نصف الكوب الممتلئ
منوعات علمية >>>> منوعات
في هذا المقال سنناقش فكرة تأثير التفكير الإيجابي في حياة المرء، هل هي واقعٌ مثبت؟ أم محض خيال؟
بدأ العلماء بالدراسة والتحري عن الأمر ليخرجوا بنظرية (التوسع والبناء للمشاعر الإيجابية)؛ إذ تنص هذه النظرية على قدرة المشاعر الإيجابية كالفرح والسعادة والفخر على توسيع القدرات والمواهب للأشخاص بدءًا من القدرات الفكرية والجسدية وصولًا إلى القدرات الاجتماعية والنفسية.
وخير مثال على ارتباط المشاعر بالحالة الجسدية هو حالة الشعور بالخوف التي تصيب الجميع؛ إذ يتهيّأ الجسم على نحوٍ لا إرادي للركض أو الهروب.
يعتقد الباحثون أن للتفكير الإيجابي فوائدٌ صحية قد تتضمن:
1- انخفاض معدلات الاكتئاب.
2- مقاومة أكبر لنزلات البرد.
3- امتلاك مهارات التعامل مع الضغط والتوتر.
4- تحسن حالة القلب والأوعية الدموية.
5- زيادة العمر الوسطي المتوقع.
توجد ميزةٌ ثانية للتفكير الإيجابي وهي القدرة على محو الآثار النفسية والجسدية للتفكير السلبي؛ إذ أخضع العلماء بعض المتطوعين لمواقف تسبب القلق أو التوتر مما أدى إلى تسارع نبضات القلب بالإضافة إلى تضيّق بعض الأوعية، ثم عُرِضَت بعد ذلك مقاطع فيديو على أشخاص بعد تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات؛ المجموعة الأولى شاهدت فيديوهات مليئةً بالمشاعر ومُحفزة على التفكير بإيجابية، والمجموعة الثانية شاهدت مقاطع محايدة دون مشاعر، أما المجموعة الثالثة فتابعت مقطعًا يدفعهم إلى الشعور بالحزن.
فكانت النتائج كما يلي، لاحظ العلماء على المتطوعين الذين شاهدوا المقاطع الإيجابية والحيادية استعادتهم حالة الجسم الطبيعية ومحو كل الآثار السلبية التي سببها التوتر بصورةٍ أسرع من المتطوعين الذين شاهدوا المقاطع ذات الطابع الحزين.
عرض الباحثون في تجربة أخرى مقاطع مليئة بالمشاعر على مجموعاتٍ منفصلة من المتطوعين، كل مجموعة شاهدت عرضًا لأحد أنواع المشاعر (الفرح والاطمئنان والخوف والغضب)، وعُرِضَ أيضًا على أحد المجموعات مشهدًا يُعَدُّ حياديًا دون مشاعر؛ ثم اختبر الباحثون _بعد العرض مباشرةً_ اختبارًا بسيطًا لتحديد أثر المشاهد العاطفية في المتطوعين وذلك عن طريق وصف مشهدٍ تخيليٍّ للمتطوعين والطلب منهم ذكر الحلول الممكنة لهذا الموقف.
أظهر المتطوعون الذين شاهدوا المقاطع الايجابية قدرةً أكبر وأمثل على تقديم الحلول، وحلَّت بعدها المجموعة التي شاهدت المقطع المحايد، في حين حلّّت ثالثًا المجموعة التي عُرِضَ عليها مقاطع تحوي مشاعر سلبية بوصفها صاحبة القدرة الأقل من سابقاتها على تقديم حلولٍ فعّالة.
بعد عرض أهمية التفكير الإيجابي وفوائده، لابد من ذكر طرائق ووسائل للتخلص من التفكير السلبي واستبداله بأفكارٍ إيجابية، بالطبع هذا ليس سهلًا، ولكنه ممكنٌ بالتدريب والوسائل الصحيحة.
يقترح الباحثون عدة خطوات لتساعدك على التفكير بإيجابية منها:
حدِّد نقاط ضعفك: وهذا يعني أن تحدد المجالات التي تظهر فيها الأفكار السلبية في حياتك (قد يكون العمل أو صداقات وعلاقات اجتماعية….)، فهذا سيمكنك من البدء مرحلةً تلو الأخرى إلى أن تتخلص من هذه الأفكار السلبية.
تحقق من نفسك بصورةٍ دورية في اليوم: عندما تشعر بأن هالةً من الأفكار السلبية تحيط بك، خذ استراحةً و ابدأ التفكير من منظورٍ آخر و بإيجابيةٍ أكثر.
كن متقبلًا للفكاهة ولا تقاوم البسمة وامنح نفسك دائمًا الفرصة للضحك.
اتبع أسلوب حياة صحيٍّ، فممارسة الرياضة قد تزيل التوتر عنك واتباع حميةٍ صحيَّة سيشعرك بالتحسن بالتأكيد.
احط نفسك بأناسٍ إيجابيين، أشخاصٌ يمكنك الاعتماد عليهم في تقديم المشورة والنصح لك، أما الأشخاص السلبيين فبإمكانهم زيادة التوتر والضغط النفسي.
أخيرًا حاول أن يكون حديثك مع نفسك أكثر إيجابية، لا تقل لنفسك ما لا يمكنك قوله للآخرين، بمعنىً آخر كن لطيفًا عندما تتحدث إلى ذاتك.
هنا بعض الأمثلة عن أفكارٍ سلبية والبدائل الإيجابية المقترحة لها:
تفكير سلبي
تفكير إيجابي
أنا لم أفعل هذا الشيء من قبل
إنها فرصة رائعة لتعلم أشياء جديدة
إنه لأمرٌ معقد للغاية
سأبدأ بالنظر إليه من زاويةٍ ثانية
ليس لدي الموارد الكافية
الحاجة أم الاختراع
لا يمكن الإدعاء أن إتقان التفكير الإيجابي يمكن أن يحدث بين ليلةٍ وضحاها، بل هو يحتاج حقًا لجهدٍ عظيم وممارسةٍ دائمة.
و أخيرًا يمكن القول بأن التفكير الإيجابي لا يعني أبدًا دفن الرأس في الرمال والإدعاء بأن كل شيءٍ على ما يرام، بل على العكس تمامًا؛ فالتفكير الإيجابي يعني مواجهة كل المشكلات بطريقةٍ محترفة و مرحة لتتلاشى تلك المشكلات و تنكمش حتى الإختفاء.
مصادر المقال:
هنا
هنا