عامَّة أيضًا.
ومع التزايد اليوميِّ الكبير في الاعتماد على الأجهزة الذكيَّة، والتطور الكبير والواسع في التكنولوجيا وطرائق تفاعلها مع البشر؛ يُتوقَع أن يتزايد انتشار مشكلة النوموفوبيا وما يرافقها من مخاطر على الصحة النفسيَّة والجسديَّة.
دعونا نبدأ بخطوات صغيرة؛ كاستخدام هواتفنا في أوقات مُحددة من اليوم، والصيام عن استعمال أجهزتنا الإلكترونية يومًا أو أكثر كلَّ شهر أو أن نحاول التواصل مع أصدقائنا وأحبائنا مباشرة وقتًا يساوي على الأقل الوقت الذي نستخدم فيه هواتفنا للتواصل معهم.
قد لا يكون الأمر سهلًا في البداية؛ ولكنَّ معرفة مخاطر إدمان الهاتف المحمول ستكون الخطوة الأولى للتخلص منه.
أطفئ هاتفك وتحرر منه؛ فهناك ما يستحق المُشاهدة في عالمك الحقيقيّ!
المصدر:
هنا;