أمل جديد في علاج فقدان الذاكرة المرتبط بالشيخوخة والاكتئاب
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
تتعدد مسببات فقدان الذاكرة وتتعدد معها العلاجات الممكنة لها، وتعدّ كلٌ من إصابات (الرأس، السكتة الدماغية، الكحول، التبغ، المخدرات، الحرمان من النوم، نقص التغذية -خصوصًا عوز الفيتامينات B1 و -B12- الاكتئاب والتوتر) من أكثر مسببات فقدان الذاكرة شيوعًا.
وقد يكون علاج فقدان الذاكرة ممكنًا في كثير من الحالات، ويُعتمد غالبًا على نوع المسبب للحالة والمتغيرات المتعلقة به، كالتخلص من فقدان الذاكرة المسبب بالأدوية بتغيير الدواء المُسبب، أو علاج فقدان الذاكرة المتعلق بمرض ألزهايمر بأدوية خاصة.
يمكن أن تساعد الأدوية الخافضة لضغط الدم على الحد من تدهور تلف المخ المُسَبب بالخرف، المرتبط بارتفاع ضغط الدم، وتفيد المكملات الغذائية أيضًا في علاج فقدان الذاكرة الناجم عن نقص التغذية، وفي بعض الحالات قد تتحسن الذاكرة مع مرور الوقت، كما هو الحال في فقدان الذاكرة الناتج عن السكتة الدماغية.(1)
وفي خطوةٍ جديدةٍ وواعدةٍ؛ طُوِّرت جزيئات علاجية جديدة في مركز تورونتو للإدمان والصحة النفسية (CAMH) قد تكون الحل لعلاج فقدان الذاكرة المرتبط بالاكتئاب والشيخوخة.
هذه الجزيئات هي مواد كيميائية مُعدّلة ومشتقة من البنزوديازيبينات (وهي من فئة من الأدوية المضادة للقلق والأدوية المهدئة التي تعمل على تنشيط نظام المستقبل العصبي GABA، لكنها ليست انتقائية كثيرًا).
أشار العلماء إلى أن هذه الجزئيات لا تستطيع فقط تحسين الأعراض المرافقة لفقدان الذاكرة المرتبط بالاكتئاب والشيخوخة بسرعة، إنما تستطيع أيضًا -وبصورة ملحوظة- إصلاح اعتلال الدماغ المسبَب لفقدان الذاكرة.
احتاج الأمر إلى سلسلةً من الدراسات للوصول إلى هذه المرحلة. فقد حدد العلماء في البداية العيوب التي تصيب مستقبلات نظام الناقل العصبي GABA في الخلايا الدماغية، وأثبتوا أن هذه العيوب هي التي تسبب -على الأرجح- الأعراض المزاجية وأعراض تراجع الذاكرة في حالتي الاكتئاب والشيخوخة. تم طوروا تلك الجزئيات ابتداء من تعديل البنزوديازيبينات كيميائيًا، لترتبط تلك المستقبلات وتُفعّل من جديد. ما أدى إلى تحسين الأعراض تحسنًا ملحوظًا.
أُعطيت جرعة واحدة من هذه الجزيئات الجديدة لنماذج قبل سريرية لفقدانِ الذاكرةٍ المحرضٍ بالجهد، وبعد ثلاثين دقيقة، عاد أداء الذاكرة إلى المستويات الطبيعية.
وجُرِّبت تلك الجزئيات أيضًا على نماذج قبل سريرية للشيخوخة، فعُكِسَ تدهور الذاكرة بسرعة، وتحسن الأداء بنسبة 80 في المئة، ووصلت إلى المستويات التي تُشاهد عادة لدى الشباب أو في المراحل الأولى من البلوغ. واستمر هذا التحسن على مدى شهرين مع العلاج اليومي.
وقد أشار الباحثون إلى أمان هذه الجزئيات، فهي تدخل الدماغ وتنشط الخلايا المستهدفة وتعكس النقص المعرفي المرتبط بفقدان الذاكرة بطريقة آمنة، ويُتوقع أن تبدأ التجارب السريرية عليها خلال عامين.
تُعدّ هذه الدراسة الأمل الواعد لإيجاد حل لفقدان الذاكرة المرتبط بالاكتئاب أو الشيخوخة، فحتى الآن لا يوجد لدينا أدوية لعلاج مثل تلك الحالات، إضافة إلى التطبيقات المحتلمة الكثيرة في حال نجاحها، ليس فقط في علاج الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والشيخوخة، إنما أيضًا لتحسين وظائف الدماغ والحد من تراجع الذاكرة في حالات أخرى مثل ألزهايمر، ما قد يساهم في تأخير ظهوره.(2)
المصادر:
1. هنا
2. هنا