هل تتجاذب الأضداد في الحب؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
هل للحب مساحة في علومنا ؟ بالطبع !
( 2 ) : الأضداد تتجاذب في الحب ؟
هل فكرت يوماً ما هي الصفات المناسبة لك في شريك حياتك ؟ أشك أنك لم تفعل ...
مؤكد أنك سمعت بالأسطورة التي تقول " الأضداد تتجاذب " .. وهنا لا أستطيع إلا أن أتخيل نفسي نصف مغناطيس ، أتجول باحثة عن نصفي الآخر الذي سوف يصطدم بي فجأة بفعل قوة الجذب ...!
ومن منا لم يغرم بأحد أفلام قصص الحب الهولوودية التي يلعب فيها القدر لعبة غريبة ، يلتقي فيها اثنان في صدفة أغرب ، ليس بينهما أي عامل مشترك ويقعان في الحب ، كقصة الفيلم الذي أعشقه (maid in manhattan) حيث يقع السيناتور ( رالف مايلز ) في حب خادمة ( جنيفر لوبيز ) تعمل في الفندق الذي يقيم فيه ، وكقصص الأطفال العالمية سندريللا أو الجميلة والوحش أو أحدب نوتردام ومن منا لا يعرفها.
الكاتب (Tim lahaye) في كتابه ( opposites attract ) قال :
" شخصان بنفس الطباع لا يتزوجان نهائياً ، لماذا ؟! .. لأنه عندما تكون المزاجية تنافرية لا تنجذب لبعضها " وعدنا إلى مشهد المغناطيسات !
ومن موقع التواصل الإجتماعي ( soulmatch ) كتب (ph.D states _ Harville Hendrix ) " من تجربتي وملاحظتي اكتشفت أن المتناقضين فقط .. يتجاذبون "
فكما تقول الأسطورة بأن البشر يبحثون عمن يكملهم ولكن ...
في علم النفسي الشعبي بعض الأمثال التي تتطابق مع هذه الأسطورة والبعض الذي يعاكسها ، ومؤك أيضاً أنك سمعت بالمثل الذي يقول " إن الطيور على أشكالها تقع "
من سوء حظ (dr.hendrix) أشارت أدلة بحثية إلى وجوب عكس الأسطورة ، حيث أنه عندما يتعلق الموضوع بالعلاقات الشخصية " الأضداد لا تتجاذب "
واعتمدت مبدأ ال (homophily) ( وهو مصطلح يدل على نزوع الناس المتماثلة لجذب بعضها البعض ) أكثر من مبدأ نزوعنا إلى من يكملنا .
وكمثال :
الأشخاص ذوي الشخصيات الطموحة صعبة الخضوع والواعية لأهمية الوقت والعدائية ، يفضلون مواعدة الشخصيات المماثلة لهم .
(Caspi & Herbener Lazarus 2001) وقال" التشابه في سمات الشخصية ليست مجرد مؤشر جيد للإنجذاب الأول ، كما أنها مؤشر جيد للإستقرار والسعادة الزوجية "
يعني مثلاً إذا حضرتك كنت شخص فوضوي ومستهتر بشكل غريب ما تروح تدور على وحدة ياي وكلاس ، خود وحدة متلك مشان تتحملوا بعض :P
وقال البعض أيضاً أن ذوي الشخصيات المتعاكسة ليسوا فقط ( لا يتجاذبون ) بل يتصادمون أيضاً . وعلى سبيل المثال :
طلب عالما لأحياء (Peter Buston & Stephen Emlen 2003 ) من 978 مشاركاً ترتيب 10 خصائص يتمنونها في شريك حياتهم بحسب الأهمية ، كالغنى والطموح والإخلاص والنمط الأبوة والأمومة ، والجاذبية الجسدية . ثم طلبوا من المشاركين ذاتهم ترتيب أنفسهم بالخصائص العشرة ذاتها
فكان أن ارتبطت وتماثلت التصنيفات الأولى مع الثانية بشكل كبير ، وبالأخص عند الإناث أكثر من الذكور ، وما زال السبب في الفوارق بين الجنسين غير واضح .
ولكننا لا نستطيع اعتماد نتائج بحث ( Buston & Emlen ) لأن ما يقول الناس أنهم يريدونه ، ليس متطابقاً مع ما هم حقاً يريدونه ، فالبشر غالباً منحازون في وصف أنفسهم .
وعلاوة على ذلك ما يقول الناس أنهم يريدونه في الشريك المحتمل لا يمكِّنُنا دائماً من التنبؤ بما يثير انجذابهم الأول تجاه الآخرين ( يعني مثلاً بجوز تقولوا بدي شريك حياة فائق الجمال .. وتوقعوا بغرام شخص أقل من عادي .. أو تطلبوا شريك حياة على مستوى عالي من الثقافة .. وتعشقوا شخص عقلاته على قدو ) =D
( وبعد أن وقع العديد منا في حب شخص ظننا أنه لا يناسبنا ) ما تزال نتائج (Buston & Emlen) تتوافق بشكل جيد مع قدر كبير من البحوث الأخرى ، وهي أننا عندما نبحث عن شريك الحياة ، نبحث عن من يطابق قيمنا وشخصياتنا
إذن ... كيف نشأت أسطورة الأضداد ؟!
نستطيع أن نخمن ثلاث أسباب :
أولاً: هذه الأسطورة تشكل مادة دسمة للأفلام الهولوودية ، والبرامج التلفزيونية ، والروايات ، فنحن ننجذب إلى قصص الحب الخرافية الغير معقولة ، وتحرك حواسنا الأفكار الغريبة ، التي يلتقي فيها شخصان من عالمين مختلفين إن كان ثقافياً أو جسدياً أو مادياً أو اجتماعياً، أكثر مما ننجذب إلى القصص العادية التي يتماثل فيها الشريكان .
ثانياً : نحن دائماً توَّاقون إلى الشخص الذي يكملنا ويعوِّض نقاط ضعفنا .
ثالثاً : وأخيراً .. هناك بعض الحقيقة في أسطورة " الأضداد تتجاذب " هو أن بعض الإختلاف بين الشريكين يمكن أن يؤجج العلاقة
فالحياة مع شخص يوافقك على كل شيء ويستخدم نفس طرق تفكيرك ربما تكون مريحة ولكن مملة أيضاً وروتينية !
بس للأسف لهلأ ما حدا عملنا بحث عن فرضية " الأشخاص المتماثلون الذين يختلقون ببعض النقاط يتجاذبون "
ومن هون ليبحثولنا بالموضوع ، الأفضل لإلك تبحث عن شريك حياة يماثلك ...
والأفضل وأفضل إنك تشارك غيرك هالمعلومة أحسن ما يتمشى بالشارع متل المغناطيس عم يدور على نصه المعاكس :P
المصدر :
• 50 Great Myths of Popular Psychology (book) هنا