فنون القتال والدفاع عن النفس - الجزء الثاني
منوعات علمية >>>> ألعاب رياضية
يُختبَر ويُقيَّم مُمارِس الفنون القتالية عادةً عند انتسابه لأحد الأنظمة الرياضية القتالية؛ إذ يخضع للفحص والاختبار العملي للتقدم إلى مستوى أعلى، ويمكن تحديد درجة الممارس بعد انتهاء الفحص عن طريق لون الحزام مثلاً، ويختلف نوع الاختبار باختلاف نوع الاتصال الجسدي في أثناء القتال.
هناك أشكال عديدة للاتصال الجسدي في المبارزات وذلك من حيث قواعد معينة لكل نمط قتالي، وتتبع بعض الرياضات مزيجاً من القواعد وتُسمَّى في تلك الحالة رياضات القتال المختلطة.
ويمكن تقسيم أشكال القتال والاتصال الجسدي إلى:
1- الاتصال الجسدي الخفيف أو المتوسط:
يُحدِّد هذا النمط من القتال مقدار قوة اللكمات والركلات وأماكنها التي تُستخدم ضدَّ الخصم؛ إذ يسمح في حالة الاتصال الجسدي الخفيف بالتلامس البسيط ولكن يجب سحب اللكمات بسرعة قبل حدوث أي اتصال جسدي. أما في حالة الاتصال الجسدي المتوسط لا يُشتَرَطُ سحبُ اللكمات وإنَّما يجب التحكم بقوة الضربات ولا يجب الضغط كثيراً؛ إذ يكون مقدار قوة اللكمات مقيد.
إنَّ الهدف من الاتصال الجسدي الخفيف أو المتوسط هو التركيز والقدرة على الانضباط والتحكم بمقدار القوة التي تُوجَّه إلى الخصم، ويستخدَم نظامُ النقاط في المبارزات؛ إذ تُوجد لجنة قضاة تحسب نقاط اللكم والركل ويراقب الحَكَمُ الأخطاءَ التي قد تحدث كما هو الحال في رياضة الملاكمة.
قد تُحظَرُ تقنيات معينة وتُحدد الأماكن الجسدية التي يُمنع توجيه اللكمات إليها مثل الوجه، وقد يُطلب من المبارزين ارتداء معدات حماية لرؤوسهم أو صدورهم أو أقدامهم...، ويُستخدم غالباً الاتصال الجسدي الخفيف والمتوسط لتدريب الأطفال أو المبتدئين غير الجاهزين لرياضات الاتصال الجسدي الكامل.
2- الاتصال الجسدي الكامل:
يختلف كُلياً عن الاتصال الجسدي الخفيف والمتوسط؛ إذ لا تُسحب اللكمات والركلات الموجهة إلى الخصم، وتُوجه بأكبر قوة يُقدر عليها، وعادةً لا تُستخدم معدات الحماية أو قد تُستخدم على نحوٍ خفيف.
تنتهي المنافسة في مباريات الاتصال الجسدي الكامل إما باستسلام الخصم وإما بالطرد من المباراة، وقد يُستخدم نظام النقاط في حال لم يستسلم أحد المنافسين ولم يكن هناك فائز واضح في المباراة كما في UFC 1، ولذلك تكون مباريات الاتصال الجسدي الكامل أكثر عدوانية من مباريات الاتصال الجسدي الخفيف والمتوسط.
ومع ذلك يجب الالتزام ببعض القواعد المفروضة على اللاعبين مثل ارتداء القفازات وعدم توجيه الضربات إلى مناطق معينة من الجسم كمؤخرة الرأس، وتَستخدم نوادي الفنون القتالية المختلطة مثل (UCF - Shooto - Pancrase) ورياضات الكيك بوكسينغ والكاراتيه K-1 قواعد نمط الاتصال الجسدي الكامل.
أما مباريات رياضة الجودو والجيو الجيتسو البرازيلية التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق، على الرغم من اتباعها نمط الاتصال الجسدي الكامل لكنه يُمنع ضرب المنافس ويُسمح باستخدام كامل القوة في جولات المصارعة.
يعتقد بعض الممارسين أنَّ المبارزات الخاضعة للقواعد والقوانين -سواء في نمط الاتصال الجسدي الخفيف والمتوسط أم الاتصال الجسدي الكامل- تعيقُ من فعالية القدرات القتالية ويفضلون المشاركة في الرياضات الخالية من القوانين أو التي تكون خاضعة لقواعد بسيطة، مدَّعين بأنَّ المنافسات المُقيدة بالقوانين تُركز على الفوز بالبطولات أكثر من تركيزها على خلق شخصية قتالية قوية. ولكن من الجيد اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة للقتال؛ فإن وجود الحكم والطبيب في أثناء مبارزة القتال يعدُّ مقياساً مناسباً لقدرة اللاعب على الهجوم والدفاع.
ويخضعُ ممارسو رياضة الكيك بوكسينغ والجيو جيتسو البرازيلية وبعض الفنون القتالية الأخرى للتدريبات قبل خوض المباراة؛ الأمر الذي ترفضه الفنون القتالية الأخرى مثل الآيكيدو ووينغ تشون، وتعتقد أنَّ المنافسة المباشرة دون الخضوع للتدريبات تزيدُ من كفاءة اللاعب وتُولِّد شعور الروح الرياضية.
ظهرت رياضات الفنون القتالية الحديثة التي تعتمد على حركات الرقص وتقنياته؛ إذ يُنفِّذُ اللاعب حركات راقصة بهدف خداع منافسه في أثناء المبارزة، أو يتبع أسلوب حركات الكاتا Kata أو الأكا Aka.
الفنون القتالية في المجالات العسكرية:
استعانت القوات العسكرية ببعض مفاهيم الفنون القتالية واستخدمتها في التدريبات العسكرية الحديثة، مثل التركيز في إطلاق النارعلى نقاط معينة بأسلوب مشابه للفن القتالي الآيكيدو الذي كان يُمارس باستخدام السيف.
وفي أثناء فترة الحرب العالمية الثانية دُرِّست رياضة الجوجوتسو القتالية للقوات الأمريكية والكندية وفي الولايات المتحدة الأمريكية عامةً، ووُضِع كتاب "اقتل أو ستُقتل" للكولونيل ريكس أبليغيت Rex Applegate الذي أصبح منهجاً للتدريب العسكري بأساليب القتال اليدوي، وسُمِّي هذا الفن القتالي ديفندو Defendu.
طُوِّرت أساليب القتال والدفاع عن النفس إلى مناهج تدريبية عسكرية مثل:
وما تزال بعض الأساليب القتالية القديمة تؤثر في أساليب التدريب العسكري في يومنا هذا.
المصادر:
هنا
هنا