غرفة دمشقية في متحف المتروبوليتان
التاريخ وعلم الآثار >>>> قطعة متحفية
اسم السلسلة: قطعة متحفية تَشتهر غرفة الاستقبال الشتوية بتصميمها الدمشقي النموذجي وطابَعها العثماني الاستثنائي الذي طغى على البيوت الدمشقية القديمة أواخر الحكم العثماني*. المصادر : 1- هنا
العنوان : غرفة دمشقية في متحف الميتروبوليتان
التاريخ: تعود إلى 1119 هـ. 1707 م
الخامة : خشب (الحور) مع نقش الجيسو* وأوراق من الذهب والقصدير والزجاج والطلاء.
أنواع الخشب (خشب السرو، الحور، التوت) والصدف والرخام وغيرها من الأحجار والجص مع الزجاج وبلاط السيراميك الجبس والحديد والنحاس.
الأبعاد: الارتفاع 671.6 سم × العرض 509.2 سم، من المدخل الأمامي الداخلي إلى الجدار الخلفي 804.2 سم.
المقال :
وعندما نتأمل تفاصيل هذه الغرفة وتصميمها والديكورات الداخلية نلمس بها الروح الشرقية، وإذا تفحصنا مساحة هذه الغرفة إلى جانب الديكور الأنيق نكتشف أنها كانت جزءًا من منزل عائلة ثرية ومهمة في ذلك الوقت؛ في حين تُفصح لنا النقوش الشعرية التي تتزين بها جدران الغرفة أن مالك هذا المنزل كان مسلمًا متدينًا أو سليل أسرة الرسول محمد.
تنقسم الغرفة الدمشقية إلى منطقتين: المنطقة الأولى مرتفعة وهي منطقة الجلوس (المربَّع)، والمنطقة الثانية؛ هي غرفة صغيرة (العتبة) التي تدخل لها عن طريق مدخل صغير من فناء الدار.
وجدير بالذكر أن المكان المفتوح للزوار من أجل رؤية الغرفة كان بالأصل جدارًا يحتوي على خزانة وقد رُكِّبت أبواب تلك الخزائن في الممر المؤدي إلى الغرفة.
حرَص أصحاب المنازل الدمشقية الأثرياء على إدخال تجديدات وتغييرات دوريَّةٍ مواكَبةً لصيحات الموضة والحداثة؛ لذلك من النادر أن نجد بيتًا في دمشق القديمة يعود بناؤه إلى فترة واحدة؛ فعلى الرغم من أن النقش الموجود على الأعمال الخشبية في هذه الغرفة يرجع إلى سنة 1707م، فقد أُجريت العديد من التعديلات على الغرفة خلال القرون الثلاثة اللاحقة.
صُنعت زخرفة الأعمال الخشبية من الجيسو المغطاة بورق الذهب وأوراق القصدير الملونة البراقة. تُعرف هذه التقنية الفنية باسم (العجمي)* وهي نسيج غني مع أسطح متنوعة تستجيب للتغيرات الضوئية.
كانت لوحة زينة العجمي غنية بألوانٍ أكثر تنوعًا مما تبدو عليه اليوم؛ لكن طلاء الأسطح الدوري بطبقة من الورنيش بوصفه شكل من أشكال الحفظ والصيانة أدى إلى اختفاء وهج الأسطح الملونة في الغرفة الدمشقية المزينة بأربعين مَقطعًا شعريًّا.
الهوامش :
*سيطر العثمانيون في القرن السابع عشر الميلادي بإحكام على بلاد الشام (التي تضم الدول الحديثة الآن سورية وفلسطين والأردن ولبنان) بسبب طرق الحج المهمة وقاعدة الضرائب الغنية، ويشير عدد الكرفانات والأسواق التي بنيت في ذلك الوقت إلى أهمية منطقة بلاد الشام في التجارة بين المناطق الخاضعة للإمبراطورية العثمانية.
هنا
*الجيسو Gesso:
الجيسو كلمة إيطالية الأصل وهي تعني ("الجبس" أو "الطباشير") أي الطلاء الأبيض السائل، و يتكون من مادة الجص أو الطباشير أو الجبس أو غيرها من المواد البيضاء الممزوجة مع الغراء، وتُستخدم على الأسطح الملساء مثل؛ الألواح الخشبية أو الجص أو الحجر أو قماش القنب من أجل توفير أرضية مناسبة أو يستخدم لتذهيب الأثاث والطلاء المنحوت وإطارات الصور.
هنا
*فن العجمي 'Ajami :
كانت تقنية الألواح الخشبية المطلية
مورست تقنية الألواح الخشبية المطلية التي تعرف بالفن العجمي في القرن السابع عشر حتى أواخر القرن الثامن عشر خاصة خلال الفترة العثمانية، ويستخدم الفن العجمي لوصف تقنية لوحة الحائط الخشبية المطلية في الديكور الداخلي، وقد أصبح الديكور العجمي بارزًا للغاية في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية، وتطور تطورًا كبيرًا في سورية، ولهذا له جذور عميقة وقديمة فيها، ويُعدُّ الديكور العجمي أساسيًّا في الزينة الداخلية للمنازل والقصور السورية؛ خاصة العائدة منها إلى خلال و أواخر القرن الثامن عشر.
هنا