رحلة البحث عن مخبأ فيروس نقص المناعة المكتسب لدى البشر، الجزء الأول
البيولوجيا والتطوّر >>>> الأحياء الدقيقة
تحولت الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب HIV أو (Human Immunodeficiency Virus) بفضل العقاقير المضادة للفيروسات من حكم بالموت إلى حالة مزمنة عند الكثير من المصابين.
ونظرًا لأن الفيروس لا يغادر الجسم فعليًّا، فإنّه يعاود نشاطه بسرعة إذا توقف المريض عن تناول الدواء، لذلك يحاول العلماء الآن اكتشاف كيف يختبئ فيروس HIV وأين عندما تُظهر تحاليل الدم أن الحمولة الفيروسيّة عند المصاب منخفضة أو غير قابلة للكشف.
وقد كان مكان اختباء الفيروس لغزًا فيما مضى، لكن ذلك قد تغير حاليًا، إذ أعطت التقنيات الحديثة والقوية الباحثين نظرةً غير مسبوقة تخص كيفية انتقال الفيروس عبر أجسام الناس والحيوانات كاشفةً بذلك عن أماكن اختبائه مما أسهم بوضع أهداف محددة للعلاجات المستقبلية.
الفيروس العنيد:
يشكل فيروس HIV خصمًا عنيدًا وتحديًا حقيقيًا لأنه يندمج مع المادة الوراثيّة DNA للخلية المضيفة، وانطلاقًا من ذلك يجادل بعض العلماء بأن العلاج الحقيقي للإيدز سيتطلب إزالة كافة آثار مادة الفيروس الوراثية من الجسم بدلًا من مجرد منعه من غزو خلايا جديدة يضاعف نفسه فيها، بَيد أن الوصول إلى هذا الهدف يبدو غير ممكن، ولمزيدٍ من المعلومات عن ذلك راجع مقالنا السابق هنا.
محاولات السيطرة على الفيروس:
تقول Sara Gianella؛ الباحثة في الأمراض المُعدية في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو: "بدأنا ندرك أن التخلص من كل DNA الفيروس ليس أمرًا واقعيًّا تمامًا، وأفضل ما يمكن أن يأمله الباحثون هو أن يكون فيروس HIV كامنًا أو مثبطًا على نحوٍ دائم بعد العدوى"، وتضيف Gianella التي قدمت مؤخرًا اكتشافاتٍ جديدةً عن مخابئ فيروس HIV في اجتماعٍ نظّمه المعهد الأميركي الوطني للصحة National Institutes for Health) NIH): "على الرغم من أنّ مزيج مضادّات الفيروسات القهقريَّة المعروفة باسم Antiretroviral) ART) يمكن أن يثبط HIV في الخلايا المناعيَّة في الدّم؛ لكن النتيجة الأولى للدراسة التي أجرتها Gianella تؤكد أنَّ الفيروس يمكن أن يُخبئ نفسه في عشرات الأنسجة".
Image: المعهد الأمريكي الوطني للصحة (http://neuroscience.brown.edu/gpp/nihexperience/facilities)
تابعوا معنا الجزء الثاني غداً لنتعرّف كيف أسهم المرضى في الكشف عن مخابئ الفيروس، وعن التقنية التي استخدمها الباحثون في دراستهم.
المصدر: هنا