الحبيبوم الأربي
التوعية الجنسية >>>> الأمراض المنقولة بالجنس
نكمل معكم حديثنا اليوم ضمن سلسلة الأمراض المنتقلة جنسيًّا عن الورم الحبيبي الأربي (Granuloma inguinale) أو ما يُعرف بداء الدونوفانيات (Donovanosis)؛ وهو مرض مُعدي يصيب كلًّا من الأعضاء التناسلية والشرج ناجمٌ عن عدوى جرثومية سلبية الغرام تُعرف بالمغمدة الورمية الحبيبومية (Calymmatobacterium granulomatis). وينتشر المرض على نحو كبير في المناطق المدارية الحارة كالهند، وأستراليا، وغينيا الجديدة، وجنوب إفريقيا وغربها، إضافة إلى المكسيك وأجزاء من الولايات المتحدة.
1. كيف ينتشر المرض وما هي الفئات العمرية التي يصيبها؟
تُسجَّل أكثر من 100 حالة سنويًّا في الولايات المتحدة وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومعظمها لأشخاص مارسوا الجنسَ غير المحمي مع سكان المناطق المدارية والاستوائية عمومًا، في حين تشير الإحصائيات إلى انتشار المرض انتشارًا كبيرًا لدى الفئة العمرية ما بين ال20- 40 سنة.
ويصيب الرجال بمعدَّل الضعف مقارنةً بالنساء، وينتقل -على نحو رئيسي- عن طريق الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية غير المحمية، ويمكن أن يسبِّب قروحًا فموية في مراحل متقدِّمة عند ممارسة الجنس الفموي مع الشخص المصاب.
2. هل من أعراض واضحة للمرض، وما هي مراحل تطوُّره الرئيسية؟
يتَّصف الحبيبوم الأربي بمراحل تطوُّر بطيئة نسبيًّا؛ ما يجعل من اكتشافه أمرًا صعبًا في البداية، إذ تبدأ أعراضه الأولية بالظهور في خلال أسبوع، ومن الممكن أن تصل إلى 12 أسبوع حتى يصل المرض إلى ذروته.
في البداية تبدأ بضعُ بثور مسطَّحة غير مؤلمة بالظهور في المناطق التناسلية كالمهبل ومحيط القضيب والشرج، وتقرُّحات فموية مرافقة للجنس الفموي، وتتطوَّر تلك البثور وفق ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تبدأ البثرة الصغيرة بالانتشار؛ إذ يتآكل النسيج المحيط بها حتى تصبح ذات لون وردي إلى الأحمر، ثمَّ تبدأ بالانتفاخ مشكِّلةً بثرة ناعمة الملمس، ويمكن أن يحدث نزيف غير مؤلم في هذه المرحلة في مناطق الشرج والأعضاء التناسلية.
المرحلة الثانية: يزداد تآكل الجلد وتتَّسع بقعة انتشار الجراثيم لتصيب مناطق أسفل البطن والفخذين، وتتشكَّل مجموعةٌ من الأنسجة حُبيبيَّة الشكل في محيط القروحات القديمة السطحية مصحوبةً برائحة كريهة جدًّا.
المرحلة الثالثة: تصبح فيها القرحة عميقةً وتتحوَّل إلى ندبات دائمة.
3. كيف يكون التشخيص، وما هي مراحل العلاج؟
تشمل الاختبارات التي يمكن إجراؤها كلًّا من الزرع الجرثومي لعيِّنة من الأنسجة، أو أخذ خزعة دائرية من الآفة الجلدية واختبار وجود البكتريا المسبِّبة للمرض، ولكن نظرًا لكون الإصابة بالورم الحبيبي الأربي قد تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا (STDs)؛ فقد تُجرى اختبارات دم أخرى للتحقُّق من الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أخرى. .
ينصح الأطباء ببدء العلاج بالمضادات الحيوية مثل التتراسيكلين أو الإريثرومايسين أو الدوكسيسيكلين (يُفضَّل تجنُّبه في الثلث الثاني والثالث من الحمل) فورَ الكشف عن المرض منعًا من تحوُّل القرحات إلى ندبات دائمة، إضافة إلى ضرورة إجراء الفحوصات الدورية بعد انتهاء العلاج
للتأكُّد من زوال العامل المُمرض كليًّا؛ إذ يمكن حدوث النكس بعد 6-18 شهر من العلاج.
4. وقاية وأمان:
ينصح الأطباء بتجنُّب خوض العلاقات الجنسية عند الإصابة؛ منعًا من انتقال العدوى الجرثومية، فضلًا عن أنَّ اتِّباع وسائل الجنس الآمن واستخدام الواقيات الذكرية وتعقيم الألعاب الجنسية يَحدُّ -على نحو كبير- من العدوى.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا