يعتقد معظم الناس أنَّ العلاقة بين المواهب وأداء الفريق تتناسب تناسبًا طرديًا، وأنَّه كلما ازدادت المواهب تحسن أداء الفريق، ولكن من وجهة نظر العلم لا يبدو ذلك صحيحًا.

أجرى العلماء عدة دراسات لدراسة العلاقة بين أداء الفريق والمواهب التي يمتلكها، ولاحظوا أن زيادة المواهب تزيد من الأداء ولكن فقط إلى نقطة محددة، وكلما ارتفع عدد المواهب عن هذه النقطة تأثر أداء الفريق سلبيًا بسبب صعوبة التنسيق والترابط بين هؤلاء النجوم؛ إذ تتحول العلاقة من علاقة تعاون إلى علاقة تنافس، وتُسمى هذه الظاهرة "Too much talent effect" أي بمعنى تأثير زيادة المواهب. 

حلل العلماء العديد من مباريات الـ NBA ما بين عامي 2002 و2012؛ ففي عام 2010م استقطب فريق ميامي هيت Miami Heat ثلاثة من نجوم السلة في العالم، وهم ليبرون جيمس Lebron james وكريس بوش Chris Bosh ودواين وايد Dwyane Wade، وكان من المتوقع أن يحقق هؤلاء النجوم الألقاب المتاحة جميعها لفريقهم بسبب مهاراتهم العالية، ولكن لسوء الحظ كان أداؤهم أسوأ من السنة التي سبقتها، وخسروا لقب NBA أمام فريق دالاس مافريكس Dallas Mavericks عام 2011م؛ الفريق الذي كان ذي تشكيلة معتمدة على نجم واحد ولاعبين يساندوه، أثبتت نجاحها أمام التشكيلة التي اعتمدت على أكثر من نجم واحد. 

وإضافةً إلى مباريات الـ NBA أجرى العلماء تحليلًا على مباريات كأس العالم عام 2010 و2014، وأظهر التحليل نمطًا مشابهًا لنمط دراسة مباريات كرة السلة؛ فَالمنتخبات التي اعتمدت على كثير من النجوم في تشكيلتها هي نفسها المنتخبات التي خرجت من الأدوار الأولى لكأس العالم سنة 2010 و2014.

وكما هو الحال في الفرق الرياضية، من الممكن أن يحدث التأثير ذاته في الفرق الوظيفية؛ إذ يبحث المدراء وأصحاب الشركات عن توظيف أكثر الأشخاص موهبةً في مجال عملهم لتشكيل فريق عمل قوي، ولكن ما يهملونه هو أن العلاقة بين أعضاء الفريق نفسها ستتحول إلى علاقة تنافس وليست تكامل وذلك سيقلل من الترابط والتنسيق بين أعضاء الفريق.

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا