بطل العالم بروس لي
منوعات علمية >>>> منوعات
بعد مرور عدة أشهر عادت العائلة إلى هونغ كونغ، وشارك لي في فيلمه الأول عندما بلغ ست سنوات فقط، وبِبلوغه سن الثامنة عشرة كان قد ظهر في 20 فيلمًا.
تدَّرب في البداية على يد والده الذي علَّمه بعض حركات (Tai Chi)، وعندما بلغ سن الثالثة عشرة بدأ بتعلم الكونغ فو الصينية بجدية أكثر، وحينها أدرك بأنَّ قيمة الفنون القتالية تتجلى في إعطائها الثقة بالنفس للمقاتل أكثر من كونها أسلوب دفاعي.
طوَّر من اهتماماته في الرقص خلال تدريباته القتالية؛ إذ إنَّ الحركات القتالية التي كان يتقنها في الكونغ فو جعلت منه راقصًا مذهلًا، وأصبح بطل رقصة التشاتشا Cha-Cha في هونغ كونغ عام 1958م.
Image: https://lh3.googleusercontent.com/WIomcYg4-T3e_bjJ-d9bXiKYOCebLYHHPzNOgl9LEeYWzrM4wy2Y1k0JIEJI2wZl
انتقل (لي) من هونغ كونغ إلى سان فرانسيسكو بعد بلوغه سن الثامنة عشرة ومعه 100 دولار فقط، استقر في منزل أحد أصدقاء والده في كاليفورنيا وبدأ بكسب معيشته من خلال إعطاء دروس في الرقص والكونغ فو.
التحق فيما بعد بمدرسة أديسون للمرحلة الثانوية، ونال شهادة تعليمية مَكَّنته من الدخول إلى كلية الفلسفة في جامعة واشنطن في Seattle. وحاز على وظيفة في أحد المطاعم لِتغطية تكاليفه الدراسية ولكنه لم يتوقف عن تدريب الكونغ فو؛ إذ كان يتدرب 40 ساعة كل أسبوع مطورًا تقنيات قتالية مميزة.
في عام 1963م فتح أكاديمية تدريب خاصة به لتعليم الكونغ فو The Jun Fan Gung Fu Institute، والتقى بفتاة في جامعة واشنطن تُدعى ليندا وتزوج منها (أنجبت له براندون وشانون).
وفي بدايات عام 1965م حصلت منافسة مثيرة عندما سمع مدرب صيني للكونغ فو والذي يُدعى وونغ جاك Wong Jack بأنَّ (لي) يُعطي دروسًا تدريبية في فنون القتال الصينية للغربيين، فأغضبه الخبر بشدة وطلب من (لي) بأن يتحداه في منافسة قتالية إذ يجب على الخاسر إغلاق أكاديميته التدريبية!
قَبلَ لي التحدي وبالطبع انتهت المبارزة بفوزه واستسلام وونغ قبل أن يتلقى اللكمة النهائية.
خلال السنوات اللاحقة وجَّه (لي) تركيزه إلى الكونغ فو وطوَّر أيضاً تقنيات جديدة وتوصل إلى أسلوب قتالي جديد وسماه Jeet Kune Do، وافتتح النادي التدريبي الثالث له في لوس أنجلوس، وذهب إلى سويسرا لإعطاء دروس خاصة في الكاراتيه والفنون القتالية الأخرى ومن أشهر المتدربين لديه: جو لويس Joe Lewis ومايك ستون Mike Stone ولاعب كرة السلة الشهير كريم عبد الجبار الذي ظهر معه لاحقاً في فيلم لعبة الموت.
Image: http://assets.fightland.com/content-images/contentimage/56763/bruce-lee-1.jpg
تعرَّض (بروس لي) عام 1969م لإصابة خطيرة في ظهره في أثناء رفعه وزنًا يبلغ 125 باوند، أخبره الطبيب بأن ينسى الكونغ فو وبأنَّه لن يستطيع الركل مجدداً، لكنه لم يتخلَ عن شغف حياته وبعد مرور ستة أشهر بدأ بالعودة تدريجيًا إلى التدريبات مرة أخرى على الرغم من ألم ظهره الشديد.
أتاحت الفرصة له من جديد للظهور على شاشات التلفاز؛ إذ اكتسب شهرته النجومية عن تأديته دور البطولة في فيلم The Big Boss وفيلم Fist of Fury، كلا الفيلمين حطموا الأرقام القياسية في هونغ كونغ وجلبت له مبالغ مالية جيدة.
وكان مشروعه الآتي هو فيلمه The Way of the Dragon وذلك من كتابته وإخراجه وإنتاجه وتمثيله دور البطولة، إضافةً إلى مشاركته في الموسيقى التصويرية للفيلم وبذلك خفض ميزانية الفيلم الذي صُّوِر في روما إلى 130 ألف دولار.
ولِلمفاجأة كان نجاح الفيلم ساحقًا؛ إذ جلب له في هونغ كونغ وحدها خمسة ملايين دولار ونصف.
هنا;
وخلال فترة قصيرة أصبح (بروس لي) مركز اهتمام هوليوود؛ إذ تلقى مكالمة هاتفية من شركة Warner Brothers وأرادوا منه تأدية دور البطولة في فيلم Enter the Dragon، وعمل (لي) جاهدًا على هذا الدور الذي استهلك منه طاقة كبيرة؛ إذ فقد كثيرًا من وزنه حتى إنَّه بدا مريضًا وشاحبًا، ومع انتهاء التصوير أصابته وذمة دماغية ونُقِل إلى المستشفى.
ولكن لم تنتهِ القصة هنا بل حدثت المأساة الكبيرة، وذلك في ظهر يوم 20 تموز(يوليو) عام 1973م في منزل الممثلة بيتي Petty التي كان يريدها في فيلم لعبة الموت، وكان الثنائي على موعد عشاء مع ريموند تشاو Raymond Chow، وصرَّحت بيتي لاحقًا بأنَّ (لي) كان متعبًا وطلب التمدد على سريرها إلى أن يحين موعد العشاء، ولكنها لم تستطع إيقاظه ونُقِل بعدها مباشرةً إلى المستشفى لكن لم يتمكنوا من فعل أي شيء فقد كان ميتًا. وتنسب بعض المصادر السبب في موته إلى حساسيته من إحدى مسكنات الألم التي كان يتناولها مؤخرًا.
كانت صدمةً كبيرةً للعالم؛ إذ تُوفي بطل العالم (بروس لي) في الثانية والثلاثين من عمره، ولكن بقيت أعماله مخلدة بل وصنعت منه أسطورة لن ينساها التاريخ أبدًا.
المصادر:
1- هنا
2- هنا