تشير دراسة حديثة إلى أنّ القوارض قد تُظهر بعض علامات الندم، تماماً كالبشر.
في إحدى التجارب التي قام بها الباحثون، جُهزت حُجُرات تحوي أنواعاً مختلفةً من الأطعمة، وعند كل حجرة يوجد صوت ليدل الفئران على الزمن اللازم لوصول الطعام. ويكون لكل حجرة قيمة معينة لدى الفأر بناء على هذا، ويكون له الخيار بين تناول الطعام في هذا المكان أو إكمال طريقه للحجرة التالية دون إمكانية العودة إلى الحجرة الأولى.
وعند قيام الجرذان بتجاوز حجرة ما واكتشاف أنّ الحجرة التي تليها ذات قيمة أقل لديها، سرعان ما ألقت نظرة إلى الوراء، وقامت بتناول الطعام الذي عندها بسرعة كما يفعل البشر عند شعورهم بالندم.
وبالإضافة إلى ذلك، أَظهر تسجيل النشاط الكهربائي للخلايا العصبية عند تلك الجرذان نشاطاً في القشرة الجبهية الحجاجية Orbitofrontal Cortex، وهي منطقة الدماغ التي تكون نشطة عندما يشعر الإنسان بالندم.
كما أظهر هذا التسجيل أنّ الفئران، وعند نظرتها إلى الخلف، تتخيل نفسها تدخل الحجرة السابقة عوضاً عن تخيل الطعام الذي خسروه، ما يعبّر عن الندم وليس مجرد خيبة الأمل بسبب عدم الحصول على ما يريدونه.

كيف تُعَرِّف الندم؟ لا يمكنك فعلاً أن تسأل فأراً إن كان يشعر بالندم، ولكن حتى لو كنت تستطيع، فإنك لن تستطيع إثبات ذلك، تماماً كما يمكن أن يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الإنسان يشعر بالندم فقط من خلال سؤاله.
من المهم أيضاً معرفة الفرق بين الإحساس بالندم وبين خيبة الأمل.
يحدث الندم عندما تقوم بعمل خطأ ما ولكنك تعرف أن هناك تصرفاً بديلاً كان من الممكن أن تتخذه من شأنه أن يؤدي إلى نتائج أفضل.
أما خيبة الأمل هي ألا يكون الوضع كما تأمل، ولكن ليس بالضرورة أن يكون خطأك.
إذا كانت الجرذان يمكن أن تشعر بالندم، ماذا عن الحيوانات الأخرى؟
بما أنّ لدى الثدييات العديد من التضاريس الدماغية المشتركة بين الجرذان والبشر، فهي على الأغلب قادرة على الشعور بالندم مثلهما.
كنا نظن أنّ الشعور بالندم هو شعور بشريٌ يدل على الإدراك والمعرفة ،ولكن يبدو أن الجرذان أكثر إدراكاً مما نظن!

المصدر:
هنا