المصادقة على الدواء الأول على الإطلاق لعلاج سرطانٍ من نوعٍ نادر
الكيمياء والصيدلة >>>> تراخيص جديدة
يصيب سرطان الخلايا التغصنية الأرومية البلازماوية الشكل blastic plasmacytoid dendritic cell neoplasm (BPDCN) كلاً من نِقي العظم والدم مما يؤثر في أعضاءٍ متعددة شاملًا بذلك الغدد الليمفاوية والجلد. وغالباً ما يظهرعلى شكل لوكيميا (ابيضاض الدم) أو يتطور إلى ابيضاض دم حاد.
ولا يوجد تقدير جيد لإمكانية حدوث المرض لكن يُقدَّر أنه يُشكل أقل من 1٪ من جميع الأورام الخبيثة الدموية، وأقل من 1٪ من مجمل الأورام اللمفاوية الجلدية الأولية.
وتتنوع تظاهرات المرض وتختلف بين المصابين؛ إذ يكون لدى الغالبية العظمى من المرضى -70٪ أو أكثر- آفات جلدية قد تكون صغيرةً ومتوسطة الشدة أو شديدةً تغطي الجسم كاملاً في x بعض الحالات، وغالباً ما تكون بلون أرجواني، وقد يتظاهر المرض عند بعض المرضى مثل اللوكيميا التقليدية؛ أي ينخفض تعداد كريات الدم وتظهر الأرومات في نقي العظام كما يحدث في سرطان الدم النقوي الحاد (AML) وسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL). وفي نوعٍ ثالثٍ للتظاهرات قد تنخرط الغدد الليمفاوية أو الطحال أو الكبد أو الجهاز العصبي المركزي، أو يحدث انخراطٌ خارج نقوي حتى (أي يحدث المرض خارج نقي العظام)، بمعنى آخر؛ يمكن لهذا المرض أن يظهر في أي مكان.
لا يوجد معيار رعاية موحد مُجمَعٌ عليه لعلاج BPDCN، وغالباً ما تستخدم أنظمة العلاج الكيميائي المصممة لعلاج سرطان الدم النقوي الحاد (AML) وسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) أو في مقاربة أخرى قد يعالج كما تعالج ليمفوما اللاهودجكين بتوليفة CHOP (سيكلوفوسفاميد، دوكسوروبيسين، فينكريستين، بريدنيزون).
إن استخدام العلاج الكيميائي المكثف المتضمن عواملَ علاجية عديدة له القدرة على إحداث هدأة ولكن الانتكاس يميل إلى الحدوث بسرعة، ويموت المرضى إما من مرضٍ نشطٍ ناكسٍ وإما من العدوى وإما نتيجة الفشل المتعدد الأعضاء السريع جداً الذي قد يحدث بعد الانتكاس. وفي حين أن العديد من المرضى لا يقوون على تحمل هذا العلاج المكثف، فهناك حاجة ملحة إلى خيارات العلاج البديلة.
وفي هذا السياق وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على (tagraxofusp-erzs (Elzonris، وهو أول دواء مرخص لعلاج المرض عند المرضى البالغين والأطفال في عمر السنتين وما فوق.
يعمل الدواء علاجاً مستهدِفاً موجهاً إلى مستقبل الإنترلوكين 3 المسمى (CD123)، وهو مستقبل على سطح الخلية يُعبَّر عنه في مجموعة من الخباثات وهو عبارة عن بروتين اندماجي مأشوب يربط الانترلوكين 3 بحامل سمّ الدفتريا المبتثر أو المقطوع (DT )؛ إذ يستبدل الانترلوكين 3 المجال الرابط الأصلي لـ سم الدفتريا DT، وعندما يرتبط tagraxofusp بـ CD123، يُدخَّل مع المجال المحفز لـ DT إلى السيتوبلازما؛ مما يؤدي إلى تثبيط تخليق البروتين وموت الخلايا. بكلمات أخرى، يعمل هذا الدواء على تمكين سم الدفتريا من تثبيط تصنيع البروتين في الخلايا ذات التعبير المرتفع عن الانترلوكين 3 التي تعد خلايا سرطان الخلايا التغصنية الأرومية البلازماوية الشكل واحدة منها.
وصودق على الدواء بناءً على نتائج تجربة سريرية ضمت 47 مريضاً؛ كان 32 منهم غير معالجين من قبل و15 خضعوا لعلاج مسبق، وأُعطي الدواء من اليوم الأول وحتى الخامس في دورة مدتها 21 يوماً ولدورات متتالية متعددة، وقسمت التجربة إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى وهي مرحلة التحميل وزيادة الجرعة، المرحلة الثانية وهي مرحلة التوسع، والمرحلة الثالثة محورية وتأكيدية. وأيضاً سُجِّل المرضى في مجموعة إضافية (مرحلة رابعة) لتمكين عدم انقطاع الوصول إلى الدواء.
عولج 13 مريضاً من غير المعالجين سابقاً حتى المرحلة الثالثة، وقيمت نجاعة الدواء بناءً على الاستجابة السريرية التامة CR منسوبةً إلى الاستجابة التامة المترافقة مع بقايا شذوذات جلدية غير دالة على مرض نشط CRc، وقيمت المأمونية عند 94 من البالغين وكانت الآثار الضارة الأكثر شيوعاً (حدوثية ≥ 30 ٪) هي متلازمة التسرب الشعري، والغثيان، والتعب، والوذمة المحيطية، والحمى، وزيادة الوزن. أما أكثر حالات الشذوذ المختبرية شيوعاً (حدوثية ≥ 50٪) هي انخفاضات في الألبومين والصفيحات الدموية والهيموغلوبين والكالسيوم والصوديوم، وزيادات في الجلوكوز والألانين الناقلة الأمين (ALT)، والأسبارتات الناقلة الأمين (AST). وأشار تغليف الدواء إلى تحذير لمختصي الرعاية الصحية والمرضى يخص الخطورة المتزايدة لحدوث متلازمة التسرب الشعري التي قد تشكل خطراً على حياة المرضى الذين يتلقون العلاج.
المصادر:
هنا
هنا