يعد التذوق من حواس الطفل الأولى المُفعَّلة، فنراهم ما إن يطالوا شيئاً بأيديهم؛ يدفعهم فضولهم لتذوقه، وربما تحظى الأدوية بحصة الأسد ضمن المواد المثيرة للفضول والخطرة أيضاً؛ إذ تستقبل غرف الطوارئ 60 ألف طفل سنوياً بسبب تناولهم أدوية في غياب الراشدين.

في مقالنا الآتي؛ سوف نذكر الإجراءات اللازمة لحماية أطفالنا من الاستخدام الخطر للأدوية، وسنقدم طرائق مختلفة للتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية أو غير المستخدمة.

ما الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية الطفل من تناول الأدوية تناولاً خاطئاً ؟

1. وضع الأدوية في مكان بعيد عن متناول الأطفال ونظرهم، بحيّزٍ يكون مناسباً لحفظ الأدوية جميعها، ويشترط فيه ألا يستطيع سوى الراشدين الوصول إليه.
2. إعادة الدواء إلى مكانه بعد كل استخدام، حتى لو كان مجرد فيتامينات أو دواء للأطفال، ولا تستثنى من ذلك الأدوية التي تعطى بجرعات متقاربة؛ كل ساعتين مثلاً.
3. التأكد من إغلاق زجاجات الأدوية -السائلة منها أو حناجر الأقراص- ثم إعادتها إلى مكان التخزين الأساسي.
4. الشرح للأطفال في عمر مناسب عن الأدوية وخطورتها، وتجنب إقناعهم بتناولها عن طريق محاولة تشبيهها بالحلوى.
5. تنبيه الزوّار والضيوف إلى أهمية إبعاد حقائبهم أو أغراضهم الشخصية التي قد تحتوي أدويةً يُمكن الوصول إليها بسهولة.
6. الاتصال بالإسعاف في حالات الطوارئ.

ما الواجب فعله في حال تناول الطفل الدواء تناولاً خاطئاً؟

في حال تسمم الطفل بأية مادة دوائية؛ يفضل اتباع عدة خطوات لتخفيف الضرر إلى حين وصول الإسعاف، بدايةً يجب إبعاد الدواء عن الطفل، وإذا لوحظت بقايا للدواء في فمه يُحرَّض على بصقها أو تُخرَج بالإصبع، ولا ينصح بتحريض الإقياء بل يُنتظر وصول المسعفين والأطباء لأخذ التدابير العلاجية كافة.

في حال تكوّم الأدوية في المنزل كيف تتخلص من بعضها لإتاحة مكانٍ للجديد منها؟

يوجد برنامج للتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية أو غير المستخدمة في بعض الدول يدعى "برنامج استرجاع الأدوية"، إذ تُقدَّم الأدوية المنتهية الصلاحية أو غير المستخدمة للصيادلة الذّين يتلفونها بعد ذلك وفق البرنامج.

أما بالنسبة إلى الدول التي لا تدعم هذا البرنامج، فتوجد طرائق عدة للتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية بطريقة صحيحة وآمنة وفي المنزل أيضاً، ونقدم بعض هذه الطرائق:

1)      رمي الأدوية في مياه الصرف الصحي عن طريق المرحاض، ولكن لا يمكن التخلص من الأدوية جميعها بهذه الطريق؛ فمنها ما قد يؤثر في أنابيب الصرف الصحي ويتسرب إلى المياه السطحية.

ونذكر من المواد القابلة للإتلاف في مياه الصرف الصحي الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) والديازيبام والمورفين وغيرها (يمكنك الاطلاع على قائمة بأسماء المواد من هنا)

2)     رمي الأدوية في حاويات القمامة المنزلية بعد معالجتها بطريقة معينة، ومن فوائد هذه الطريقة أنها تناسب معظم أنواع الأدوية؛ كالحبوب والكبسولات والسوائل، إذ تُخرَج الأدوية من علبها وتُخلط بالقمامة المنزلية مثل فضلات الحيوانات أو بقايا القهوة وما إلى ذلك، مما يجعل الأدوية غير قابلة للتناول فيما لو عُثر عليها في القمامة، بعد ذلك يُوضع الخليط السابق في علبة مقفلة أو كيس بلاستيكي مغلق لمنع نفاذ السوائل أو ذوبان الحبوب، ثم تُرمى في القمامة مع التأكد من إزالة أية معلومات شخصية أو تعليمات استخدام من علب الأدوية.

ويجب التنبيه إلى أن لبعض المواد والأشكال الصيدلانية تعليمات خاصة للتخلص منها نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

·         لصاقات الفنتانيل: وهي من المواد المخدرة القوية التي تعطي تأثيراً قوياً مسكناً للألم باستخدامها عن طريق الجلد، ويبقى أثر الدواء في اللصاقة حتى  بعد إزالتها؛ لذلك فإن لها تعليمات إتلاف خاصة تهدف إلى منع بلوغ جرعة زائدة وتجنب الاستعمال غير المقصود أو غير القانوني، لذلك يُطلب التخلص من اللصاقات المستعملة وغير المستعملة عن طريق مياه الصرف الصحي حصراً.

·         البخاخات الخاصة بمشاكل التنفس ومرضى الربو والانسداد الرئوي المزمن: يجب قراءة التعليمات المكتوبة على البخاخات، والاستعانة بفرق النفايات وإعادة التدوير لتفادي خطر تعرُّض البخاخات إلى الانثقاب أو الاحتراق.

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا