تغزو الإصابات الأخلاقية مجتمع الأطباء
علم النفس >>>> الصحة النفسية
أَثَّر التعامل مع مشاعر الفزع والعجز وعدم القدرة في حل المعضلات الأخلاقية المحبطة بطريقة إيجابية، تعتدي على عواطف الشخص ونفسيَّته، وقد وصف البعض هذا الأثر أنه "إصابة أخلاقية" تُلحَق بالأطباء.(١)
ما هي الإصابات الأخلاقية؟
هي الضرر الذي يلحق بضمير الفرد عندما يرتكب أو يشهد أو يفشل في منع الأفعال التي تنتهك معتقداته أو قيمه أو قواعد السلوك الأخلاقية الخاصة به.(٢) فتسبب الأحداث إصابة أخلاقية إن كانت تنتهك المعتقدات الأخلاقية وتوقعات الفرد المتمسك بها بشدة.(٣)
نشأ مفهوم الإصابة الأخلاقية قديمًا وذلك بدءًا بالحروب والمواقف العسكرية؛ إذ يختبر الجنود تأثير الإصابات الأخلاقية ببساطة عندما يشهدوا أو يؤدوا -مُكْرَهِيْن- أفعالًا تنتهك معتقداتهم وتوقعاتهم الأخلاقية مما يلحق ضررًا ببوصلة الفرد الأخلاقية.(١)
أما فيما يتعلق بالإصابة الأخلاقية لدى الأطباء، فقد وصف الأطباء في تقرير للميدسكيب "Medscape" عن المصاعب الأخلاقية للمهنة وعن أقسى المعضلات الأخلاقية التي يتعرضون لها التي شملت: عدم القدرة على تخفيف ألم المريض أو معاناته بسبب سيطرة الأسرة وأهدافها التي لا تكون نبيلة -دائمًا- (مثل التوريث)، عدم القدرة على مساعدة المرضى الذين يطلبون الموت بسبب شدة ألمهم، عدم القدرة على إنقاذ طفل بسبب رغبة الوالدين بتجربة علاجهم "الخاص"، ومراقبة وفاة أحد المرضى لرفضه إجراء عملية نقل دم عند الحاجة.(١)
نظرًا إلى أن عديدًا من المعضلات لها عواقب تتعلق بالحياة والموت، فهي قرارات خطيرة للغاية تؤثر في الأطباء بصفتهم محترفين وبصفتهم أشخاصًا أيضًا فيخلق قدرًا كبيرًا من التوتر. فيتحمل الأطباء مسؤولية بالغة الأهمية لوضع المصالح الصحية للمرضى أولًا.(١)
حتى أن المعضلات الأخلاقية الطبية تصبح أكثر صرامة لأن -غالبًا- ما تكون هناك قلة بالإجابات التي تحتمل فقط الصح أو الخطأ. ففي بعض الأحيان يستغرق الأطباء بعض الوقت ليعتادوا على حقيقة أنّ تعدد المتغيرات يجعل المواقف أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في مرحلة التعليم الجامعي. فعندما تتعلم الطب، يكون هناك مسار واضح للغاية؛ فتجد لكل مرض علاجه. ولكن قد لا يكون هناك مسار واضح في العالم الطبي الحقيقي حيث لن يكون هناك أي إجابة أو نادرًا ما توجد إجابة تسعد الجميع.(١)
ما هي آثار الإصابة الأخلاقية؟
المظاهر العاطفية تتضمن:
المظاهر السلوكية تتضمن:
أخيرًا؛ نقول إن الأطباء بحاجة إلى مزيد من التعليم والتدريب في اتخاذ القرارات الأخلاقية. فحتى في دورات الأخلاقيات، لا يمكن للطبيب تعلم كل ما يحتاج إلى معرفته؛ لذلك فعديد من المنظمات المتخصصة الطبية -بما في ذلك الجمعية الأمريكية للطب النفسي- لديها لجنة أخلاقية إذ يمكن للأعضاء الاتصال للحصول على إرشادات من اللجنة فيما يتعلق بالأسئلة الأخلاقية، إضافة إلى أن تعليم الأخلاقيات أصبح مطلبًا في كلية الطب وفي التدريب الطبي للدراسات العليا. وتشترط عديد من الدول التدريب على الأخلاقيات للحصول على ترخيص مزاولة المهنة.(٢)
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا