رهاب خلل البِنية body dysmorphia
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
يملك معظمنا شيئًا لا يعجبه بمظهره؛ أنف معقوف، أو ابتسامة غير منتظمة، أو عينان كبيرتان أو صغيرتان جدًّا. وعلى الرغم من أننا قد نقلق من عيوبنا؛ لكنها لا تتعارض مع حياتنا اليومية.
إنّ الأشخاص المصابين برهاب خلل البنية يفكرون في عيوبهم الحقيقية أو الحسية ساعاتٍ كل يوم، ولا يستطيعون التحكم بأفكارهم السلبية ولا يصدّقون الأشخاص الذين يخبرونهم أنّ مظهرهم حسن.
وقد تسبب أفكارهم قلقًا انفعاليًّا قاسيًا وتؤثر في أشغالهم اليومية، وقد يفوّتون العمل أو المدرسة أو يتجنبون المواقف الاجتماعية ويعزلون أنفسهم -حتى عن العائلة والأصدقاء- لأنهم يخافون أن يلاحظ الآخرون عيوبهم.
فضلًا عن ذلك، قد لا يعجب المصابون برهاب خلل البنية أيَّ جزء من جسدهم، وقد يجدون أخطاءً في شعرهم أو جلدهم أو أنفهم أو صدرهم أو بطنهم. وفي الحقيقة، قد لا تكون عيوبهم المحسوسة إلا عيبًا طفيفًا أو غير موجود، ولكن؛ يكون النقص خطيرًا وبارزًا في نظر الشخص المصاب باضطراب تشوه الجسد، وغالبًا ما يسبب قلقًا انفعاليًّا قاسيًا وصعوبات في الأشغال اليومية.
ويتطور رهاب خلل البنية لدى اليافعين والمراهقين غالبًا، وقد أظهرت الأبحاث أنّه يصيب النساء والرجال على نحو متساوٍ تقريبًا.
الأعراض أو العلامات:
قد يمارس المصابون برهاب خلل البنية نوعًا من السلوك القهري المتكرر لمحاولة إخفاء عيوبهم أو تأكيدها، ونذكر من هذه السلوكيات التي عادةً ما تعطي راحة مؤقتة فقط:
كذلك يتدنّى احترامُ الذات غالبًا لدى الذين يعانون رهاب خلل البنية؛ فربما هم خجولون من الآخرين ويتجنبون المواقف الاجتماعية، وربما يبحثون عن الاطمئنان الطبي حيال سمات جسدية معينة تكون غير ملاحظة من قبل الآخرين غالبًا.
الأسباب:
إنّ سبب رهاب خلل البنية ليس معروفًا بالضبط، فهو كباقي الأمراض العقلية قد ينتج من مجموعة أسباب مثل:
العلاجات التجميلية:
إن البصيرة ضعيفة في العموم، وغالبًا ما يطلب المرضى علاجات تجميلية وجراحية ليصححوا عيوبهم التخيلية بفوائد مبدئية انتقالية أحيانًا، ولكن دون أن يحصلوا على تأثير إيجابي مُخفف على المدى الطويل، ومن الممكن أن تزيدَ انشغال تفكيرهم أيضًا.
العلاج:
ليس هناك علاجات غير دوائية تحدد احتياجاتك العاطفية كما يفعل كلامك وسلوكك وعلاقاتك والبيئة، ويتضمن هذا التحدث مع مدرب محترف يستخدم تقنيات بحثية سريرية.
وقد افترضت دراسات متعددة أنّ مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية وطرائق العلاج السلوكي المعرفي المختلفة هي علاجات فعالة في الخط الأول في تقليل شدة الاضطراب وتخفيف الأعراض الاكتئابية واستعادة البصيرة وتحسين نوعية الحياة. كذلك يُوصَى باستخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية عالية الجرعة مدة 12 أسبوع -على الأقل- في الحالات الأكثر خطورة.
وربما قد يمنعك الخجل والإحراج بسبب مظهرك من البحث عن علاج، ولكن؛ إذا كان لديك أي من الأعراض أو العلامات فيفضَّل أن تراجع طبيبًا أو مرشدًا نفسيًّا؛ إذ لا يتحسن رهاب خلل البنية بمفرده في العادة.
وإذا لم يُعالَج هذا الرهاب فقد يصبح أسوأ مع مرور الوقت وسيقود إلى اكتئاب حاد وقلق وفواتير طبية ممتدة، في حين قد يصل الأمر أحيانًا إلى سلوك وأفكار ترتبط بالانتحار.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا