متى تصبح المستحضرات التجميلية مشوِّهة للبشرة؟
الطب >>>> مقالات طبية
درس باحثون في مركز للأمراض الجلدية في مدينة السنغال تأثيرَ منتجات تبييض البشرة على مجموعة من النساء ذوات البشرة الداكنة، كون التبييض يعدُّ ممارسة شائعة لديهنَّ.
ومن مجموع 425 امرأة؛ كانت 92% منهنَّ تُطبِّق هذه المستحضرات على الجسم كله مع متوسط مدة استخدام 4 سنوات. وقد شملت المواد الرئيسة الفعَّالة المستخدَمة: الهيدروكينون وستيروئيدات قشراوية سكرية ويوديد الزئبق إضافة إلى بعض العوامل الكاوية.
وأظهرت النتائج أن استخدام الستيروئيدات القشرية مرتبط على نحو مهم إحصائيًّا بحدوث الإنتانات الجلدية الفطرية والجرب وتقيُّح الجلد والتشقُّقات والعدّ الشائع (حبُّ الشباب) والتهابات الجلد التماسيَّة.
ووجدت دراسة أخرى للأمراض الجلدية أيضًا نُشرت نتائجها عام 2010 متضمنة 945 مشارك أن قرابة ثلثي المشاركين 68.4% ظهر لديهم ردُّ فعل تحسُّسي واحد على الأقل لمكونات مستحضرات الرعاية اليومية والتجميل عند تطبيق اختبار البقعة الجلدي.
والآن؛ يا ترى ما ردُّ فعل بشرتنا على هذه المواد التجميلية التي نتحلَّى بها؟
هناك نوعان من ردود الفعل الجلدية للمستحضرات التجميلية:
أولًا: التهاب الجلد التماسي التخريشي؛ وهو اضطراب الجلد الأكثر شيوعًا والناتج عن استخدام المستحضرات التجميلية؛ إذ يعاني المريض حينها حكَّةً وطفحًا جلديًّا إضافة إلى الشعور بالحرق أو اللسع فقط عند تطبيق المنتَج التجميلي على الجلد. ثم إنه يمكن في الحالات الشديدة أن يتظاهر باحمرار وتورُّم وتقشُّر لاحق نازّ للجلد المصاب خاصة إذا خُدِش.
ثانيًا: التهاب الجلد التماسي الأرجي (التحسُّسي) الذي يحدث بوتيرة أقلّ من التهاب الجلد التماسي التخريشي، وينطوي في الواقع على طبيعة جهاز المناعة لديك؛ فالفرق هنا أنه قد لا يواجه المريض أية مشكلة مع المستحضر في البداية، ولكن يمكن أن يحدث ردُّ الفعل التحسُّسي بعد التعرض المتكرر لمادة المنتج، إضافة إلى احتمالية انتشار ثانوي للالتهاب خارج منطقة الإصابة الأولية إلى أي جزء من الجسم. وتتراوح الأعراض بين حكَّة واحمرار وتورُّم إلى احتمالية حدوث تقرُّحات متعددة.
ولكن قد يكون من الصعب التمييز بين نوعَي التفاعلات السابقَين، حتى إنه من الملاحَظ في بعض الحالات حدوث التفاعلين معًا كرد فعل على المستحضر المستخدم.
ومن الآفات الأخرى التي تُسبِّبها المستحضرات التجميلية نذكر: الحرارة الواخزة؛ وهي نوع من الطفح الحراري الذي يحدث نتيجة انسداد مسام الغدد العرقية لأسباب متعددة منها استخدام الزيوت والمراهم الجلدية التي تجعل الحرارة الواخزة أكثر احتمالًا وأبطأ شفاء؛ لذلك يُنصح المؤهبون للإصابة بها باستخدام الواقيات الشمسية الخالية من الزيوت والأقل إحداثًا للحساسية.
تتظاهر الحرارة الواخزة بنتوءات حُمَامية ورديَّة صغيرة قد تُسبِّب الحكَّة، وقد يكون لها إحساس شائك واخز. ويعدُّ الصدر والعنق والذراعان أكثر أماكن الإصابة شيوعًا، ولكنها تختفي في غضون ثلاثة أيام عند تطبيق العلاج المناسب.
تحدث الحرارة الوخزة على نحو أشيع في الجو الحار والرطب؛ لذلك يعدُّ الانتقال إلى مكان بارد وجاف هو الخطوة الأولى والأهم في التدبير، إضافة إلى تنظيف المنطقة المصابة.
