زراعة الكلى بين قوانين قبول الأعضاء الصارمة وخطر الوفاة
الطب >>>> زراعة الأعضاء
ويعدُّ نقص الكلى المتبَرَّع بها بغرض الزرع مشكلة صحية عامة كبيرة؛ بسبب الوفيات المنسوبة لها، والتكلفة الزائدة لأنظمة الرعاية الصحية الناتجة عن الاحتفاظ بالمرضى المدرجين في قائمة الانتظار على غسيل الكلى المزمن، ومع أن قرابة ٥٠٠٠ شخص يموت في الولايات المتحدة، وأكثر من ٣٠٠٠ شخص في أوروبا كل عام في انتظار عملية زرع الكلية، فقد يُتخلَّص من أكثر من 3500 كلية مُتَبرَّع بها سنويًّا في الولايات المتحدة، وأشارت نتائج إحدى الدراسات الحشدية إلى أنََّ معدل التخلص من الكلى في الولايات المتحدة يعادل ضعف معدل التخلص من الكلى المتبرع بها في فرنسا، ويعود هذا الفارق إلى الفحص التنظيمي المكثف لبرامج زرع الأعضاء في الولايات المتحدة، في حين عالجت فرنسا الحاجة لزراعة الكلى بواسطة قبول الكلى المنخفضة الجودة خاصةً من المتبرعين الأكبر سنًّا؛ فبحسب الدراسة، ومع حلول عام ٢٠١٤ كان متوسط عمر المتبرعين بالكلى ٥٦ في فرنسا، مقابل ٣٩ في الولايات المتحدة.
ولكن السؤال الأهم هو؛ هل يوفر قبول الكلى المنخفضة الجودة من المتبرعين الأكبر سنًا فائدة لمرشحي زراعة الكلى المدرجين في قائمة الانتظار؟
تشير نتائج الدراسة إلى أن المرضى المدرجة أسماؤهم في قائمة الانتظار لزرع الكلى سيستفيدون إذا كانت برامج زرع الأعضاء في الولايات المتحدة أكثر استعدادًا لقبول الكلى الأقل جودة، وخاصة من المتبرعين المتوفين الأكبر سنًّا، والذين كانوا يعانون من أمراض مصاحبة، فعلى الرغم من أنّ سن المتبرع الأكبر هو عامل خطر لفشلِ الزراعة، ولكن الكلى من المتبرعين في الخمسين أو الستين من العمر قد تطيل العمر لمرشحي زراعة الكلى الأكبر سناً على وجه الخصوص، وفي دراسة أجريت على 2040 مرشح زرع كلى في إسبانيا، ومن بينهم 389 تلقى كلى من متبرعين متوفين تتراوح أعمارهم بين 75 سنة فما فوق، وُجِد أن الاستفادة من الكلى المتبرع بها من قبل كبار السن هؤلاء رفعت من فترة البقاء على قيد الحياة، وفي أثناء عام واحد كان خطر الوفاة لدى الفئات العمرية الحاصلة على الزرع ما يقرب نصف خطر البقاء على غسيل الكلى.
وأخيرًا، نجد أحيانًا أن بعض القوانين الصارمة -على الرغم من جودة نتائجها- قد تفضي إلى خسارة بشرية جمَّة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا