هل تظن أنَّك مولع بالرياضيات؟ إذن فأنت لا تعرف الأستاذ
كتاب >>>> روايات ومقالات
"إنَّ ذاكرتي تستمر مدة ثمانين دقيقة فحسب"، نجد هذه العبارة مكتوبة على قُصاصة من قُصاصات كثيرة مملوءة بالملاحظات ومثبتة على سترة الأستاذ المولع بالأرقام وتفسيراتها؛ إذ تعرَّض الأستاذ إلى حادث سير نتج عنه فقدان جزئي في ذاكرته وفقدانه وظيفته مدرسًّا للرياضيات في الجامعة أيضًا، وقد دفع هذا الحادث زوجة أخيه إلى البحث عن مدبرة منزل تهتم بشؤونه.
فقد تركت العمل عند الأستاذ تسع مدبرات منزل، والمدبرة العاشرة هي موضوع الرواية، فهل ستستطيع مدبرة المنزل العاشرة الاستمرار في العمل عند الأستاذ؟ وهل ستعرف كيفية التعامل مع حالة كحالة الأستاذ؟
يتجدد سؤال يوميًّا من الأستاذ لمدبرة المنزل "كم حجم حذائك؟"، وأسئلة أخرى عن أرقام أخرى تخصها؛ فهذه الأسئلة هي مدخل حديث الأستاذ وطريقة تعرُّفه إلى مدبرة المنزل حتى وجد طريقة أخرى، فماذا كانت؟
بعد أن فقد الأستاذ وظيفته، أصبح مصدر رزقه مساعدات زوجة أخيه، إضافةً إلى حلِّ المسابقات في مجلة متخصصة بالرياضيات، ولأنه نابغة؛ كان يفوز بها دومًا، ولكنَّه لم يكن سعيدًا بهذا الفوز؛ فقد كان يقول إنَّه ما دامت المسألة موجودة في المجلة، فهذا يعني أنَّ واضع هذه المسألة في المجلة قد توصَّل إلى حلِّها قبله، ويبدو ذلك غرورًا من الأستاذ، أليس كذلك؟ كلا، فهو على الرغم من معرفته العميقة في علم الرياضيات لا يجد حرجًا ولا يخاف من أن يقول: "لا أعرف"، وعندما يُسأل عن شيء لا يعرفه، فليس هناك خجل -في رأيه- من الاعتراف بأنَّه ليس لديه جواب.
ومن جهة أخرى، لم تكن حياة مدبرة المنزل سهلة؛ فهي أم لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وقد أطلق عليه الأستاذ اسم (روت) لأنَّ رأسه مسطَّحة وتشبه علامة الجذر التربيعي، وقد كانت الأم تترك روت على الدوام وحيدًا في المنزل أوقاتًا طويلة بسبب متطلبات عملها؛ إذ أنجبته وهي في الثامنة عشر من العمر وكانت هي العائل الوحيد للطفل، وفي المقابل، كان طفلها يواسيها عندما تعود من العمل باكية بسبب اتهامها بالسرقة أو أنَّها غير كفؤة للعمل، إضافة إلى غلظة أصحاب المنزل في التعامل معها.
وقد تربَّت هي نفسها دون أب وأصبحت مدبرة منزل؛ لأنَّها كانت تعتني بالبيت بدلًا من والدتها منذ أن كانت طفلة صغيرة؛ فكان هذا هو العمل الذي تجيده.
وكان الانتقال في السرد بين يوميات مدبرة المنزل عند الأستاذ وبين ماضيها سلسًا وغير معقد.
وعلى الرغم من أنَّ الرواية مملوءة بالمعادلات والمسائل الرياضية، فقد جاءت ممتعة وشيقة حتى لمن لا يحب الرياضيات ولا يفهمها.
إنَّ الرواية مكوَّنة من 11 فصل، وتُعدُّ ترجمة "خضر علي سويد" ترجمة جيدة من اللغة الإنجليزية (ليست ترجمة مباشرة من اللغة اليابانية)، وقد اختار المترجم هذه الرواية لأنَّها تتحدث عن قصة حب غير مألوفة؛ حب الأعداد والمعادلات والمبرهنات الرياضية، فعندما يتحدث الأستاذ عن فرع الرياضيات الذي كان يدرِّسه، كان يُطلِق عليها "ملكة الرياضيات"، ويقول عنها «إنها نبيلة وجميلة مثل الملكة ولكنَّها قاسية كالعفريت»، ولكن هل كانت لدى الأستاذ اهتمامات أخرى؟ سندعكم تكتشفون ذلك بأنفسكم وتخبرونا برأيكم في الرواية.
معلومات الكتاب:
اسم الكتاب: مدبرة المنزل والأستاذ.
اسم الكاتبة: يوكو أوكاوا.
اسم المترجم: خضر علي سويد.
عدد الصفحات: 214 صفحة.
دار النشر: الرافدين.