وقد يحتاج المصاب إلى الكريمات (وليس المراهم) الحاوية على الستيروئيدات لعلاج الحكة أو تناول مضادات الهيستامين في الحالات الشديدة.
دعونا الآن نتعرف معًا بعض مستحضرات التجميل التي تُسبِّب التهاب الجلد التحسُّسي:
● صابون الحمام والشامبو.
● مضادات التعرُّق.
● المطهِّرات ومُنظِّفات البشرة.
● المرطِّبات (خاصة الحاوية على نسبة أكثر من 10٪ من أحماض الألفا هيدروكسي AHA).
● كريمات التجاعيد الحاوية على الريتينول Retin A.
● مستحضرات مكياج العيون.
● طلاء الأظافر (خاصة تلك الحاوية على الفورم ألدهيد).
● غراء الأظافر الحاوي على الميتاكريليت.
● أصباغ الشعر (يمكن أيضًا أن تُسبِّب تفاعلات جلدية، خصوصًا تلك الحاوية على مادة الفينيلينديامين وكبريات الأمونيوم المستخدمة لتفتيح الشعر).
● بعض أنواع كريمات الحماية من الشمس.
وغالبًا ما يقع اللوم في ذلك على العطور والمواد الحافظة. وحتى المنتجات التي تقول إنها غير معطرة يمكن أن يكون لها رائحة تستخدم لتغطية الروائح الكيميائية قد لا تشمّها، ولكنها موجودة وهي التي تُسبِّب الحساسية.
وللعلم أن أي منتج حاوٍ على الماء تقريبًا يجب أن يحتوي على بعض المواد الحافظة؛ والأكثر شيوعًا بينها هي البارابين وإيميدازولدينيل اليوريا وفينوكسي إيثانول والفورم الدهيد. وللأسف كلها مرتبطة بحدوث حساسية الجلد.
ماذاعليك فعله إذا لاحظت تهيُّج بشرتك من مستحضرات التجميل؟
إن أهم إجراء هو التوقف عن استخدام جميع المستحضرات التجميلية على الجلد المصاب على الفور؛ فقد يكون هذا كافيًا لإصلاح المشكلة، ومن ثم استشيري طبيبك ولا تطلبي العلاج من خبراء التجميل أو الأشخاص غير المؤهلين.
سوف يصف لك طبيبك مطهِّرًا لطيفًا وكريمًا أو مرهمًا موضعيًّا من الستيروئدات القشرية المنخفضة الفعالية (هيدركوتيروزن)، أو ستيروئيدًا فمويًّا في الحالات الشديدة إضافة إلى مضادات الهيستامين التي تُقلِّل من الحكة الشديدة.
والأهم من ذلك كله هو: كيف لكِ أن تتجنبي حدوث هذه التفاعلات الجلدية لمستحضرات التجميل والعناية اليومية؟
● ابحثي عن المنتجات التي تحتوي أقل المكونات التجميلية؛ إذ سوف يُقلِّل هذا من احتمال حدوث ردِّ الفعل.
● أَجري اختبار التحسس (اختبار البقعة) قبل استخدام أي منتج؛ وهو:
نضع كمية صغيرة من المنتج تحت الجلد وننتظر48 ساعة حتى 72 ساعة، فإذا تطور لديكِ احمرار أو تورُّم أو حكة؛ لا تستخدمي هذا المنتج.
●ضعي دائمًا العطر على ملابسك وليس على بشرتك.
● ابحثي عن المنتجات التي تحمل علامة (خالٍ من العطر) أو (دون عطر) للتأكد من عدم وجود عطر.
إن مجرد وجود تسمية (منخفض التأريج) أي قليل إحداث الحساسية أو (أُخضع لاختبار الحساسية) أو (غير مُخرِّش) على منتج ما؛ لا يعني أنه لن يكون مؤذيًا لبشرتك؛ فبعض الشركات تُجري الاختبارات حقًّا والبعض الآخر لا تفعل! إذ إنه حتى الآن لا توجد قواعد منظمة لوضع هذه التسميات على ملصقات المستحضرات.
● إذا كنتِ تعانين حساسيةً من جميع منتجات الحماية من الشمس؛ فاستشيري طبيبك عن أفضل طريقة للحماية من أشعة الشمس ولا تُجرِّبي المنتجات المختلفة من تلقاء نفسك.
وأخيرًا؛ فالجمال الطبيعي كامن في عمق بشرتك النضرة الصحية، وما المكياج إلا جمال اصطناعي يحمل كثيرًا من المخاطر الخفيَّة إن لم تُحسني استخدامه.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4-هنا
5- هنا