هل تقي العناية الفموية الجيدة صحة المولود من الخطر؟
الطب >>>> طب الأسنان
ينحصر التهاب اللثة بحصول التهاب فقط ضمن اللثة، في حين يمتد التهاب النسج حول السنية ليشمل الهجرة الذروية للرباط حول السني وكذلك النسيج الضام، إضافة إلى تخرُّب العظم السنخي.
وتتضمن أعراض الأمراض النسج حول السنية وعلاماتها:
- احمرار اللثة وتوذمها.
- نزف اللثة عند التفريش أو عند استخدام الخيط بين السني.
- تخلخل الأسنان.
- فقد الأسنان.
- قيح حول الأسنان واللثة.
- ألم عند المضغ.
- إنّ لمضاعفات الحمل عواقب كبيرة، ليس على حياة الطفل والأم فقط؛ لكن على العائلة والمجتمع ككل أيضًا، مع أخذ العواقب المادية بعين النظر.
يُعرَّف نقص الوزن عند الولادة (low birth weight (LBW -حسب منظمة الصحة العالمية- بأنه ولادة طفل بوزن أقل من 2500 غرام (2.5 كيلوغرام)؛ مما يزيد خطورة تعرضه لمشكلات صحية خطيرة وإعاقات دائمة.
وعلى الرغم من أنّ نسبة الأطفال الذين يولدون وهم يعانون نقص الوزن عند الولادة لا تتجاوز 15.5% من الولادات جميعها؛ لكنّه يساهم في قرابة 60% إلى 80% من الوفيات في العالم، أي ما يعادل 20 مليون طفل كل عام؛ 96.5% منهم في البلدان النامية.
كذلك تؤدي العوامل الوراثية، والعوامل الاجتماعية الديموغرافية، وطبيعة التغذية، والتعرض للمواد السامة، والرعاية السابقة للولادة دورًا في حدوث نقص الوزن عند الولادة (LBW).
في حين تُعرّف منظمة الصحة العالمية الولادة المبكرة (PTB) بأنها ولادة أطفال أحياء قبل إتمام 37 أسبوعًا من الحمل، وتُعدّ المسبب الرئيس لوفيات الولدان (الرضع في الأسابيع الأربعة الأولى من العمر) بنسبة 28%، كذلك تُعدّ المسبب الثاني للوفاة بعد ذات الرئة لدى الأطفال دون سن الخامسة، وهي من أكثر مسببات الأمراض العصبية على المدى البعيد، إضافة إلى أنها تسبب طيفًا واسعًا من المضاعفات التي تمتد إلى ما بعد مرحلة الطفولة؛ كالاضطرابات القلبية الوعائية والاضطرابات الاستقلابية.
حاليًّا، يُعدّ حدوث التهاب النسج حول السنية لدى الأم عاملَ خطورة لحدوث الولادة المبكرة أو نقص الوزن عند الولادة، وذلك بسبب هجرة البكتيريا من النسج اللثوية إلى الدورة الدموية؛ مما يحفّز إنتاج وسائط التهابية مسؤولة عن الولادة المبكرة، ومن ثم يُعدّ التهاب النسج حول السنية مسؤولًا عن تحد التهابي مزمن ضمن الجسم، وهو يحدث نتيجة للغشاء الحيوي الجرثومي الموجود على سطح السن؛ إذ يحرر الأخير مركبات مسؤولة عن تنشيط استجابة التهابية مناعية لدى المضيف مؤديةً إلى حدوث آليات ووسائط التهابية مسؤولة عن الولادة المبكرة كما ذكرنا سابقًا.
وقد وجدت الدراسات أنّ الأمهات الحوامل المصابات بالتهاب النسج حول السنية ينجبنَ أطفالًا بأوزان منخفضة ويلدنَ ولادات مبكرة بمقدار سبعة أضعاف مقارنةً بالأمهات السليمات.
كذلك يؤَثر الحمل في التوازن الهرموني لدى المرأة، فيعمل ذلك عاملًا معدّلًا لأمراض النسج حول السنية؛ إذ أكدت عديدٌ من الدراسات زيادةَ حدوث التهاب اللثة بين الشهرين الثاني والثامن من الحمل.
ونخلص مما سبق زيادة انتشار التهاب اللثة لدى النساء الحوامل بنسبة تقع بين 36% إلى 100% مقارنةً بالنساء غير الحوامل.
وبصرف النظر عن التغيرات الهرمونية، تؤدي عوامل أخرى دورًا مهمًّا في زيادة أمراض النسج حول السنية في فترة الحمل؛ مثل الإصابة بالإيدز، وسوء العناية بالصحة الفموية، والتدخين، والمستوى الدراسي المنخفض، والتقدم في العمر، والعِرق؛ فقد كانت النساء السود الحوامل أكثرَ عرضة للإصابة بأمراض النسج حول السنية من النساء البيض.
ويؤدّي الكشف المبكر من قبل طبيب الأسنان إلى العلاج الجيد والسيطرة على أمراض النسج حول السنية، إضافة إلى منع العديد من الأمراض الخطيرة المرتبطة بها.
ومن الأسباب المُحتملة التي قد تمنع النساء الحوامل من الحصول على العناية السنية: الاعتقاد بأن الصحة الفموية السيئة هي النتيجة الروتينية للحمل، والخوف من أن تسبب المعالجات السنية الضررَ للجنين. ولكن؛ تشير الدراسات إلى أن العلاج غير الجراحي لأمراض النسج حول السنية يُعدّ آمنًا في الثلث الثاني من الحمل؛ مما يحسن حالة اللثة لمعظم النساء الحوامل، لذلك؛ ينبغي اقتراح علاج النسج حول السنية في أثناء الحمل لتحسين حالة اللثة وصحة الأم الحامل.
المصادر: