المناخ ودوره في التنوع اللغوي
التعليم واللغات >>>> اللغويات
ودرس الباحثون أولًا عدم التكافؤ في التوزُّع الجغرافي لنحو 7500 لغة في العالم، وهو أمر لافت للنظر، فعلى سبيل المثال، تُمثِّل بابوا غينيا الجديدة أكثر من 10% من لغات العالم في مساحة تقلُّ عن 0،5% من مساحة العالم، أمَّا روسيا الاتحادية التي تغطي مساحتُها 11% من العالم فلا تُمثل سوى 1،5% من لغاته.
ولاحظ الباحثون وجود أنماط جغرافية واسعة في توزع اللغات، لا سيما عند درجات دوائر العرض التي يزداد فيها التنوع اللغوي باتجاه خط الاستواء، وتميل اللغات في المناطق المدارية إلى الانحصار ضمن مساحات صغيرة أكثر من اللغات في المناطق البعيدة عن خط الاستواء، وقد دُحضت الفرضية القائلة بأن المعالم الطبيعية مثل الجبال والأنهار تُحفِّز التنوع اللغوي وتزيده عن طريق الحدِّ من حركة البشر وتقسيم السكان إلى مجموعات صغيرة من المُتحدثين، وذلك إلى جانب أية صلة مباشرة بين التنوع البيولوجي والتنوع اللغوي، ومع ذلك مواقع التنوع اللغوي العالي تتناسب مع مواقع التنوع البيولوجي عمومًا.
واختبر الباحثون ارتباط سِتة مُتغيِّرات مناخية بالتنوع اللغوي؛ وهذه المتغيرات هي: متوسط درجات الحرارة السنوية، ومتوسط هطول الأمطار سنويًّا، ودرجات الحرارة الموسمية، والأمطار الموسمية، وصافي الإنتاجية الأولية، ومتوسط الموسم الزراعي السنوي. ومن بين هذه المتغيرات المناخية تتميز أجواء الأمطار الموسمية ودرجات الحرارة الموسمية بالارتباط الأقوى مع التنوع اللغوي.
ومع ذلك ليس المناخ والجغرافية العاملين الوحيدين اللذين يُشكلان التنوع، فرُبما تكون المناطق التي يزيد فيها التنوع اللغوي عن المتوقع قد مرت بفترات أطول من تنويع اللغات أو شهدت معدلًا أعلى من التنويع، ممَّا أدى إلى تراكم اللغات في هذه المناطق بدرجةٍ أكبر مِمَّا هو عليه في المناطق الأخرى ذات المناخ المُماثل.
وختامًا فإن الصورة الشاملة التي يدعمها التحليل هي أن العوامل البيئية تؤثر تأثيرًا كبيرًا في تنوع اللغات البشرية عالميًّا، وهو ما ينطبق أيضًا على الاختلاف العالمي في التنوع البيولوجي، وتتوافق الروابط بين أنماط التنوع اللغوي العالمية والمناخ مع فرضية المخاطر البيئية التي تقول إن المناطق ذات الإنتاجية المُستقرة تَسمح للثقافات البشرية بالاستمرار في العيش في مجموعات أصغر وأكثر اتسامًا بالطابع المحلي.
المصادر:
هنا
هنا